عروبة الإخباري – هدم ألف بيت في النقب كان حصاد عام 2014 من الظلم والاذى الذي الحقته وزارة الداخلية الإسرائيلية وأذرعها بحق العرب في النقب، وعادة ما تتباهى الشعوب والمؤسسات بسرد انجازاتها وفعالياتها خلال العام غير أن الأمر في النقب مختلف تماما.
إذ تشير الدلائل والمعطيات إلى مزيد من الأذى الذي تلحقه المؤسسة الاسرائيلية بحق السكان الفلسطينيين في النقب من خلال اتساع دائرة هدم البيوت واستفحال سياسة التضييق على أهل في النقب في محاولة بائسة لثنيهم عن مواصلة صمودهم الأسطوري في بيوتهم وأرضهم وقراهم.
وفي كل مرة وخلال ألف مرة يقول الصحفي سلمان أبو عبيد الناشط في مؤسسة النقب للأرض والإنسان ‘التي قامت بها الجرافات الإسرائيلية بهدم البيوت تترك أصحابها في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وهي لا ترقب في طفل أو امرأة أو شيخ إلا ولا ذمة’.
وتابع أبو عبيد ‘خلال كل عملية هدم يتكبد أهلنا في النقب مرارة ومعاناة لا تكاد تطاق وتتنوع هذه المعاناة من بيت لآخر فهذا عريس مقبل على الزواج يهدم بيته قبل ثلاثة ايام من زواجه، وهذه عجوز طاعنة في السن تركت بدون مأوى، وهذا معاق لم تشفع له إعاقته وحرم من سقف بيت يلجا إليه بعد أن حولت الجرافات بيته إلى أثر بعد عين’.
ولكل بيت من بين الألف بيت التي هدمت قصة ورواية ومأساة وحكاية أهل تجرعوا مرارة الظلم لا ذنب لهم سوى انهم أصروا على خيار البناء والبقاء في ارض الاباء والاجداد.
لكن ومع حجم المعاناة وهول الموقف وتبعات الأذى الذي لحق باهل النقب يؤكد أبو عبيد ‘لقد أبدى الأهل روعة أسطورية في الصمود والثبات والبقاء والحقيقة تؤكد أن أحدا من بين أصحاب الألف بيت التي هدمت لم يترك أرضه ولم يغادر مكان سكناه بل زادهم هذا الهدم إصرارا وثباتا وتمسكا بحقهم التاريخي في أرضهم وقراهم’.
وبهذا الصمود والإصرار ورباطة الجأش أفشل الأهل في النقب مخططات ترحيلهم ومحاولات تهجيرهم ليقف من راهنوا على ثني عزم الأهل في النقب عاجزين أمام هذه الارادة الفولاذية التي يبديها أهل النقب مع حرصهم الشديد على تحمل امانة الحفاظ على الارض التي ورثوها من الآباء والأجداد وهم يدركون تماما مسؤولياتهم التاريخية في توريث هذه الأرض للأبناء والاحفاد دون أن يساوموا على شبر منها.