1.عزف المعهد الوطني للموسيقى أنغامه على مسرح مركز الحسين الثقافي، مع صوت روز الور المحلي الدافئ ورتلت للسلام والمحبة ، للألم والقيامة. وبين الترنيمة والأخرى، صعد المنبر أشخاص صدَروا رسائل للعيد هذا العام، بنبرات حزينة لكنها مليئة بالأمل والرجاء. قال شاب سوري: يحيي العالم هذه الأيام الذكرى السنوية الخامسة للحرب في سوريا، حرب من على من ؟ حرب الخاسرين على الخاسرين، واقتبس من القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في يوم الذكرى العاشرة على رحيله إلى دار الخلد: « في الحرب لا خاسر ولا رابح… فالكل خاسرون».
وبعده جاءت فتاة عراقية مهجرة من أتباع التطرَف وإلغاء الأخر، فقالت بلهجتها العراقية: «من الموصل ونينوى الى ليبيا واليمن… إلى كل بلدان الأرض: كلها أسفار موجعة… ، تسير خلف سفر شوارع القدس ودرب الآلام… تسمع خطوات الأقدام الثقيلة… وطرقات الأيدي على الأبواب..أبواب السفارات…هل لديكم تأشيرات بعدد التنهيدات والألم والمعاناة ؟ رحمـــاك يا رب ، يا رب الحياة… رحماك يا خالق جميع الكائنات «.
وأخيراً صعد المنبر زوجان كفيفان: صليبا ورندا حدادين، وابنتهما فرح وقد ارتبطا بعهد الزواج قبل سنوات فقرات بطريقة بريل:
«الحبَ لا يقف عند الرؤية بالعين المجرّدة، ألم تسمعوا قول الشاعر: والأذن تعشق قبل العين أحياناً ؟ وأضافت: الصليب– ثقل الحياة، يمسي أهون وأحب إلى القلب، عندما نتعاون على حمله معاً. جئنا نقول لكم: «احملوا بعضكم أثقال بعض»، فيمسي التعب جميلاً».
2.على المستوى الوطني عشنا معنى القيامة والتضحية، في استشهاد البطل الكساسبة، حيث أن الحب يجد تجليه حين «يموت» الإنسان في سبيل أحبائه وأبناء وطنه والمدافعين عن قيم الدين الأصلية.
وهناك بطل آخر هو عمر البلاونة الذي عرف أن الخلاص لا يأتي في الاستسلام للعاصفة، والسقوط في اليأس البغيض القاتل. بل هو في السير عكس التيار، ما أروع هذه الهواية… اي السير عكس التيار، وعكس الماء وعكس الامور السهلة»… ما أقساها طبعاً من هواية، ولكنها جعلت من الكساسبة «رحمه الله» جواً ، ومن البلاونة «حفظه الله « بحراً أنموذجين للعطاء والتفاني في سبيل الوطن والمواطن. وبلدنا بلا شك حافل بمثلهما من الأبطال وما علينا سوى أن نقدّر كلّ انسان لأنّ فيه مشروعاً لبطل حقيقي.
3. من لبنان، ومن الأستاذ محمد السماك الناشط عالمياً في حقول الحوار الإسلامي المسيحي، تأتي رسالة العيد هذا العام، فيقول ما أقوله للقراء الأحباء:
«يُعلَمنا الفصح أن الموت ليس نهاية، وأنَ ما بعد الموت انبعاثاً جديداً، إنَ شرقنا المعذب الذي يعاني من الموت يؤمن بالانبعاث الجديد، إلاَ أنه لا ينتظره بل يصنعه «.
4. سلط تلفزيون ايطاليا الرئيسي RAI 1 الضوء يوم الجمعة العظيمة على أوضاع العراقيين في بلدنا الحبيب الأردن، وقبل أن يعرض درب الصليب مع البابا في ملعب الكولوسيوم الذي كان مسرحاً لاضطهاد المسيحيين في القرن الأول، عَرض درب الصليب من بلدة ناعور حيث حملت عائلة عراقية صليباً كبيراً ، وقال الأب على التلفزيون والدمعة في عينيه: «حملنا صلباننا في القرن الحادي والعشرين وخرجنا ، وها نحن ننتظر القيامة…».
5. في مؤتمر: « القدس تتكلم « وفي أجواء الفصح المجيد، اقتبست بيت شعر من أحمد شوقي مخاطباً الجنرال البريطاني اللنبي وقد همَّ بالدخول إلى مدينة السلام عام 1917:
يا فاتح القدس، خلِ السيف ناحيةً ليس الصليب حديداً ، كان بل خشبا…وكل عام وأنتم بخير
Abouna.org@gmail.com