عروبة الإخباري – أعادت الحرب الدولية على الارهاب عقارب السياسة والحرب الى الوراء ، بفعل ظهور تنظيم “داعش” وتمدده عبر سوريا العراق ولبنان ،
وتهديده دول الخليج خصوصا السعودية والكويت، بينما أظهرت قوة هذا التنظيم مفارقة الخلافات المستجدة بين الولايات المتحدة وتركيا التي بدأت تفقد ثقة واشنطن بها كحليف اسلامي يمكن الوثوق به والاعتماد عليه في تنفيذ سياسة امريكا في العالم الاسلامي منذ عدة عقود.
هذا التوجه الامريكي الجديد والمتحول تدريجيا اظهر الخلاف بين واشنطن وحلفائها الاقليمين الى العلن بفعل تمدد تنظيم “داعش” وفشل السياسة ( التركية القطرية السعودية الهجومية ) في سوريا في تنفيذ الهدف الامريكي الاول في بلاد الشام المتمثل في إسقاط اركان النظام في دمشق ، وهذا حتم على الرئيس الامريكي باراك اوباما تغيير سياسة بلاده تدريجيا في المنطقة وبدأ هذا التغيير في الحرب العالمية على الإرهاب لذي تقوده امريكا حاليا عبر غارات جوية تنفذها ضد مواقع داعش في العراق وسوريا ، على خلاف رغبة حلفائها الاقليميين خصوصا في تركيا وأحلام قادتها بسلطنة عثمانية جديدة على انقاض الدولة السورية والدولة العراقية.
لم تقصف امريكا الجيش السوري على خلاف رغبة حلفائها الاقليميين ، كما ان واشنطن لم تسمح لتركيا ببناء منطقة عازلة على الحدود السورية التركية ،و لم تعط واشنطن غطاء حلف شمال الاطلسي لتركيا لتبرير تدخل جيشها في سوريا، وظهر التوجه الاميركي الجديد بشكل واضح وفي الميدان مباشرة في معركة مدينة عين العرب (كوباني) السورية التي يقطنها اكراد سوريون حيث ساعدت واشنطن مقاتلي وحدات الحماية الشعبية الكردية المحسوبين على حزب العمال الكردستاني عدو أنقرة في وقف تقدم داعش في المدينة وبالتالي وقف تمددها في باقي المناطق السورية والعراقية،بفعل الامكانيات العسكرية والبشرية التي رمت بها داعش في معركة عين العرب، التي انهت اسطورة تنظيم الدولة الاسلامية الذي لا يقهر ولا يمكن هزيمته.
هذا التحول الامريكي التدريجي في سوريا لن يقتصر على الميدان العسكري، وسوف يتعداه الى المجال الدبلوماسي والسياسي حسب المعطيات المتوفرة في العاصمة الفرنسية باريس هذه الايام.
في هذا السياق أشارت مصادر فرنسية عليمة في حديث مع موقع المنار الى قرار امريكي بإعادة فتح ابواب السفارة الامريكية في دمشق في المدى القريب ، وأضافت المصادر الفرنسية العليمة أن البعثة الدبلوماسية الامريكية سوف تعيد فتح ابوابها في دمشق وسوف يحضر دبلوماسيون امريكيون الى السفارة الامريكية في سوريا لتمثيل مصالح بلادهم مباشرة ،بعد غياب قارب السنتين والنصف مثلت فيها سفارة دولة (تشيكيا) مصالح أمريكا في سوريا.
المصادر الفرنسية قالت أن الخارجية الامريكية بدأت منذ شهر تشرين أول الماضي التحضير لإعادة الجسم الدبلوماسي الامريكي الى دمشق وفتح ابواب السفارة الامريكية فيها، وتتركز جهود الخارجية الامريكية في هذا المجال على الاتصال بشركات نقل قادرة على تأمين تزود السفارة الامريكية بالأثاث والتموين والاحتياجات الخاصة بها من اي مرفأ أو مطار سوري باتجاه السفارة الواقعة في حي ابو رمانة الراقي في العاصمة السورية دمشق.
وتقول المصادر الفرنسية ان خيار مرفأ طرابلس في لبنان كان قد طرح في البداية لكن التوجه الامريكي حسم للتزود من مرفأ سوري فيما يجري البحث بين خياري مطار دمشق ومطار اللاذقية .