عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب –يستحق جهازان وهما الامن العام والدفاع المدني التقدير والثناء على ما قدما في الفترة الصعبة الماضية التي عاشها كثير من المواطنين في المملكة خاصة في المحافظات والاطراف البعيدة في القرى والبوادي والمخيمات نتاج موجة الثلوج والامطار وتعطل بعض الطرق والمرافق..
وعلينا كمواطنين ان نشير الى مواقع الصواب ومواقع الخطأ وبهذا يقوم التقويم الصحيح حتى لا يذهب طرف بحق طرف، وحتى لا يجري ايهام المواطنين ان جهة تملك الاعلام هي من تزيح النار على قرصها. صحيح اننا حكومة واحدة ودولة واحدة ونظام واحد ودستور واحد .. لكن ابناء الاسرة يختلف قيامهم بواجبهم ومهماتهم التخصصية او المحددة كل عن غيره وحسب الظروف فالاسرة التعليمية شيء والصحية شيء آخر وجهاز الدفاع المدني شيء آخر وكذلك الامن العام .. وحتى يعط كل ذي حق حقه فانني شخصيا كمراقب ومتابع اسجل لجهاز الامن العام قدرته الفائقة والمؤهلة ولياقته العالية وسرعة استجابته وتبييض وجه قائده الاعلى الملك عبدالله الثاني بما قدم وبادر وساخصص هذه الزاوية عن جهاز الامن العام كما ساخصص زاوية اخرى عن جهاز الدفاع المدني لاميز عمل كل منهما..وهما يتنافسان لمزيد من العطاء ..
منذ اللحظة الاولى كان جهاز الامن العام مستعدا وقد قابلت مدير الامن العام عطوفة الفريق اول الركن توفيق الطوالبة في مكتبه قبل العاصفة الثلجية بايام اطلعني على الاستعدادات وخارطة المواقع والقدرة الفائقة على الرقابة والسيطرة وهذا الجهاز هو من صور حادثة جسر الشميساني لحظة بلحظة حين انزلاق السيارات فوق الجسر وحتى لا نكرر المثل القائل
” الصيت للعدوان والفعل للجهران ” مع احترامي الشديد للقبيلتين المحترمتين فان ملاحظتي على تصريحات الحكومة المتعاقبة ونسبة النجاحات اليها في حين صمت جهاز الامن العام باعتباره جهازا تنفيذيا تابع للمرجعيات السياسية. ويقتضي الواجب ان نسمي الاشياء باسمها فاتصالي في اليوم التالي لهجوم العاصفة الثلجية علمت ان الباشا مدير الامن العام في احدى المحافظات البعيدة على راس فريق يفتح طرق على قرى وتجمعات سكانية معزولة. كما ان المساعدات الغذائية والعلاجية ووسائل التدفئة لم تتاخر لساعات بل انها قرعت باب المكان مع وصول موجة الثلج . وكان على السادة ممثلي الامة من اعضاء مجلس النواب ورؤساء البلديات والمجالس البلدية والقروية والمخاتير وشيوخ العشائر ووجهاء المخيمات ان يعلنوا ذلك ويتحدثوا عنه وان يردوا الفضل لاهله فقد كانت التوجيهات الملكية تسري مباشرة الى الجهاز اولا باول حين كان الكثير من اعضاء الحكومة امام ” الفيربليس ” في منازلهم ولانني كاتب لا اجيد مهاجمة المؤسسات واترك ذلك لغيري فان الانصاف يقتضي ان اميز عمل جهاز الامن العام وان اصف كيف بيّض وجه قائده الذي سخر اجهزة الدولة وعلى راسها القوات المسلحة الاردنية طاهرة السلاح وذات المناقبية العالية والتي بيّضت وجه الوطن وجعلت كثير من المراقبين في المنطقة والاقليم وعلى مستوى العالم يستشهدون بدورها في خدمة مواطنيها حين كانوا يذكرون الفرق بين جيش يخدم شعبه وجيش يقتل شعبه فقد حملت الاليات العسكرية للجيش والامن العام والدفاع المدني وكلها من المؤسسة العسكرية والامنية كل اسباب المساعدات للمواطنين واثبتت بالممارسة انها اجهزة وطنية منذورة للوطن والشعب خلف قائدها الاعلى..
