عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب- اتابع مكابدة ومعاناة الصديق حسين الصعوب منذ سنوات طويلة وهو يعقد قرانا مع النجاح ويحول ما استطاع دون الطلاق الذي ابتليت به مؤسسات عديدة في العقبة، عصفت بها عوامل موضوعية مفهومة وذاتية غير مفهومة الا بالقدر الذي يقبل التعليل، لان الكثيرين كانوا ومازالوا يختبئون وراء حجج الظروف الخارجية او الدولية البعيدة او المحيطة ..
حسين من الذين لا يشكون وكلما كبرت التحديات واصل الهجوم باتجاه ردها، ورغم تقلب مجالس الادارات عليه وبامزجة مختلفة وتبدل وزراء النقل باجندات متعددة الا ان الرجل ظل يمارس طاقته القصوى في العمل ويزرع المزيد من الافكار والمبادرات التعويضية وظل عف اللسان حين ينتقد وواسع الصدر حين يجري نقد عمله..
لم اقابله الا مشغولا وبالكاد كنت انتزع منه دقائق حيث يمتد انشغاله في النهار والليل وقد كره اصدقاؤه فيه هذا الادمان من العمل بل ان بعضهم حين يكون في عشاء يسرق هاتفه حتى اذا افتقده تحول الى هاتف اخر احتياط يخبئه في جيبه غير الهاتف الاخر والثالث..
يطلب الى الوزارة في العاشرة ليلا، ويسافر الى العقبة بعد منتصف الليل.. ويرن هاتفه ان تعطل مركب او اضرب مسافرين. او انفجرت مطالب عاملين او حتى تراجعت ارقام الركاب او السياح.. لا تجد له مقرا محددا فهو في العقبة حين يحب ان يكون في عمان وفي النويبع حين يحب ان يكون في العقبة، ليس عن قلة تنظيم للوقت او سيطرة على العمل الاداري.. لكن لان التجارب علمته ان من ” لا يقف عند عنزه لا تنجب توم” ..
يتولى منذ سنوات مشروعا عربيا هو اخر ما تبقى من اشجار العمل العربي المشترك التي جفت او قطعت اشجارها لتخلف واقعا من التحصر العربي. فالجسر العربي هو الشجرة المتبقية والتي يحتاج الحفاظ عليها والدفاع عن مبررها جهدا مضينا ..
كان الجسر العربي قبل هذه الادارة مجرد شركة او مشروع مغمور رغم تشارك دول مجاورة للاردن فيه هي مصر والعراق ولكنه الان مشروع مشهود له، لقد بدا متواضعا بـ ( 6) مليون دولار اميركي مقسمة على البلدان الثلاثة ليصبح راس المال الان فوق ( 100) مليون دولار اميركي .. بدا المشروع ببواخر مستاجرة ..
حدثني عنها ابو هاشم حينها بقلق.. لقد امتلك الجسر العربي بواخره.. اسطوله الخاص المكون من سبع بواخر وهناك موجودات في الشركة تزيد عن 240 مليون دولار والحبل على الجرار لمزيد من التوسع والاستثمار ..
هناك خطوط جديدة مفتوحة في بحار بعيدة وبين قارات ودول فالجسر اصبح مصدرا للخبرة وقادرا على العمل في البحار البعيدة وبعقود تضمن استمرار عمل بواخره في غير مواسمها
ان الخبرات المتولدة في الادارة ولدى القادة الملاحيين هي رصيد اردني عربي برسم الاستعمال والتصدير والاستثمار، وقد استطاعت اندفاعة شركة الجسر العربي باتجاه تحقيق اهدافها من خلق حالة ” هرمونية ” اشبه بالعزف فكانت العلاقة بين مجلس الادارة وبين الادارة التنفيذية علاقات قائمة على التقدير والثقة وترجمة ارقام النجاح ..
ابو هاشم يحفظ درسه وقد استمعت اليه في اكثر من موقع عمل ورايت ثناء وزراء ومسؤولين مصريين على عمله منذ سنوات وحتى اليوم وكذلك من الشركاء العراقيين الذين ظلوا يقدرون للاردن دوره ومبادراته وشفافية العمل معه ..
مازال الصعوب الذي يزداد شعر راسه بياضا باطرافه رغم محاولاته لاخفاء ذلك يرى ان العمل عبادة وان الانجاز هو اوراق الاعتماد التي يعتمدها ويرضاها لنفسه والاخرين فقد جعل من الجسر العربي اسرة واحدة تضع في اعتبارها خدمة اهداف الشركة، وظل في قراراته حتى في اشد الايام صعوبة وقسوة عادلا ياخذ على يد كل افراد الشركة كبيرهم وصغيرهم بود..
كما ظلت مكاتب الشركة ان في الاردن او مصر مفتوحة لمزيد من الافكار والعمل ..
اتيح لي ان اجالس جنرالات كبار مصريين متخصصين في البحر امتلكوا خبرات عميقة من الجيش ..وقد مروا بمجلس ادارة الجسر العربي وخدموا فيها وليدهم ذكريات ومذكرات لمن يريد ان يعرف دور مصر في الحرب والسلام ..