عروبة الإخباري – أفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن نجاح الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي والقوات البرية العراقية في عزل متشددي الدولة الإسلامية بشكل متزايد داخل مدينة المواصل يدفع المسؤولين العراقيين لمواصلة الهجوم خلال فصل الشتاء في سبيل انتزاع السيطرة على المدينة قبل أشهر من الموعد المحدد سابقاً.
ويحذر المسؤولون الأمريكيون أن الحملة البرية لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة عراقية من قبضة الدولة الإسلامية أو داعش لن تبدأ قبل عدة أسابيع، مشيرين إلى أن موعدها يتوقف على وتيرة عملية تدريب القوات البرية العراقية الإضافية وإنهاء النزاع المحتدم بين بغداد وواشنطن حول مدى استعداد العراق لتنفيذ مثل هذه المعركة المعقدة.
ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة وشركائها في التحالف نفذوا أكثر من 660 ضربة جوية في العراق، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للدولة الإسلامية لحشد أعداد كبيرة من القوات أو التنقل في قوافل.
وحرمت هذه الهجمات، التي اشتملت على غارات جوية في الأيام القليلة الماضية وعمليات برية في الشمال والغرب، الدولة الإسلامية من قدرتها على إعادة إمداد وتعزيز مقاتليها في الموصل، التي سيطر عليها داعش في يونيو الماضي.
ولكن لا يبدو أن المتشددين فقدوا روحهم القتالية، كما أنه ما يزال هناك عدة مئات من المقاتلين داخل وحول الموصل.
ويشير التقرير إلى أنه حتى إذا نجحت القوات العراقية في طرد الدولة الإسلامية من أراضيها، لن يوجد سبيل للتعامل مع الملاذ الآمن الذي تسيطر عليه الجماعة المسلحة في سورية المجاورة، حيث إن أي حملة ناجحة لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق قد تؤدي إلى تفاقم الوضع على الجانب الآخر من الحدود في حالة عودة المسلحين الفارين من الموصل ومناطق أخرى إلى سورية، حيث تسير خطط إدارة باراك أوباما لتدريب وتجهيز الثوار المعتدلين بوتيرة بطيئة.
كما ستعَّجل الحملة العسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل في أوائل عام 2015 قرار الرئيس أوباما حول ما إذا ينبغي على المستشارين العسكريين الأمريكيين مغادرة مراكز القيادة الآمنة نسبياً في العراق، حيث يباشرون عملهم الآن، من أجل الانضمام إلى القوات العراقية والكردية على الخطوط الأمامية للقتال في المناطق المعقدة.
ويوضح التقرير أن الولايات المتحدة لا تخطط حالياً لتقديم المشورة للقوات العراقية تحت مستوى الكتيبة، التي عادة ما تضم نحو ألفي جندي.
ولا تتضح الظروف التي قد يسمح في إطارها البيت الأبيض للمستشارين الأمريكيين بمرافقة الوحدات العراقية على أرض المعركة أو بتحديد أنسب أوقات تنفيذ الغارات الجوية، وهي مسألة أشار الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة إلى أنها قد تكون ضرورية.
وكان المسؤولون الأمريكيون والعراقيون قد أكدوا في وقت سابق أنه يجري التخطيط لحملة عسكرية موسعة لطرد داعش من العراق من شأنها أن تبدأ في فصل الربيع المقبل، ولكن العلامات الجديدة على الهجوم على الموصل بداية العام الجديد توضح أنه سيتم تنفيذ بعض هذه الخطط في وقت أقرب مما كان متوقعاً سابقاً.
ومن المرجح أن تنطوي عملية استعادة الموصل على قتال دموي في مختلف أحياء المدينة على غرار ما شهدته الفلوجة عام 2004.
كما أن نجاح العملية يعتمد إلى حد كبير على قدرة الحكومة العراقية الجديدة التي يقودها رئيس الوزراء الشيعي حيدر العبادي على كسب تعاون الشرطة المحلية، المؤلفة في معظمها من السنة، فضلاً عن المقاتلين الأكراد ورجال القبائل السنية.