مسقط تستضيف اليوم محادثات الملف النووي بين إيران والغرب

عروبة الإخباري – تستضيف مسقط المباحثات النووية الإيرانية بين طهران والسداسية الدولية بحضور يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية وذلك في فندق قصر البستان وسط مؤشرات على توافق الأطراف للوصول الى تسوية نهائية، ومن المقرر أن يلتقي اليوم وغدا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الإيراني محمد ظريف إضافة الى ممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، في مسعى لتقريب وجهات النظر بشأن ملف إيران النووي والوصول الى اتفاق نهائي.
وأسفرت المحادثات عن تقدم حول عدد كبير من الموضوعات منذ حوالي السنة، وتستمر خلافات حول المسائل الأساسية المتعلقة بالقدرة على تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تحصل عليه إيران وجدول رفع العقوبات الدولية.
ولعبت مسقط دورا في التقريب بين إيران والغرب وخاصة الولايات المتحدة، حيث كان لها دور مؤثر في تهدئة التوتر بين إيران وامريكا ونجحت وساطتها في اطلاق سراح عدد من الأمريكيين المعتقلين في إيران، مما حدا بدفع المفاوضات الإيرانية الغربية حول الملف النووي قدما.
ويشير محللون إلى وجود مؤشرات على أن تكون مسقط المحطة الأخيرة في المفاوضات، وتوصل إيران و«5+1» إلى اتفاق نهائي ووضع حد لملف بقي معقدا وشائكا لأكثر من 12 عاما.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بكين حيث اجتماعات الدول الأعضاء في منظمة «أوبيك» أنه لا توجد أي صلة بين المحادثات الخاصة ببرنامج إيران النووي وقضايا أخرى في الشرق الوسط، مفندا، في معرض رده على أسئلة الصحفيين، الشائعات التي تزعم بأن إيران اقترحت مساعدة الولايات المتحدة في الحرب ضد مقاتلي تنظيم «داعش» مقابل إبداء الغرب مرونة إزاء برنامجها النووي.
وأضاف «أريد أن يكون الأمر بمنتهى الوضوح. ليست هناك أي محادثات أو اتصالات تشكل اتفاقا أو مساومة من أي نوع على صلة بالأحداث الجارية في الشرق الأوسط»، وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أشارت الخميس الى رسالة سرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي.
وبحسب الصحيفة فإن أوباما قد يكون تطرق في الرسالة الى «تصد مشترك» للبلدين لمتطرفي تنظيم «داعش» وأوضحت أن أي تعاون سيكون رهن الاتفاق على البرنامج النووي.
والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين إيران والولايات المتحدة منذ 1979، لكن اصبح ينظر الى إيران في الآونة الأخيرة اكثر فأكثر باعتبارها دولة يمكن أن تقوم بدور للمساعدة في استقرار العراق وسوريا.
وقال كيري امس: إنه «ليس على علم» بمثل هذه المباحثات، مضيفا «أظن أني اطلع على ما يفعله الرئيس ويقوله بشأن هذه القضايا»، وشدد كيري «على حد علمي لا أحد أكد أو نفى وجود مثل هذه الرسالة ولن اعلق على ما قد يكون رئيس الولايات المتحدة وقائد بلد آخر قالاه أو لم يقولاه في سياق خاص».
في طهران، أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي بأن كل الخيارات بما فيها تمديد مدة المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة السداسية الدولية محتملة، وتابع عراقجي في تصريحاته للصحفيين قائلا: إننا لا نزال متفائلين إزاء‌ التوصل إلى نتائج منشودة خلال المفاوضات النووية حتى 24 نوفمبر المقبل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه في حال عدم حدوث أي تغيير في مواقف الجانب الغربي من المحتمل أن لا نتوصل إلى نتائج نووية منشودة حتى 24 نوفمبر.
وأضاف: إن المفاوضات النووية بين الجانبين وصلت إلى مرحلة حساسة والمهلة التي تم تحديدها من قبل ستنتهي في 24 نوفمبر الجاري للوصول إلى نتيجة، مشددا على أننا كنا نتوقع تحقيق التقدم في الجولة الأخيرة من المفاوضات في نيويورك، مشيرا إلى أن الجانبين جادان في استمرار المفاوضات.
وقال عراقجي، في مقابلة مع شبكة «العالم» التلفزيونية الإيرانية: إن التوصل الى «اتفاق نووي يصب في صالح الطرفين والمنطقة … ولا يريد احد العودة الى الوضع الذي كان سائدا قبل اتفاق جنيف، لأنه سيكون سيناريو خطرا للجميع».
وقال عراقجي: إن «المفاوضات توقفت تقريبا حول مسألة أو اثنتين ونأمل في أن تؤدي المفاوضات في عمان» الى اتفاق شامل، وأضاف: إن «مستوى وقدرة التخصيب وحجمه وكذلك المهلة للحصول على تخصيب صناعي هما موضوعات المفاوضات» الحالية.
وقال مصدر دبلوماسي في طهران: إن المقترحات الجديدة لمجموعة 5+1 ستتيح لإيران الاستفادة «سريعا» من اتفاق في مقابل تبديد الهواجس الغربية حول وجهة ممكنة للبرنامج النووي المدني الإيراني نحو جانب عسكري، ولم يرغب هذا المصدر في تقديم مزيد من التفاصيل، وخلص عراقجي الى القول ان «الجمهورية الإسلامية لن تسعى الى صنع السلاح النووي. لكننا نفهم رغبتهم في الحصول على تأكيدات».
في السياق ذاته، صرح مساعد الخارجية عضو الفريق النووي الإيراني المفاوض مجيد تخت روانجي بأن المفاوضات النووية تمر بمرحلة حساسة في الوقت الحاضر، وقال تخت روانجي في تصريح صحفي: إن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة السداسية تمر الآن بمرحلة حساسة وأن مواقف الطرفين في الوقت الحاضر هي كما كانت عليه في السابق.

Related posts

القطريون يصوتون على التعديلات الدستورية

الفايز يلتقي السفير السعودي لدى المملكة

20 شركة غذائية أردنية تشارك بمعرض الخليج الصناعي