عروبة الإخباري – فيما واصلت مختلف الفعاليات الوطنية والشعبية أمس إعلان تضامنها مع الأسير الطيار الملازم معاذ الكساسبة، والتأكيد على وقوف جميع الأردنيين خلف قيادتهم والقوات المسلحة- الجيش العربي، تحفظت الأوساط الحكومية والرسمية على التعليق على تطورات أسر الكساسبة، من قبل تنظيم “داعش” في منطقة الرقة السورية صباح الأربعاء، وذلك، فيما يبدو أنه لدواع أمنية لها علاقة بجهود الإفراج عن الأسير.
ولم تصدر أي تصريحات رسمية أمس حول هذه القضية، باستثناء تصريح، نقل عن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، خلال لقائه امس بأبناء الطوائف المسيحية من محافظة الكرك في عمان، عندما أشار إلى أن “مفاوضات مع أطراف دولية بدأت للإفراج عن الطيار الكساسبة”، مشددا على أن “جلالة الملك عبدالله الثاني يضع الإفراج عن الكساسبة على رأس الأولويات”، وذلك بحسب ما نقلت مصادر مطلعة حضرت اللقاء لـ”الغد”.
وحسب المصادر، فقد أكد النسور أيضا، خلال اللقاء الذي جرى في ديوان أبناء الكرك في دابوق، أن “هذه حرب وعلينا تحمل تبعاتها، والوقوف صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية”.
بينما تحفظ وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، عن التصريح لـ”الغد” أمس حول تطورات قضية الأسير الكساسبة.
إلا أن أوساطا دبلوماسية عربية بدأت تتحدث فعليا عن مفاوضات حول سيناريو لتبادل محكومين لدى الأردن، في قضايا أمنية وإرهابية، بالأسير الطيار الكساسبة. وتتحدث هذه الأوساط تحديدا عن ثلاثة معتقلين يقضون محكومياتهم في الأردن حاليا.
وكانت طائرة سلاح الجو الملكي الأردني، التي كان يقودها الكساسبة، قد سقطت في منطقة الرقة السورية صباح الأربعاء، أثناء قيامها بأداء الواجب، فيما أسر تنظيم “داعش” الطيار الكساسبة، واكتفى ببث صوره وهو يقع في الأسر، وصور أجزاء من طائرة، زعم أنها الطائرة الأردنية المقاتلة التي سقطت هناك، فيما اختفت أي تصريحات رسمية عن هذا التنظيم حول الأسير الكساسبة خلال اليومين الماضيين.
لكن، وفي سياق الحديث عن مفاوضات وسيناريو التبادل، نقلت وسائل إعلام عربية أمس، أنباء غير مؤكدة، تعزز رأي المتحدثين عن هذا السيناريو، حيث نقلت عمن قالت إنه “مصدر قبلي” في مدينة الموصل العراقية، إن “الأسير الكساسبة أمضى ليلته الأولى في مدينة الرقة، ولم يعرض على المحكمة “الشرعية” لتنظيم داعش لغاية الآن، كباقي أسرى التنظيم (….) وذلك بناءً على توصيات زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، نفسه حيث أودع بمركز احتجاز في الرقة”.
وحسب هذه الوسائل الإعلامية، فإن “قادة تنظيم داعش يخططون لمقايضة الطيار الكساسبة، بعدد من المعتقلين “الجهاديين” المسجونين لدى الأردن (…) ومنهم سوريون وعراقيون”.
التحفظ الرسمي على إصدار التصريحات حول قضية الأسير الكساسبة، وجهود الإفراج عنه، قابله توسع ردود الفعل الوطنية والشعبية المتضامنة مع الأسير، والتي عبرت جميعا، عن الوقوف صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية والقوات المسلحة وأبطال الجيش العربي، في جهودهم لحماية الوطن وتعزيز استقراره ومصالحه العليا.
القوات المسلحة- الجيش العربي بادرت في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، إلى دعوة مختلف وسائل الإعلام، إلى عدم نشر أي معلومات تمس الأمن الوطني، وأن “تقف في خندق الوطن، وأن تتعامل بكل مسؤولية مع حادث سقوط الطائرة العسكرية الأردنية وأن تراعي مشاعر ذوي الطيار”.
وقال الناطق الرسمي باسمها العقيد ممدوح العامري، في تصريح صحفي، إن المسؤولية الوطنية والمهنية الصحفية تقتضي من جميع وسائلنا الإعلامية الوطنية “أن لا تتسابق إلى نشر المعلومات، حول أي قضية تمس الأمن الوطني، وأن تقف في خندق الوطن وخلف قواته المسلحة”، وأن تراعي مشاعر ذوي الطيار، وأن تتعامل بكل مسؤولية مع هذا الحادث الجلل.
وأضاف العامري أن القوات المسلحة- الجيش العربي “ستقوم بتزويد وسائل الإعلام بكل ما يستجد من معلومات، حول هذا الحادث، مع مراعاة مقتضيات الأمن الوطني، وبما لا يؤثر على الخيارات المتاحة للتعامل معه”.