في الليلتين الصعبتين حين تدنت درجات الحرارة الى ما دون الصفر ونصح المواطنون بالتزام بيوتهم.. غامرت وخرجت لارى.. كانت دوريات الشرطة ترابط في العديد من شوارع عمان .. في احد الشوارع كانت سيارة للشرطة قد تعطلت التدفئة فيها ولم تعد تضمن لمستعمليها الدفء لو جلسوا فيها فاكتفوا بالاضاءة والبقاء في الشارع طوال الليل .. كانت معاناتهم رهيبة وقاسية حين كنا نشكوا مدة عشر دقائق لو بقينا خارج البيت .. كانت التعليمات باستمرار الوجود في المهمات ولهذا كان المواطنون يحسون وكأن ابوة فرضت عليهم لسلامتهم وهو الامر الذي ازعج البعض ممن اعتبر هذه الابوة زائدة حين استعملت الانظمة والقوانين لتطبيقها ..
كان العمل مستمرا على طريق جرش . كان الامن العام في دورياته العديدة تجوب الطرق الرئيسية بين المحافظات كلها وكان المركز في عمان يضخ امدادات لوجستية وعربات وحتى قادة ميدانيين حين يلزم الامر او تضعف امكانية اي محافظة او جهة وكانت المداخل قد جرى تامينها كما جرى رقابة المستودعات الغذائية والاسواق وتوفير كل اسباب الوصول اليها واذكر ان اكثر من صديق لم يستطع ان يصل الى عمله او يعود الى بيته وكنت اقول لهم في اتصال هل جربتم الاتصال بالدفاع المدني او بالامن العام .. كانت الردود تصلني بعد دقائق منهم لايصدقون ان السيارات وصلتهم ونقلتهم دون منّة مع الحرص على سلامتهم .. هذه الثقافة الجديدة في جهاز الامن العام تتفتح فوق سيرة حسنة وحرص جرى زرعه في نفوس المنتسبين للجهاز وهو النفس الذي طاب اكثر مع تولي مدير الامن العام الحالي الذي يستمع اكثر مما يتكلم ويفعل اكثر مما يعد ويجد من الطواقم المحيطة به كل الامكانيات لتنفيذ التعليمات في تناغم اشبه بالسمفونية الموسيقية ..
كانت دوريات الشرطة تخلص باصات المدارس المحاصرة وطالبات الجامعات وتوصلهم. كان الاباء والامهات قد استفادوا من نداءات الامن العام وقرت نفوسهم وهم يستمعون لاذاعة الامن العام ويدركون ان الذي تقطعت بهم السبل من العودة الى بيوتهم هم في مامن فقد اشتغلت مقاسم ( 192) و ( 196) والدوريات والخطزط المباشرة وغير المباشرة لاقسام الشرطة والمراكز الفرعية بشكل هائل دون انقطاع وبتجاوب شديد. وقد جربت ذلك اكثر من مرة ومن ارقام مختلفة وفي اوقات عديدة لاطمئن ان الامور سالكة وها انا اسجل انها كانت سالكة كما لو كانت الدنيا قمرة وربيع فثمار الحالة المؤسسية لا تتوقف ولا تاخذ شكل الغارة او الفزعة وانما استمرار العمل وان كان الاردنيون يحبون الفزعة والنخوة والمناداة على انفسهم باسم فزعتهم ولكن اجهزة الاتصال بيد جنود وضباط الامن العام اغنتهم عن ذلك وهي بعملها تصوغ مفهوم المواطنة وليست الشعارات التي تتبرع جهات كثيرة برفعها دون ان يعنيها الترجمة او التطبيق ..
“اما وقد ذاب الثلج وبان الذي تحته” وقد انتظرنا لتسطع الشمس ونقول فانني اسجل شهادتي البعيدة عن الانحياز والتي تعاضد عمل هذا الجهاز وتدفع كما غيرها من الشهادات من كل مواطنينا المنصفين معنويات المنتسبين وتقر بفضلهم ..
انها نعمة الامان التي لا توفرها الا وسائله ومؤسساته في خدمة الاسباب كما قال المولى ” “وجعلنا لكل شيء سببا فاتبع سببا”..
اوليس هذا من نعم الله التي سخرها لعباده ومازلنا ننعم بها وندعوا المولى ان يحفظها من الزوال ..
ادعو لتقدير هذا الجهاز ولرموز منه على ما قدموا وضحوا فكان ذلك في سجل حسناتهم ووطنيتهم ايضا ..