د.فطين البداد/إغلاق معابر الأردن مع دول الجوار

رغم أهمية إغلاق المعابر الحدودية التي تفصل الأردن عن جيرانه سورية والعراق لأسباب أمنية لا بد منها فرضتها معطيات موضوعية على جانبي الحدود ، إلا أنه لا بد من القول بأن هذا الإغلاق له تداعياته السلبية على اقتصاد الدولة والشركات والأفراد على حد سواء .
من هنا ، يتحتم على رجال الأعمال الوقوف مع البلد في هذه الظروف الإستثنائية ، والإستثمار بمشاريع تدعم الإقتصاد وتوظف الأيادي العاملة وتخلق فرصا مختلفة .

وكما هو معروف ، فإن إغلاق المعابر لم يؤثر على الأردن فحسب ، بل طالت آثاره الدول المجاورة ، وإذا أخذنا لبنان مثلا ، فإن هذا البلد خسر بإلإغلاق ما يصل إلى 70 % من صادراته لدول الخليج ، وبالتالي فقد الملايين من الدولارات ، وإذا كان الحل باتجاه اعتماد خط النقل البحري فإن النتيجة ستكون أكثر كلفة وبالتالي وصول منتجات أردنية أو لبنانية مرتفعة أسعارا وأقل تنافسية.

وإذا أخذنا المعابر البحرية كمثل آخر ، فإن تأزم الوضع اليمني بتشعباته الإقليمية ، أثار المخاوف من احتمال عرقلة حركة الملاحة العالمية عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يتم عبره ما يصل إلى 12 % من حجم التجارة العالمية وبخاصة النفط.

لذلك كان هذا القلق الدائم من الامتداد الحوثي وانتشارهم وازدياد قوتهم ومحاولة سيطرتهم على المعبر وإغلاقه لابتزاز العالم ، مما يجعلهم المتحكم بأسعار النفط ناهيك عن البضائع الأخرى التي تمر عبره ، وخاصةً تأثيراته على حركة الملاحة في قناة السويس وتبعات ذلك علـى الأمن القومي المصري ، ولعل هذا ما حدا بالولايات المتحدة التأكيد على أنها ستحافظ على استمرار انسيابية السفن والبضائع رغم الحرب في اليمن .
أما مضيق هرمز ، الذي يعد أهم ممر لتصدير نفط الدول الخليجية المنتجة ومن بينها العراق إلى الأسواق العالمية، فإنه بلا شك الشريان الرئيسي لعالم الطاقة منذ منتصف القرن العشرين ، ولقد استغلت إيران أهمية المضيق العالمية ، فانتهجت سياسة التهديد بإغلاقه ، إن منعت من تصدير نفطها ويسجل في هذا الصدد استعدادات كل من أميركا والغرب ودول الخليج الدائم لمواجهة احتمال غلق المضيق دون حدوث انعكاسات اقتصادية سلبية.

وأيا كان الامر ، فإن المنطقة العربية عموما التي قدر لها أن تكون ضمن جغرافية الشرق الأوسط والتي تضم دول غرب آسيا وشمال أفريقيا ، تعتبر المنطقة الاكثر حساسية عبر التاريخ ، ولعل هذا ما يفسر عدم استقرارها إجمالا ، وتعرضها لهزات تترى ، ينبغي مواجهتها بـ ” الكي ّ ” أحيانا ، وهو ما يفعله العرب الآن جنوب الجزيرة العربية .

وعود على بدء : والحديث هنا عن الأردن ، ونظرا لإغلاق المعابر ، فإنه آن الأوان أن نشمر – كمستثمرين – عن سواعدنا جميعا ، إن أردنا أن نرد للأردن جزءا من دينه ، وبعضا من فضله .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

Related posts

لا عهد لهم.. إدارة احجار الشطرنج..!

الرئيس عباس واليوم التالي!

رئيس حزبي لمجلس النواب العشرين*أ. د. ليث كمال نصراوين