على هامش عمومية شركة جت … اوجاع النقل .. هل من مجيب ؟؟
نجاحات جت تتواصل .. ومازالت في المقدمة ..
عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – وما “جت” الا شركة باصات سياحية .. استطاعت ادارتها التي يمثلها المهندس مالك حداد ان تصنع لنفسها صورة ( image) كبيرة وهامة وان تبقى على السنة المراقبين في كل عام تفرز فيه نتائج الشركات ..
قد لا يكون حجم الارباح هو الاهم .. رغم تحققه وانما يوازيه حجم الرضى على الخدمة المقدمة وهو الرضى الناتج عن الاداء الرفيع الذي تقدمه الشركة للجمهور .. وتطور هذا الاداء المستمر والذي يستفيد من اخر الانجازات التي تحققها شركات النقل السياحي العالمية رغم ظروف النقل في الاردن والتي لا تسر صديقا ولا تغيظ عدوا والتي جعلت النقل مرهونا لتصورات خاطئة تواكب على تكريسها متخذي القرار الرسمي الذين لم يحركوا فيه ساكنا الا بمقدار تبريرهم للوظيفة العالية وحرصهم على ديباجة البيان الرسمي ..
حين تكون شركة ناجحة بامتياز رغم العراقيل والصعاب التي توضع في طريقها وطريق شبيهاتها من الشركات فلماذا لا يجري السماع لخبرتها وتجاربها وتصوراتها ولماذا يبقى القرار في النقل العام والسياحي وغيره رهن عملية اسقاط نظرية جاهزة لم تستطع ان تغير في الواقع شيئا ..
كنت في جلسات سابقة استمع الى تشخيص دقيق لواقع النقل العام في المملكة وكيفية معالجته وحلول مشاكله المتراكمة والمقفوز عنها .. وقد اطلعت على حلول واقعية يمكن انفاذها لو توفرت الارادة الرسمية في هذا المجال وبدلا من تقديم الحلول المطلوبة منذ سنوات، وجدنا عقبات جديدة تطرا وقرارات تصيب النقل السياحي بشكل خاص وبعضها ينعكس باثر رجعي مما يؤثر على شركات النقل ويزيد من مشاكلها ويلحق الضرر بالعمال والموظفين الذين لم يعد يقلق وضعهم احدا مسؤولا بسبب تسريحهم حين لا تقوى الشركات على استمرار العمل بهم وفي الوقت الذي يجري دعم شركات النقل السياحي في عديد من الدول التي تستثمر في السياحة وترويجها فان ما يتوفر عندنا يناقض ذلك وهذا ما يجعل وزير السياحة يعاود الشكوى من انحسار انتاجية السياحة على الصعيد الوطني بسبب ضعف الاستثمار في الترويج ..
اعود الى شركة “جت” موضوع هذه الكتابة والى اجتماع هيئتها العامة حيث بسطت الاوضاع امام المساهمين ..
فما هي مشاكل هذا القطاع السياحي؟ . وماهي انعكاسات القرارات الخاطئة والمستعجلة وقصيرة الرؤية على هذا القطاع الذي يعيش معاناة السياحة ويتعرض لضربات متتالية استمعت للكثير منها من احد المستثمرين في هذا القطاع وهو السيد مازن طنطش الذي حمل الجهات الرسمية مسؤولية ما لحق بهذا القطاع نتاج قرارات اتخذت بشكل رجعي تكبد القطاع اعباء جديدة ولا تراعي الظروف الذاتية والموضوعية في نشاطاته ..
هناك قضايا يجب معالجتها ليست في القانون فقط ..
فقد كانت هناك مشاكل تولدت من توزيع خطوط النقل على شكل جوائز ترضيات لشخصيات عامة ..وذلك في سنوات ماضية وعن طريق وزارة الداخلية ..
في الاردن 70% لا يملكون سيارات خاصة ولذا فان الرهان هو على نقل منظم وحديث ..
وقانون النقل العام فيه ايجابيات وسلبيات .. لابد من معالجة السلبيات بعقلية حديثة وبتوعية وقرارات ..
هناك تحديات كبيرة تواجه هذا القطاع وخاصة السياحي فالطرق والبنية التحتية مرهقة وتحتاج الى اصلاح وترميم وخاصة الطريق الصحراوي ..
