علي البغلي/ما سرُّ التطابق المذهل في وجهات النظر؟!

في مقابلة مع إحدى الفضائيات الأميركية السيد رئيس «الشين بيت» (الموساد الإسرائيلي) والقائد السابق للقوات البحرية الإسرائيلية أجاب مذيع المقابلة المبثوثة على اليوتيوب التي تناقلتها مؤخراً وسائل الاتصال الاجتماعي في المنطقة لتشعرنا بالأسف والأسى والخجل من أنفسنا..
الجنرال ايمي ايلون قال: «إذا سألتني ما سيجب أن يكون عليه مستقبل المنطقة في السنوات العشر الأخيرة؟»، ما زلنا لا نتوقع أن نرى في المنطقة بعد نهاية أحداث سوريا والعراق وغيرها ديموقراطية على النمط الأميركي أو الإسرائيلي أو الغربي، بل ديموقراطية على النمط التركي.. فهي ديموقراطية إسلامية، متقدمة اقتصادياً وعلمانية.. ذلك التحالف يجب أن يقبل بحق إسرائيل كدولة في المنطقة بموجب حدود 1967.. والصراع يجب أن ينتقل من كونه صراعاً عربياً ـــ إسرائيلياً، إلى صراع سني ـــ شيعي! ويستطرد الجنرال ايلون في القول: إذا خلقنا ذلك التحالف بقيادة أميركا فسنكون مستعدين لمواجهة إيران وخطورتها وسلاحها النووي.. لذلك فعلينا أن نشجع الآخرين ونريهم ماذا سنفعل حتى يتحقق ذلك السيناريو.. لا يمكننا العيش مع إيران النووية.. وإذا ما عملنا وحدنا فسيكون بإمكاننا أن نؤخر برنامج إيران النووي عدة أشهر. (انتهى).
ونحن نهدي هذا الكلام الأكثر من خطير لطيبي النية المنساقين وراء وسائل الإعلام المحمومة في التأجيج الطائفي من دون تبصر.. كما نهديه لأبواق الأصولية، الذين تتطابق طروحاتهم هذه الأيام مع طروحات رئيس المخابرات الإسرائيلية.. ونقول لهم «وافق شن طبقه» و«إن الطيور على أشكالها تقع»، فلم نر منكم طوال تاريخكم الدموي غير تلك الطروحات اللاوطنية والمتطابقة مع أعداء الوطن، كإسرائيل التي تحتل أراضي عربية منذ 60 عاماً من دون أن نفلح في تحرير شبر منها! وتقمع شعبنا العربي الفلسطيني وتدنس مقدساتنا، لتأتوا في آخر الزمان لترددوا كالببغاوات طروحاتها لمجرد إرضاء نزواتكم الطائفية المريضة! وأنا لا أقول هذا الكلام دفاعاً مني عن إيران وسياساتها في المنطقة، فإيران لاعب إقليمي مؤثر ليس من مصلحتنا خلق عداء معها ـــ قولاً واحداً ـــ فإذا لم ننجح في مقارعة إسرائيل البالغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة في الـ 60 عاماً الماضية، مع بذلنا الغالي والنفيس لذلك الهدف وتعطيل تنميتنا وقمع حرياتنا (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!) فكيف ستكون مصير معاركنا «الدون كيشوتية» مع إيران ـــ 80 مليون نسمة؟! ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.. مع رجاء أن تكرمونا بكتم أنفاسكم الطائفية الكريهة.. حتى يرينا الله آخرة زمن الكوارث الذي نعيشه بفضل تأجيجكم بتطابق تام مع إسرائيل، عدونا الأول والأخير!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

Related posts

كيف نخفف من خسائر الحرب؟* ماهر أبو طير

كلمة السر «في سرك»!* بشار جرار

كيف نتكيّف سياسياً مع المرحلة “الترامبية”؟* حسين الرواشدة