عروبة الإخباري – تسعى سلطنة عمان لجذب المزيد من السياح في وقت تتراجع فيه عائداتها النفطية بشكل خطر.
ولفت «فابيو سكاشيافيلاني» الخبير الاقتصادي في الصندوق السيادي العماني إلى «أن عمان بإمكانها أن تعيش من السياحة. ولو لم يكن لديها النفط لكان اقتصادها يعتمد على السياحة».
لكن حتى الأن تكتفي سلطنة عمان بضخ نحو مليون برميل نفط يوميا من حقولها تحت الأرض. ويوفر الذهب الأسود 75% من عائداتها العامة، إلا أن التدهور الحالي لأسعار الخام بدأ يغير الوضع بحسب صندوق النقد الدولي، وتعد سلطنة عمان والبحرين من الدول الخليجية الاكثر تأثرا.
وأمام توقع عجز في الميزانية تتجه السلطات نحو السياحة إدراكا منها لما تتمتع به السلطنة من مواقع جذب غير مستغلة بشكل واف.
من جهتها قالت «أمينة البلوشي» المسؤولة في وزارة السياحة «تعكس عمان تاريخ شبه الجزيرة وحضارتها الأصيلة» مؤكدة «أننا نريد استثمار ذلك»، وأضاف: «نريد تطوير السياحة بصورة مستدامة بدون المساس بالثروات الطبيعية والثقافية” في السلطنة».
كما أنه بامكان عمان أن تعتمد على صورتها كبلد مستقر وآمن، وهي ميزة هامة مقارنة بالاوضاع في دول أخرى عديدة في الشرق الأوسط.
وجذبت عمان في 2013 حوالى 2.1 مليون زائر، بارتفاع 50% عن السنتين السابقتين بحسب الوزارة. ويعود هذا التقدم جزئيا إلى استثمارات تزيد قيمتها عن 660 مليون دولار في مشاريع سياحية بما في ذلك بناء فنادق جديدة بحسب المجلس العالمي للسفر. لكن حصة السياحة في 2013 لم تتجاوز 3% من اجمالي الناتج الداخلي، اي 2.5 مليار دولار.
واعتبر «ساكاشيافيلاني» أن هذه الأرقام «زهيدة» و«لا تعكس الإمكانات المزدهرة» التي تتمتع بها السلطنة. فالسياحة أمر جديد نسبيا في السلطنة التي بدأت بتخفيف القيود عن منح التاشيرات في العام 1980.
ويأتي أكثر من ثلث الزوار اليوم من البلدان المجاورة في الخليج، مع أن عمان تجذب عددا متزايدا من السياح الغربيين بحسب الوزارة.
وأكدت عمان على مدى سنوات أنها تعول على 12 مليون سائح سنويا في 2020، إلا أنه من المرجح مراجعة هذا الهدف نحو الانخفاض في الاستراتيجية الجديدة للسنوات 25 التي ستعلنها الوزارة قريبا. وقال «هيثم الغساني» وهو مسؤول أخر في الوزارة «إننا لا نريد سياحة جماهيرية».
وينظر إلى عمان على أنها تروج لسياحة عالية المستوى مع كلفة معيشة مرتفعة مقارنة بالاتحاد الأوروبي بخاصة في قطاع الفنادق وإيجار السيارات.
وقال «الغساني» في هذا الصدد «لدينا عددا أقل من غرف الفنادق وذلك يتسبب لنا بمشكلة في تلبية الطلب» وأشار إلى أن سعر غرفة الفندق باهظ معبرا عن أمله في أن «تنخفض الأسعار قليلا» في السنوات المقبلة مع مضاعفة عدد الغرف