عروبة الإخباري – ظهرت مؤشرات على توقف الهجوم لاستعادة مدينة تكريت العراقية أمس الجمعة بعد يومين من توغل قوات الأمن العراقية وميليشيات شيعية في مسقط رأس صدام حسين في أكبر عملية حتى الآن ضد المتشددين.
وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين إن القوات العراقية لن تتقدم حتى تصل التعزيزات إلى تكريت التي لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على نصفها تقريبا.
وإذا استعادت القوات الحكومية مدينة تكريت فستكون أول مدينة يتم استردادها من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية منذ أن اجتاح مساحات واسعة من البلاد العام الماضي وأعلن قيام دولة الخلافة في الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وفي تكريت نشر التنظيم القناصة وملأ الشوارع بالقنابل البدائية الصنع فضلا عن تفخيخ المباني.
ويبدو أن قوات موالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والتي تعرف باسم “كتائب السلام” تتهيأ للانضمام إلى الهجوم الحكومي. وقال مصدر في مكتب الصدر لرويترز إن زهاء 1500 مقاتل وصلوا مدينة سامراء الشيعية المقدسة إلى الجنوب من تكريت.
وجاء نشر هذه القوات بعد أيام من إعلان الصدر عن “رفع التجميد” عن مشاركة قواته في المعارك ضد المتشددين. وكان الصدر قد أوقف مشاركتهم بعد مزاعم عن انتهاكات ارتكبتها ميليشيات شيعية أخرى في العمليات التي جرت في الآونة الأخيرة.
وقال أحد المسؤولين إنه علم أن مقاتلي كتائب السلام يعتزمون الانطلاق شمالا صوب تكريت يوم السبت.
وقال هادي العامري قائد منظمة بدر الشيعية والذي يعد حاليا من أكثر الشخصيات نفوذا في العراق إن نتيجة المعركة في تكريت ليست محل شك لكن القوات العراقية في حاجة إلى الوقت.
وأضاف العامري قوله للتلفزيون العراقي من على الجبهة في تكريت أن مقاتليه ليسوا في عجلة من أمرهم لكن لديهم خطة يتبعونها. وقال إن المعركة قد تتأجل يومين أو ثلاثة أو أربعة لكنهم سيحتفلون بتحرير تكريت من “العدو”.
وسيعطي تحقيق الانتصار في تكريت القوات العراقية قوة دفع للمرحلة المقبلة من حملة استعادة الموصل أكبر مدينة خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية.
لكن مشاركة إيران التي تدعم بعض الجماعات المسلحة الشيعية التي تتصدر الحملة وتلعب دورا مباشرا أيضا مصدر قلق لدى بعض السنة في العراق وبالمنطقة أيضا.
وشوهد قاسم سليماني القيادي بالحرس الثوري الإيراني في ساحة المعركة وهو يشرف على هجوم تكريت الذي تلعب فيه الجماعات المسلحة الشيعية دورا كبيرا منذ انهيار الجيش النظامي في يونيو حزيران الماضي.
وكان مسلحو داعش اجتاحوا تكريت في يونيو حزيران الماضي في هجوم خاطف توقف على مسافة قريبة من بغداد. ومنذ ذلك الحين استخدم رجال التنظيم مجمع القصور الرئاسية الذي بني في تكريت في عهد صدام مقرا لهم.
ولا يزال المتشددون يسيطرون على المجمع الرئاسي وعلى ثلاث مناطق أخرى على الأقل بوسط تكريت حتى اليوم الجمعة.
وهاجمت القوات الخاصة العراقية كلية الطب في جنوب تكريت عند الفجر لكن المتشددين تمكنوا من صدهم وقتلوا ثلاثة جنود. ولقي ستة أشخاص حتفهم عندما صدمت سيارة همفي محملة بالمتفجرات موقعا للقوات العراقية إلى الغرب من المدينة.
ويشن أكثر من 20 ألف جندي عراقي ووحدات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من العشائر السنية المحلية الهجوم الذي بدأ منذ 11 يوما.
وقال المتحدث باسم داعش أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي نشر يوم الخميس إن الدولة الإسلامية “ثابتة… ولازال صرحها يعلو وتزداد قوة وصلابة يوما بعد يوم”.
وحذر أتباعه من خطر الشيعة قائلا “يا أهل السنة في العراق والجزيرة واليمن قد طالما حذرناكم من الروافض الأنجاس … فها هم اليوم كشروا عن أنيابهم وقد اعلنوا عن امبراطوريتهم بكل صراحة وعاصمتها بغداد.”
وحتى لو تم طرد المسلحين من المدينة فإنهم ما زالوا يسيطرون على مساحة واسعة من الأرض على جانبي الحدود السورية حيث من المرجح أن يعيدوا تنظيم صفوفهم وقد وجدت القوات العراقية صعوبة في السابق في الحفاظ على المناطق التي استعادتها من الجماعة المتطرفة.
وتتعرض الدولة الإسلامية لضغوط في الشمال حيث شنت الميليشيات الشيعية وقوات البشمركة الكردية هجوما حول مدينة كركوك الغنية بالنفط اليوم الجمعة.
وبدأت قوات البشمركة مهاجمة مواقع الدولة الإسلامية قرب كركوك يوم الاثنين ومنذ ذلك الحين استعادت عددا من القرى إلى الجنوب الغربي. وقال قادة أكراد إنهم واجهوا مقاومة ضعيفة نسبيا لكن تعرقلهم القنابل محلية الصنع التي تركها المتشددون قبل أن ينسحبوا.