عروبة الإخباري – «يافا مدينة البرتقال الحزين، وعروس فلسطين وعاصمتها الثقافية بلا منازع، ومركز الاشعاع الثقافي والادبي والصحفي ابان فترة الانتداب».
هذا ما استهل به حديثه الكاتب سلطان الحطاب في الامسية التي اقيمت في دائرة المكتبة الوطنية للحديث عن كتابه «يافا» ضمن نشاط كتاب الاسبوع.
وقال: هذه المدينة الساحلية فواحة الشذى، الجميلة بين المدائن، ذات الجذور الكنعانية، كانت وستظل جذوة الشعر ومعبودة الشعراء، الذين تغنوا بترابها وبياراتها وبرتقالها وبحرها وشاطئها وميناءها وآثارها واماكنها الخالدة. وقد قال في هواها وعشقها ابنها الشاعر جميل دحلان:
يافا الحبيبة.. اي ارض مثلها
من سحرها الفتان بدع بياني
اشتاق رؤياها الدار وهي بعيدة
لا الأهل فيها.. لا ولا خلاني
ما زال في يافا الحبيبة منزلي
الحطاب في حديثه ذكر أن هذا الكتاب جاء سلسلة عدد من الكتب التي تؤرخ لذاكرة المكان حيث ان الكثير من الكتابات التاريخية عن المدن ارخت للانسان وحركته ولم تؤرخ الى المكان انطلاقا من اهمية ذلك جاء كتابي عن مدينة يافا الجغرافية والتاريخية وسلط الضوء في حديثه الى الميزات التي اكسبها اياها موقعها الجغرافي ومناخها ومياهها وانهارها.
وتحدث عن المراحل التاريخية المختلفة التي تعاقبت على هذه المدينة بدءا بالتاريخ القديم مرورا بالعصر المصري والآشوري والبابلي والفارسي واليوناني والروماني والبيزنطي والاسلامي والصليبي والمملوكي والعثماني والبريطاني وانتهاء بالاحتلال الصهيوني.
واشار في كتابه الى الموقع الجغرافي واهميته حيث اكسبها الموقع الجغرافي اهمية حربية وتجارية وزراعية بالاضافة الى ما تثيره الاذهان من ذكريات دينية، حيث كانت يافا على مر التاريخ معبرا للغزاة والتجار والحجاج، وبابا لفلسطين ومدخلا للقدس، وما اكسب المدينة اهمية موقعها كونها مطلة على البحر المتوسط ذي المياه الدافئة والهادئة نسبيا، فهي احدى نوافذ فلسطين على البحر المتوسط واحدى البوابات الرئيسية الغربية لفلسطين وعبرها يتم اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط والدول الاوروبية والافريقية والاميركية، وقد احتوى الكتاب النشاطات الثقافية من خلال ابرز المدارس والنوادي والصحف والمجلات التي صدرت بيافا في بداية القرن الماضي، وكذلك اهميتها الاقتصادية حيث انها كانت اكثر تحضرا وتطورا من كافة المدن المطلة على البحر الابيض المتوسط بما في ذلك مدينة بيروت
واستعرض التراث الشعبي في يافا الاغاني والمناسبات الاجتماعية ومن الاغاني التي ابرزها في كتابه
عباتي عباتي
يا ابو «فلان» عباتي
البسك واتغاوى
واكيد العدواتي
طيحي وارقصي يا «فلانة» في المحارم
خيك هللي انتخالك ريته سالم
طيحي وارقصي يا «فلانة» في المحارم
خيك هللي انتخالك عمره طويل
وأضاف الحطاب مؤلف كتاب “يافا.. ما قاله الميناء للبحر” أن من واجبنا ان نغطي الفجوة الكبيرة ما بين المواطن ومعرفته بأرضه وتاريخها .وقد تحدث حول سلسلة في هوية المكان التي قام بتأليفها ومنها كتاب عن القدس و جنين وغزة و صفد والكرك والعقبة وعمان وغيرها من المدن ومنها الماثلة للطبع.
وعرض للحضور نسخة من كتاب “يافا.. ما قاله الميناء للبحر” والذي رعاه رجل الأعمال علي حسن قولاغاصي و يضم الكتاب فصول حول الموقع الجغرفي لها واهميته ومناخها ومياهها وانهارها كما ضم فصول حول تاريخ يافا في الحقب القديمة “المصري والأشوري والبابلي والفارسي،كما تطرق الى المرحلة اليونانية وحكم يافا من قبل الرومان والبيزنطيين.
كما ان الكتاب تناول يافا من الفتح العربي الاسلامي الى الحروب الصليبية وتحت الانتداب البريطاني وفي ظل الاحتلال الصهيوني.
كما تطرق الكتاب حول الاقتصاد في يافا والعمارة والنشاط الثقافي والفني والتعليمي وفرد الكتاب فصولا في العادات والتقاليد والامثال الشعبية والمطبخ اليافاوي وأعلام يافا من الشخصيات.
حضر الامسية مدير دائرة المكبة الوطنية محمد العبادي والهيئة العامة لجمعية يافا في عمان وبعض المهتمين.