عروبة الإخباري – شهد عام 2014 إنجازات رسمت البسمة على وجوه الجماهير العربية على مستوى كرة القدم، لكنه أيضاً لم يخلو من إخفاقات دفعت المسؤولين إلى إعادة ترتيب أوراقهم على أمل العودة إلى طريق الألقاب في 2015.
الجزائر تصدرت قائمة أبرز إنجازات العرب الرياضية في 2014، وتحديداً في اللعبة صاحبة الشعبية الأولى، كرة القدم، بفضل الأداء المتميز في كأس العالم بالبرازيل، فضلاً عن نجاح نادي وفاق سطيف الجزائري في التتويج بلقب دوري الأبطال الإفريقي.
وتأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال للمرة الرابعة، والثاني على التوالي بعد التأهل إلى مونديال إسبانيا عام 1982، والمكسيك عام 1986، ثم مونديال جنوب إفريقيا عام 2010 ، وأخيراً مونديال البرازيل 2014.
وعلى عكس التوقعات، ظهر لاعبو الجزائر بمستوى متميز في البرازيل، ونجح “محاربو الصحراء” في تخطي مرحلة المجموعات، والتأهل إلى دور الـ 16 للمرة الأولى في تاريخهم، وهو ما وصفه الجزائريون بالإنجاز البطولي والعظيم في مسيرة كرة القدم الجزائرية، لاسيما وأنهم كانوا خصماً عنيداً أمام المنتخب الألماني في دور 16 وخرجوا من السباق بعد مباراة شهدت شوطين إضافيين انتهت بفوز الماكينات بهدفين لهدف، لتفوز بعدها الماكينات الألمانية بالبطولة.
ولم يتوقف التفوق الجزائري عند هذا الحد، إذ قدم “المحاربون” مردوداً جيداً في تصفيات كأس إفريقيا التي ستقام في غينيا الإستوائية 2015، حيث فاوزا بخمس مباريات متتالية أهلتهم مبكراً إلى نهائيات البطولة القارية.
وللمرة الأولى منذ اللقب الأخير عام 1988، تمكن نادي وفاق سطيف الجزائري من التتويج بلقب بطولة أبطال إفريقيا على حساب فيتا كلوب الكونغولي، ليتأهل سطيف إلى مونديال الأندية في المغرب، حيث حصل على المركز الخامس.
كما انتزع النادي الأهلي المصري لقب كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكونفيدرالية) للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم المصرية، وذلك بعد هزيمته ذهاباً في كوت ديفوار من سيوي سبورت بهدف مقابل هدفين، قبل أن يتمكن عماد متعب في الدقيقة الأخيرة من مباراة العودة من تسجيل هدف الفوز للأهلي، ليتوّج بطل القرن باللقب بإجمالي نتيجة مباراتي الذهاب والإياب.
وبفوز الأهلي بالكونفيدرالية رفع ألقابه القارية إلى 20، وهو يتقدم خمسة أندية، هم الأكثر تتويجاً بالألقاب القارية الرسمية على مستوى العالم، بفارق لقبين عن ملاحقه ميلان الإيطالي، وبوكا جونيورز الأرجنتيني، بينما جاء انديبندينتي الأرجنتيني رابعاً برصيد 16 بطولة، متساوياً مع ريال مدريد الإسباني.
كما دخل الإسبانى خوان كارلوس جاريدو، المدير الفني للأهلي تاريخ الساحرة المستديرة، بعدما صار أول مدرب إسباني يتوج بلقب “الكونفدرالية”.
وبخلاف عرب إفريقيا، نجحت السعودية في تنظيم بطولة “خليجي 22” بصورة مميزة، ورغم عدم قوة المنافسات في بداية البطولة إلا أن النهائي بين أصحاب الأرض وقطر كان جيداً للغاية، حيث نجح المنتخب القطري في التتويج باللقب بنتيجة 2-1، وذلك للمرة الثالثة في تاريخه وبعد غياب 10 سنوات.
وانتزع ناصر الشمراني مهاجم نادي الهلال السعودي لكرة القدم جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا لموسم 2013-2014، بينما حصل المنتخب الفلسطيني على جائزة أفضل منتخب.
وتفوق الشمراني (31 عاماً) على اللاعبين الخليجيين، الإماراتي إسماعيل أحمد، لاعب العين، والقطري خلفان إبراهيم خلفان، مهاجم السد الفائز بالجائزة عام 2006.
وبحصول الشمراني على لقب أفضل لاعب آسيوي صار اللاعب السعودي الخامس الذي يظفر بالجائزة، حيث فاز سعيد العويران في نسختها الأولى عام 1994، ونواف التمياط عام 2000، وحمد المنتشري عام 2005، وياسر القحطاني عام 2007.
ونال المنتخب الفلسطيني جائزة أفضل منتخب آسيوي متطور، بصفته الفائز ببطولة كأس التحدي الآسيوي للعام الحالي، والتي أهلته إلى خوض نهائيات كأس آسيا في أستراليا مطلع العام المقبل للمرة الأولى في تاريخه.
أما أبرز الإخفاقات العربية فتمثل في فشل منتخب مصر في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2015، للمرة الثالثة على التوالي، حيث لم يتأهل إلى بطولة 2012 في غينيا الإستوائية والغابون، و2013 في جنوب إفريقيا، وأخيراً 2015 بغينيا الإستوائية.
والمنتخب المصري هو أكثر منتخبات القارة السمراء فوزاً بلقب كأس الأمم الإفريقية، حيث فاز بها سبع مرات.
وخلت أمم إفريقيا للشباب التي ستقام في السنغال، وأمم إفريقيا للناشئين التي ستقام في النيجر العام المقبل من أي تواجد عربي بعد أن فشلت المنتخبات العربية في اجتياز التصفيات والتأهل إلى أي من البطولتين.
وفشل فريق المغرب التطواني من تحقيق الإنجاز الذي حققه مواطنه الرجاء البيضاوي العام الماضي في مونديال الأندية، حيث ودع المغرب التطواني البطولة العالمية من الدور الأول أمام لاعبي أوكلاند سيتي النيوزيلاندي بركلات الجزاء الترجيحية 3-4 بعد إنتهاء الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي.
وعلى مستوى القارة الآسيوية، لم يتمكن الهلال السعودي من استثمار عاملي الأرض والجمهور لصالحه، وانتزاع لقب دوري أبطال آسيا، بعدما اكتفى بالتعادل السلبي مع ويسترن سيدنى الأسترالي في إياب نهائي المسابقة الذي أقيم بملعب الملك فهد الدولي.
وكانت مباراة الذهاب بين الفريقين في مدينة سيدني الأسترالية، انتهت بفوز ويسترن سيدنى بهدف نظيف، ليخسر الهلال اللقب بإجمالي نتيجة مباراتي الذهاب والإياب.