عروبة الإخباري – قالت سلسلة من المؤشرات إن معسكر اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، يواجه أزمة كبيرة بخسارة مقاعد أكثر من خسارته الأغلبية الهشة التي كانت له، ما قد يعرقل مهمة نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة.
فيما، اعترف نتنياهو امس باحتمال ان يتكبد هزيمة في الانتخابات التشريعية وحذر من استسلام “على كل الجبهات” في حال فوز خصمه العمالي اسحق هرتزوغ.
وقال نتنياهو في مقابلة نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقاطع منها قبل خمسة ايام من الاقتراع ان “امننا في خطر حقيقي لان احتمال خسارتنا هذه الانتخابات حقيقي”.
ويسعى نتنياهو الى كسب اصوات ناخبي حزبه الليكود بينما تشير استطلاعات الرأي الى تقدم متزايد للاتحاد الصهيوني الذي نشأ من تحالف بين حزب العمل بقيادة اسحق هرتزوغ وحزب الحركة الوسطي الذي تتزعمه تسيبي ليفني.
وحذر نتنياهو الذي يخوض حملته على التأكيد انه ضامن لامن بلاده “اذا استمر اتساع الفارق بين الليكود وحزب العمل، سيصبح هرتزوغ وليفني بعد اسبوع رئيسي حكومة بالتناوب بدعم من الاحزاب العربية”.
وكان هرتزوغ وليفني اتفقا على تولي رئاسة الحكومة بالتناوب كل سنتين في حال فوز تحالفهما.
واضاف نتنياهو “لن يصمدا لثانية واحدة ولا يملك اي منهما الصفات اللازمة للقيادة. سيكون لديكم رئيسا حكومة سيستسلمان عند اقل ضغط”.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي “سيمارسان ضغوطا علينا لننسحب الى خطوط 1967 ولنقسم القدس. سيمارسان ضغوط علينا لنتوقف عن الاعتراض على اتفاق (دولي حول البرنامج النووي) الايراني”. وتابع “سيستسلمان على كل الجبهات”.
وقال استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة “هآرتس”، إن هذا المعسكر سيحصل على 54 مقعدا، بدلا من 61 مقعدا في العام 2013، و65 مقعدا من أصل 120 مقعدا، في العام 2009.
وعلى الرغم من هذا، فإن احتمالات تشكيل الحكومة المقبلة، ما تزال تميل إلى نتنياهو.
وقال استطلاع “هآرتس” أمس، إن قائمة “المعسكر الصهيوني” التحالفية، ستحصل على 24 مقعدا، مقابل 21 مقعدا لحزب الليكود، بينما تحل “القائمة المشتركة” لفلسطينيي 48 ثالثة، بحصولها على 13 مقعدا، ثم قائمة “يوجد مستقبل” التي ستحصل على 12 مقعدا. بينما ستحصل قائمة المستوطنين، وقائمة “كلنا” على 11 مقعدا لكل منهما.
وستحصل قائمة اليهود المتزمتين لليهود الشرقيين “شاس” على 7 مقاعد، بينما تحصل قائمة المتزمتين لليهود الأشكناز على 6 مقاعد، ومثلها تحصل عليها حركة “ميرتس” اليسارية الصهيونية. كما تحصل قائمة “ياحد” التي تضم حركة “كاخ الارهابية على 5 مقاعد.
وقال استطلاع الرأي إن حزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة أفيغدور ليبرمان، بات يصارع نسبة الحسم التي رفعها بنفسه، لضرب التمثيل الفلسطيني، وسيحصل على 4 مقاعد.
وتعني هذه النتائج التي تأتي شبيهة نوعا بسلسلة استطلاعات الرأي في الأسبوعين الأخيرين، أن الانتخابات ستفرز تركيبة برلمانية مليئة بالتعقيدات التي ستعمق حالة عدم الاستقرار السياسي في النظام الحاكم. فمعسكر اليمين المتشدد مع المتزمتين سيحصل على 54 مقعدا، وفق هذا الاستطلاع، وسيحصل على دعم فوري من حزب “كلنا” ليقفز إلى 65 مقعدا، ولكن في هذه الحالة ستكون عقبة أمام نتنياهو، إذ ليس مريحا له ضم كتلة “ياحد” التي لها 5 مقاعد، نظرا لشملها حركة “كاخ” الارهابية المحظورة في العديد من دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأميركية.
وتقول سلسلة من التقارير الصحفية والحزبية، إن هناك قلقا متعاظما في داخل الليكود، بأن يهبط الحزب عن حاجز 20 مقعدا، وهو ما حصل عليه في الانتخابات السابقة، ففي هذه الحالة لن يكون باستطاعة نتنياهو تشكيل الحكومة المقبلة. وتعززت أمس التقديرات، بأن تتوجه الحلبة السياسية إلى حكومة وحدة تضم “الليكود” و”المعسكر الصهيوني”، مع أحزاب أخرى. إلا أن حكومة كهذه ستكون مليئة بالتناقضات والصراعات الداخلية، نظرا لتركيبة كتلة الليكود، التي يطغى عليها التطرف.
كما دلّ استطلاع صحيفة “هآرتس” على أن نسبة التصويت شبه المؤكدة قد تكون في حدود 67 % وهي شبيهة بنسبة الانتخابات السابقة، ولكن هناك احتمال لرفعها إلى 70 %. إذ قال الاستطلاع إن 74 % من المستطلعين أكدوا مشاركتهم في الانتخابات، وأن 16 % يفكرون بالأمر، ولكن هناك 10 % المسجلين من سجل الناخبين بمثابة مهاجرين، ما يعني أن النسبة الفعلية من سجل الناخبين هي
67 % وفق هذا الاستطلاع، الذي أشار إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة التصويت بين العرب، من 56 % في الانتخابات السابقة إلى 61 % الآن، في حين قالت استطلاعات حزبية داخلية أن نسبة التصويت بين العرب قد تتراوح ما بين 62 % إلى 64 %، ما من شأنه أن يزيد تمثيل القائمة المشتركة.
ويذكر أن استطلاعات الرأي في السنوات الأخيرة أخطأت بنسبة أكبر مما هو متاح في مجال الخطأ، وخاصة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مطلع العام 2013.
من جهة أخرى، فقد حصل رئيس قائمة “المعسكر الصهيوني”، ورئيس حزب “العمل” يتسحاق هيرتسوغ أمس، على دعم من الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيرس، إذ أصدر بيانا قاله فيه: “أنا أؤمن بأن هيرتسوغ ملائم لمنصب رئيس الوزراء، وسيكون قائدا يعرف كيف يقلص الفجوات ويجمع المجتمع الإسرائيلي بصمغ التضامن والأمل”.
وعلى صعيد فلسطينيي 48، فقد صدر أمس بيانان داعمان للقائمة، واحد من لجنة رؤساء المجالس البلدية والقروية لفلسطينيي 48، وبيان آخر من عشرات رجال الدين المسيحي العرب، وأكد البيانان على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، ودعم القائمة المشتركة في هذه الانتخابات –