عروبة الإخباري – تباينت آراء النقاد والمتابعين حول العرض المسرحي الفلسطيني «خيل تايهة» الذي قُدِّمَ مساء الاثنين الماضي من تصميم وإخراج إيهاب زاهدة على المسرح الرئيسي (مسرح هاني صنوبر) في المركز الثقافي الملكي، ضمن فعاليات الدورة 21 من مهرجان المسرح الأردني.
تباين الآراء وخصبها كشفت عنه الندوة التقييمية التي نظمتها إدارة المهرجان حول العرض الخميس في قاعة فخر النساء زيد داخل مفردات المركز الثقافي الملكي، وأدارتها الفنانة المسرحية د. مجد القصص، وقدم المداخلة الرئيسية فيها الفنان مصطفى أبو هنود.
أبو هنود الذي أوضح في بداية مداخلته أن المسرحية مأخوذة عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب السوري عدنان العودة، أجرى، بداية، مقارنة مجردة بين الفن الروائي والفن المسرحي، معايناً وجهات كل منهما، ومنطقة تأثيره، وآلية عمله: الرواية أحداث وأقوال، أرواح تهيم منطلقة من عقالها، ألوان متزاحمة. المسرح فكرة مكثفة، اختزال لفعلٍ تدور حوله الأفعال وردودها.
ما يراه أبو هنود هنا، هو أن تحويل الرواية إلى عمل مسرحي، هي فكرة مجنونة تصدى لها المخرج الفلسطيني إيهاب أبو زاهدة، واصفاً إياها بأنها تحمل في طياتها صخباً فكرياً وجمالياً.
أبو هنود، وفي سياق قراءته لسينوغرافيا العرض يقول: «وطنٌ منتشرٌ على الحائط. وطنٌ من محيطه إلى خليجه، في منتصف الخشبة مستويات ليس لها شكل، يلفها خيش، كأنه حجاب يخفي ملامحها».
أبو هنود يواصل قائلاً: «هل سأقتفي أثر المكان والزمان، هذا السؤال الذي أعتقد أن إيهاب زاهدة اصطدم به في أول الأمر. فكان أن ذاب المكان والزمان، تماهت الجغرافيا ولم تعد هناك حدود للأشياء. لا زمان محدد ولا مكان محدد».
أبو هنود يرى في قراءته للعرض الفلسطيني «خيل تايهة» أن الجهل هو الطامة الكبرى التي أراد العمل تعريتها، ومعاينة تداعياتها ومنطقها المدمر. مقابل صحراء الجهل الممتدة، هناك المعرفة التي حاول الأستاذ المقدسي، بحسب أبو هنود، تقديمها، وهناك إضافة إلى ذلك الحب كقيمة عليا يقول أبو هنود ويصدح.
عندما يصل أبو هنود إلى مقولة العرض وفحوى رسالته وخلاصتها: «في خضم الصراع بين الجهل والمعرفة.. الكراهية والحب.. تاهت الخيل.. تاهت الأوطان»، يبدأ بمعاينة المقترح البصري الذي اختارته المخرج إطاراً لإيصال المحمول الدلالي للعرض رائياً أنه تقاطع مع معمار الحكاية. أبو هنود يختم مشيداً بأداء الممثلين: ريم تلحمي، محمد الطيطي، ياسين همام، رائد الشيوخي وحنين طربية، وقائلاً «إن ممثلي «خيل تايهة» قدموا لنا أمس درساً في فن التمثيل، ونموذجاً لما يجب أن يكون عليه الممثل».