ويعتقد السيد مالك حداد المدير التنفيذي لشركة جت والخبير في النقل بضرورة انفاذ الخط السريع الذي توقف عن العمل فيه بداية وراى ان انفاذه يساعد كثيرا .. ودعا الى رص الصف في توحيد الشركات المتناثرة . ودمجها في شركات كبيرة لتوفير المال والجهد ..
ويرى حداد ان هناك (8) شركات نقل راسمالها 200 مليون يعمل بها اكثر من 2500 عامل وسائق وفني ويرى حداد ان النقل السياحي مختلف عن النقل العام وهو اكثر تقدما وتنظيما وتنافسا حتى مع افضل اشكال النقل السياحي على المستوى العربي ..
ويعتمد النقل السياحي على المعطيات السياحية اذ يعيش انخفاضا يصل الى 50% وهذا العامل السلبي يعكس ضررا كبيرا والشركات تعاني كثيرا . ونحاول ان نجد عملا للمركبات .. سواء لجهة النقل للحج او العمرة ..
وينجح النقل السياحي كونه شركات وليس افراد بباص او اثنين وقد كنا حتى 2011 افضل شركات على المستوى العربي .. وقد نقلت شركاتنا (800) الف وبعد ذلك فقط (200) الف .. وتفكر الشركات بتسريح العمالة واعادة الهيكلة والاستغناء ..
ولذا فان النقل السياحي متاثر جدا .. ويمكن الاستعانة بالنقل السياحي بسبب هذه الظروف للنقل للجامعات مثلا ويتطلع القائمون على النقل السياحي الى الاستعانة باساطيلهم لحل مشكلات ماثلة سواء لجهة النقل السياحي او لجهة النقل العام وحل مشاكله خاصة في الجامعات ..
هموم النقل عديدة والتشخيص متوفر تماما والانتظار للانفاذ وبدء التنفيذ ..
كنت استمع لما يقوله المهندس مالك حداد في الهيئة العمومية عن شركته ( جت) من حيث مشاريعها المستقبلية وطموحاتها وقدرتها على حل المشاكل الطارئة التي تواجه شركات النقل السياحي
الاجابة وجدت بعضها في التقرير السنوي وبعضها الاخر سمعته شفاهة فقد حققت الشركة نتائج ايجابية عام 2014 لانها نوعت مصادر دخلها من خلال انشاء محطات وقود في مناطق الاغوار والعقبة وافتتحت مكاتب جديدة في مجمع رغدان السياحي لخدمة السياحة الفردية القادمة للمملكة .. كما ادخلت نمطا جديدا للسياحة بتوفير خدمة سياحة الباص المكشوف وذلك لعمل جولات داخل عمان والعقبة . ومع كل التحديات ربحت شركة جت ووزعت على مساهميها ارباحا بنسبة 10% ومازالت تحوز الرضى العالي من الجمهور الذي يحترم اساليبها في العمل ..
لقد ظلت ” جت ” تولي المسؤولية الاجتماعية جل اهتماماتها وظل دورها في هذا المجال متقدما على معظم الشركات كما جسدت دورا وطنيا في اللحظات الفارقة ولم تتردد في النهوض بواجبها الوطني او حتى ما يميله احساس متخذي القرار فيها ..
لقد ظل انسجام مجلس ادارتها المميز مع الادارة التنفيذية يعطي احسن الثمار ويسهل عمل الشركة وقراراتها وظلت الخبرة المتوفرة في جت تتراكم منذ بذرتها الصلبة التي زرعت في القدس . وشجرتها الوارفة وثمارها الوفيرة في عمان وحتى اليوم وكان لهذه الادارة التي يصدق عليها القول “اعط خبزك للخباز” الذي يحافظ عليه ويرده ارغفة ساخنة نظيفة هو الشعار الانسب فالايرادات التي ارتفعت من 15.847.248 دينار عام 2014 الى 16.301.896 تعكس ذلك وتعكس الارباح التي لم تحرزها شركات اخرى توفرت لها نفس الظروف لكنه لم تتوفر لها نفس الادارات فالادارة هي الاساس كان ذلك في الماضي وسيظل يتعاظم دورها في المستقبل ..(جت سنة اخرى من النجاح) بعد اكثر من نصف قرن من الزمان ومازالت القافلة تسير وتتزايد وتتنوع وتتطور ..