والمؤتمر الأول من نوعه الذي تنظمه «كرانس مونتانا» السويسرية في المغرب منذ تأسيسها عام 1986. ويعتقد مشاركون في المؤتمر الذي يستمر يومين، أن ملف الاستثمار في القارة الإفريقية سيكون من أبرز المواضيع التي سُتعرض خلال المؤتمر، نظراً إلى الحاجات الاستثمارية المنتظرة في مجالات مثل البنية التحتية والطاقة والزراعة والصيد البحري، والاتصالات والصناعة الغذائية والسكن والنقل، والتكنولوجيات الحديثة والمعادن وغيرها. وتحتاج إفريقيا جنوب الصحراء إلى استثمارات لا تقل عن 100 بليون دولار خلال العامين المقبلين، في الأشغال الكبرى والبنية التحتية، بينما لم تحصل القارة خلال السنوات الماضية إلا على نصف هذا المبلغ.
ويعمل المغرب على إقناع المستثمرين من القارات الأربع بالاستثمار في إفريقيا باعتبارها مستقبل الاقتصاد العالمي، حيث يحقق بعض دولها معدلات نمو تراوح بين خمسة وتسعة في المئة سنوياً، وتكاد تسيطر على إنتاج عدد من المواد والمعادن الثمينة المستخدمة في التقنيات الحديثة وتصديرها. وتتنافس القوى الكبرى على تحصيل بعض هذه المعادن، من دون أن يؤدي ذلك إلى تنمية اجتماعية لسكان إفريقيا الذين يعانون الفقر بنسب تراوح بين 40 و60 في المئة. ودأبت شركات عابرة للحدود على الاستثمار في المجالات الأكثر ربحية من دون الاهتمام بالتنمية البشرية في إفريقيا، ما أضر بالقارة وبقطاعات حيوية منها الخشب والطاقة والزراعة والصيد البحري ومياه الشفة والمعادن.
ويعد المغرب ثاني أكبر مستثمر، بعد جنوب إفريقيا، بنحو خمسة بلايين دولار في قطاعات إنتاجية وخدمية مثل الاتصالات والمصارف والتأمين والسكن، والإسمنت والصناعة الغذائية والطاقة. وترغب الرباط في أن تتجه الاستثمارات الدولية في إفريقيا نحو مشاريع ذات أهداف اقتصادية واجتماعية، في إطار مفهوم التنمية المدمجة المستدامة التي تحقق التطور والاستقرار.
وتعتقد المملكة أن موقعها الجغرافي بين جنوب أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، يؤهلها للعب دور في إنقاذ إفريقيا، وتحويلها إلى قارة لفرص الاستثمار والتنمية والازدهار، عوضاً عن البؤس والحروب وقوارب الموت في البحر الأبيض المتوسط. وترمز استضافة مدينة الداخلة للمؤتمر، والتي تبعد عن الرباط نحو ألفي كيلومتر جنوباً، إلى أهمية البحر والثقافة والسياحة في مستقبل إفريقيا كقارة طموحة ومتفائلة.