كتب سمو الامير الحسن بن طلال : مع رحيل أخي الحبيب وتوأم الروح الحسين – رحمه الله – ومواراته الثرى في الثامن من شهر شباط(فبراير) 1999، أستذكر معكم مبادئ النهضة العربية وأهدافها التي أطلقها وقادها الشريف الحسين بن علي وأولاده، وقامت لتحقيق آمال الشعب العربي، في العيش الكريم وتقرير المصير وإقامة الدولة العربية المستقلة.
كما شكلت هذه الرسالة جزءًا مهمًا وأساسيًّا في فكر الراحل الحسين، حيث نجد صداها في كلماته، إذ يقول: “إن هذا الوطن مستقرُّ الثورة العربيّة الكبرى وفيء الأحرار من كل العرب، يرفض التجزئة والتبعية، بنيان مرصوص بوحدة وطنية عنيدة على الاختراق والتفكك، يترجمُ أشواقه للوحدة العربية في مواجهة مخططات الظلم والعدوان، وستبقى عيونُنا على القدس نعمل فوق طاقتنا لتعودَ الأرض التي بارك الله حولها إلى أهلها.”
ومنذ تأسيس الدولة الأردنية وهي تحرص على مواجهة التحديات بأشكالها المختلفة بوحدة وطنية ونسيج اجتماعي متماسك.
ومن أهم ما حرص عليه الحسين الملك الباني بناء الخلق الأردني القائم على قبول الآخر واحترامه، والتسامح والاعتدال والتعددية.
لقد نشأ الحسين على وعي قومي استمدّه من والده جلالة الملك طلال ومن جدّه الملك عبد الله بن الحسين رحمهما الله. ومن أهم مكوّنات هذا الوعي الالتزام بمبادئ دين الإسلام الحنيف وتعاليمه والانفتاح السياسي والفكري نحو الآخر وصون الكرامة الإنسانية وتكريس النفس لخدمة الشعب والصالح العام.
ومن كلماته التي أستحضرها قوله: إنّ علينا اللحاق بالإسلام والتقدم نحوه وليس العودة إليه.
يجب أن تبقى منابرنا ملتزمة بعقيدتنا وثوابت أمتنا، تدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، بمنأى عن التعصب أو العنف، أو اتخاذ الدين وسيلة لتحقيق مآرب ذاتية صغيرة.
كما أستذكر في هذا المقام كلمات جدي الملك المؤسس – رحمه الله -، إذْ يقول: “لا ظلامَ للمُبْصر، ولا عَشْوةَ للمُتمكِّن، ولا تردُّدَ لمنْ رُزِقَ البَصيرة، ولا خوْف على منْ يَعرِفُ الحقَّ ويُصرِّحُ به.”
ونحن في هذا الوطن قد أبصرنا معاني التضحية والفداء، وعرفنا أن للحق رجالاً يرفعون الضيم عن الضعيف ويغيثون الملهوف ويعلون باليد الأخرى راية آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ومن كان هذا شأنهم، فإن الله لن يضيّعهم.
رحم الله الحسين وأيّد قائد البلاد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي يواصل حمل اللواء وأداء الأمانة.