عروبة الإخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – الكتاب الذي وصل الى ناصر اللوزي من رئاسة الحكومة لم يكن يسمن او يغني من جوع .. والتشخيص الذي بناه اللوزي من خلال خبرة ومعاينة لم يؤخذ به بل جرى الهروب منه بورقة رد على دراسة كاملة وقد جاء في الرد اربعة اسطر لا تحمل زمانا ولا مكانا ولا مضمونا وهي اشبه بتواقيع خلفاء العباسيين لقادة الامصار ..!!
كان اللوزي حائرا فما جاء في الورقة لا يجدد حالة ولا يبني تصورا ولا يقيم اقتصادا يمكن الملكية من ان تعيد انتاج نفسها بواسطة اعادة زيادة راس المال لمزيد من الاكتتاب الذي يفسح المجال لتطوير الحال من المراهنة واستمرار الدوران في حلقة مفرغة الى افق تستطيع الملكية مواصلة التحليق فيه ..
رد الحكومة كان فاقدا للمضمون ويحيل الى الانتظار الذي ظل دائما يشكل سوسة الاقتصاد والصدأ الذي يعتلي اي مشروع ..
لا اريد ان ادخل الى اوجاع الملكية وامراضها التي تسببت بعض الحكومات في استشرائها ولكن ما اريد قوله هو ان الناقل الوطني الذي واكبناه منذ طفولتنا ظل رمزا اردنيا محترما يحمل الاردن بفخر وظلت بنيته قوية .. فالملكية لا تفتقر للخبرة وتراكماتها ولا للسمعة الطيبة وعوائدها وانما لسرعة اتخاذ القرار الذي ظل حبله بيد الحكومات وهذا ما جعل ناصر اللوزي يطفش بعد ان ضاق به الصبر والمراسلات ووضع النقاط على الحروف واعراب الجمل التي بقيت معترضة او صنفت في هذا الباب ..
لم يكن صعبا ارضاء المساهمين الكبار وعلى راسهم رئيس الوزراء اللبناني ميقاتي الذي ظل يحمل للاردن تقديرا مميزا اذ ذكر لي حين قابلته في احدى المقابلات التلفزيونية التي بثها التلفزيون الاردني ان مساهمته في الملكية الاردنية لم تكن فقط لجهة الربحية بل لما يحمله للاردن ولشخص جلالة الملك من تقدير وكانت هناك اقتراحات قدمها كبدائل حين كانت اقتصاديات الملكية بعد الخصخصة تعيش تراجعا وجدلا ..
محاولات ناصر اللوزي ومن معه من خبراء الملكية لم تجد اذنا صاغية وان وجدت اذنا مر منها الكلام لياخذ طابع المجاملة اكثر من طابع الوعي والفهم واتخاذ القرار لشركة راى فيها الاردنيون عنوانا من العناوين الوطنية حتى لا تذهب ادراج التغيرات التي اخذت شركات كبرى اخرى لان الحكومات لم تكن على وعي وطني بما آلت اليه ..
اقدر في المهندس ناصر اللوزي حسه المسؤول والعميق الذي بناه في مواقع مختلفة ومتقدمة متخلقا باخلاق الملك الذي عمل اللوزي في خدمته .. ولذا بادر الى الانسحاب والاستقالة حين تاخر الدواء وادرك انه ما ان يصل الترياق حتى يكون المريض قد توفي ..
ستظل الملكية تعاني وقد يصيبها الشلل وتلحق بها الخسائر المتراكمة ولات حين ندم . والمطلوب هو قرار حاسم يستطيع ان يعيد انتاجها وان تعطى الاولوية في الانقاذ لما تعنيه في الاقتصاد الوطني من رمزية ..
لقد ظلت بعض الحكومات ترفع عنوان ( سكن تسلم ) رغم ضجيجها عن التغيير والاستثمار والعمل لان التسكين لا يوقع في الخطا ولكنه يضع قراءة مشوهة للاقتصاد الوطني ولان اتخاذ القرار مسؤولية وفيها اجتهاد ولهذا ارادت بعض الحكومات وخاصة الاخيرة التي اصدرت كتابا من اربع سطور لا توجه فيه احالت الامر كله الى التاجيل والحفظ لياتي من يعالج من بعد ان يقول الناس للمريض رحمه الله !!
لا الوم ناصر اللوزي وقد لا يلومه الكثيرون ان عرفوا الحقائق . وناصر وان صمت فانه لابد ان يتكلم اخيرا حين يكون لكل مقام مقال ولكل مقال زمنه ومكانه واهله الذين يفهمونه كل الامل ان تعالج امراض الملكية حتى وان كان اخر العلاج الكي . فالوصفة مازالت موجودة وضعها ناصر اللوزي على الطاولة لكن من يصرف الروشيته وياتي بالدواء ..