عروبة الإخباري – قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إن قبوله طلب الأمير سعود الفيصل بإعفائه من منصبه كوزير للخارجية “من أصعب الأمور” عليه و”أثقلها على نفسه”، مؤكدا أنه رغم إعفائه سيكون “قريبا منا ومن العمل الذي أحبه”.
جاء هذا في برقية وجهها العاهل السعودي للأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود ، نشرت نصها وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال العاهل السعودي في برقيته: “تلقينا طلبكم إعفاءكم من منصبكم لظروفكم الصحية، وما حمله الطلب من مشاعر الولاء الصادقة لدينكم ومليككم ووطنكم، وهذا ليس بمستغرب عليكم”.
ومشيدا بوزير الخارجية السعودي، أضاف: “لقد عرفناكم كما عرفكم العالم أجمع على مدى أربعين عاماً (المدة التي ظل خلالها الفيصل وزير للخارجية) متنقلاً بين عواصمه ومدنه شارحاً سياسة وطنكم وحاملاً لواءها، ومنافحاً عن مبادئها ومصالحها، ومبادئ ومصالح أمتكم العربية والإسلامية، مضحين في سبيل ذلك بوقتكم وصحتكم، كما عرفنا فيكم الإخلاص في العمل والأمانة في الأداء والولاء للدين والوطن فكنتم لوطنكم خير سفير ولقادته خير معين” .
وتابع: “ويعلم الله أن تحقيق طلبكم من أصعب الأمور علينا وأثقلها على أنفسنا، إلا أننا نقدر عالياً ظرفكم، ونثمن كثيراً مشاعركم، وإننا وإن استجبنا لرغبتكم وإلحاحكم غير مرة فإنكم ستكونون – إن شاء الله – قريبين منا ومن العمل الذي أحببتموه وأحبكم وأخلصتم فيه وبذلتم فيه جهدكم بلا كلل ولا ملل، تتنقلون من موقع إلى آخر تخدمون فيه دينكم ثم وطنكم في مسيرة حافلة بالنجاح ولله الحمد”.
وبعد 40 عاما قضاها الأمير سعود الفيصل في منصبه كوزير لخارجية السعودية، ترجل وزير الخارجية الأقدم في العالم، أمس الأربعاء، عن منصبه، بقبول العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز طلبه بإعفائه من ترؤس الدبلوماسية السعودية لظروفه الصحية.
وجاء في الأمر الملكي الصادر، أمس، حسب ما نشرته وكالة السعودية الرسمية، أنه “بعد الاطلاع على ما رفعه لنا الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود وزير الخارجية عن طلبه إعفاءه من منصبه لظروفه الصحية، فقد أمرنا بالموافقة على طلبه”.
ونظرا للخبرة والمكانة التي يحظى بها الأمير سعود الفيصل (75 عاما)، أصدر العاهل السعودي أمرا آخر بتعيينه “وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء، ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين، ومشرفاً على الشؤون الخارجية”، حسب الأمر الملكي ذاته.
وفي عام 1975، تولى الأمير سعود الفيصل منصب وزير الخارجية، في مرحلة مرت فيها المنطقة العربية والعالم بأزمات عدة، قاد فيها الفيصل دبلوماسية بلاده بحنكة شديدة، ونجاح كبير، جعل الكثيرين يلقبونه بـ”أمير الدبلوماسية”.
وخلال المؤتمرات الصحفية يحضر الأمير سعود الفيصل بكامل حنكته الدبلوماسية وثقافته الواسعة، ليستقبل الأسئلة ويرد ردودا مباشرة، ولطالما استخدم فصاحته العربية وحفظه لعيون الشعر العربي في الرد على أيّ من أنواع “الغمز” أو “اللمز” السياسي لبلاده.
وهو المتحدث اللبق الذي لا تتعثر كلماته، وبأي لغة كانت، متنقلاً من العربية الفصحى إلى الإنجليزية أو الفرنسية، حيث إنه يتقن 7 لغات، بالإضافة إلى العربية منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية.
وبحكم عمله كوزير للخارجية كان عضوا في الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل “لجنة التضامن العربي” و”اللجنة السباعية العربية” و”لجنة القدس” واللجنة الثلاثية العربية (السعودية، المغرب، الجزائر) حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.
العاهل السعودي لولي العهد السابق: أخي العزيز.. ستظلون كما كنتم دائماً قريبين منا ومن وطنكم
ووجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لأخيه (غير الشقيق)، الأمير مقرن، ولي العهد السابق، أعرب فيها عن تقديره لجهوده الذي بذلها على مدى نصف قرن.
وقال العاهل السعودي، في برقيته التي نشرت نصها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مخاطبا الأمير مقرن: “تلقينا طلب إعفاءكم من منصبكم بما تضمنه من مشاعر الولاء والأخوة الصادقة، وهذا ليس بمستغرب على أخي العزيز، وقد قضيتم ما يزيد عن نصف قرن في خدمة وطنكم متنقلاً بين أرجائه وتحملتم المسؤوليات المختلفة فيه بكل أمانه وصدق وإخلاص”.
وأضاف: “إننا والوطن جميعاً نحتفظ لكم بكل اعتزاز ما قدمتموه من خدمات وما بذلتم في سبيله من جهود، وستظلون كما كنتم دائماً قريبين منا ومن وطنكم وإخوانكم”.
وقام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة، مساء أمس الأربعاء، للأمير مقرن في قصره بالرياض.
وقالت وكالة الأنباء السعودية اليوم، إن الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، والأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز، رافقوا العاهل السعودي خلال الزيارة.
وبثت الوكالة صورة جمعت العاهل السعودي مع الأمير مقرن وولي العهد وولي ولي العهد.
ولم تذكر الوكالة الهدف من الزيارة أو ما جرى خلالها، إلا أن بث خبر الزيارة في حد ذاته قد يأتي بهدف إغلاق الباب مقدما حول أي انتقادات عن آلية انتقال الحكم وتعيين ولي العهد وولي ولي العهد، ودحض ما قد يثار حول الأمر.
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز(79عاما)، الأربعاء، 25 أمراً ملكياً، أعفى بموجبها الأمير مقرن بن عبد العزيز (69 عاما) من ولاية العهد بناء على طلبه، وعين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز (56 عاما) ولياً للعهد بدلا منه، ليكون أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة، يتولى هذا المنصب.
كما قضت سلسلة الأوامر ذاتها، بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (30 عاما) ولياً لولي العهد، خلفاً للأمير محمد بن نايف، الذي أصبح ولياً للعهد، ليكون أصغر من يتولى هذا المنصب.
وصارت فترة ولاية العهد للأمير مقرن بن عبد العزيز، الذي تولى المنصب في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، أقصر فترة ولاية عهد في السعودية.
وكان الأمير مقرن بن عبدالعزيز، تم تعيينه، وليا للعهد في 23 يناير/كانون ثان الماضي، وبذلك يكون قد استمر في منصبه 97 يوما فقط كأقصر ولاية عهد بالمملكة، والتي شغلها قبله ثمانية أمراء.
وتوافد مواطنون سعوديون على قصر الحكم في العاصمة الرياض، مساء أمس، لمبايعة الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وكان الأمير مقرن في مقدمة المبايعين.
وولد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود في 15 سبتمبر/ أيلول 1945، وهو الابن الخامس والثلاثون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وأصغر أبنائه الأحياء، وليس له أشقاء ولا شقيقات.