عروبة الإخباري – قال رئيس الوزراء الاسبق الدكتور معروف البخيت، ان الطريقة التي ظهر خلالها تنظيم الدولة الاسلامية ‘داعش’ اصابت الاطراف المعنية بالذهول بدءا بالعراق واميركا، كونها هزمت ثلاث فرق عراقية واحتلت اسلحتها في الموصل دون قتال.
واضاف البخيت خلال محاضرة القاها في نادي الاردن مساء اليوم السبت، وادرها الزميل ناهض حتر، ان ‘داعش’ هو صنيعة مجموعة دول وهو ظاهرة فيها الكثير من التعتيم الاعلامي، مشيرا الى ان البعض مؤخرا يعتبره صامدا لكنه يتكبد خسائر هائلة جراء ضربات التحالف الدولي.
واعتبر البخيت ان هناك احتمالات لتطور الازمة العراقية ضمن اربعة سيناريوهات، اولها قيام رئيس الوزراء العراقي بعملية سياسية سملية، تقود لمصالحة مجتمعية بين مكونات العراق الرئيسة، تضمن مشاركة السنة فيها، مثلما ان السيناريو الاخر هو احتمالية انتصار الجيش العراقي وهذا مشكوك فيه لاسباب كثيرة، ومنها الحاجة الى تعاون الجميع.
وبين البخيت ان ثمة احتمالا لتطور الازمة في العراق يكمن في اتفاق المكونات العراقية على تقسيم العراق، مرشحا في الوقت ذاته صعوبة مثل هذا السيناريو، خصوصا وان بغداد يسكنها خليط سكاني، وان معظم الموارد في منطقة محددة هي كركوك والجنوب، وهذا ما تفتقر اليه مناطق الشمال.
واشار البخيت الى ان اسوأ سيناريو بالنسبة للاردن يمكن ان تسير فيه الحالة العراقية، هو بقاء الوضع على ما هو عليه غامضا وملتبسا ضمن حالة قتال تكون نتيجته اقامة دولة سنية بالدم وسيفضي ذلك الى تقسيم العراق.
واكد البخيت ان الخطوة الناجعة هي في اجراء المصالحة العراقية لان قيام دولة سنية في العراق له تداعيات خطيرة على الاردن وعلى الامن القومي العربي.
ودعا البخيت دعاة الدين الاسلامي للتحرك لمجابهة هذا الفكر التكفيري الذي يستبيح سبي النساء واعادة العبودية.
وطرح البخيت جملة من التوصيات لتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة اية اخطار محتملة، ومنها تحصين العشائر الحدودية ومناطق الاطراف وتقديم الهوية الاردنية الموحدة كخيار للدولة وضمان لها في مواجهة الفوضى والعنف على مستوى الاقليم وبما يتجاوز الهويات الفرعية، الى جانب اعتماد منهجية مختلفة في تنمية المحافظات، منوها لحديثه الدائم في هذا الصدد والذي لا يحظى بالاستجابة على حد وصفه.
وقال ان المطلوب اليوم هو احداث ثورة تعليمية في مختلف المستويات اعتبارا من الحضانة مروا في المرحلتين الاساسية والاعدادية وانتهاء بالجامعات، وتفعيل وتطوير المؤسسات الدينية والاهتمام بالخطابة، والعودة للتركيز على رسالة عمان ومضامينها.
واعتبر البخيت انه بامكان الاردن القيام بمبادرة موجهة لجميع الدول العربية والعودة لفكرة العروبة، بحيث تقدم للجامعة العربية، لان الخطاب الهاشمي هو فوق اللغة الطائفية، مؤكدا ان مثل هذه المبادرة ستكون مقبولة للسنة وكذلك الشيعة الذين يحترمون الهاشميين فهم من تشيعوا لال البيت، مثلما تكون مقبولة لدى الاكراد الذين لهم في الاردن صداقات وعلاقات تاريخية.
وفي رده على سؤال، قال البخيت: ان امكانية شن هجوم من قبل داعش على الاردن بالطريقة التي اتبعها في الموصل مستبعد، وذلك لطبيعة الجغرافيا والطبوغراقيا، مشيرا الى ان اقرب مركزين سكانيين حدوديين بين الاردن والعراق هما الجفور وطريبيل والذي تبعد المسافة بينهما نحو مئتي كيلو متر مربع.
وقال ان الخطر على الاردن هو في انقسام سوريا والعراق والذي سفضي الى اعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة بحيث تقام دولة سنية تصبح جارة للاردن بوجود ‘داعش’ وفكره وتداعيات هذا الامر على الاردن.
وحول الحاضنة الاجتماعية لداعش في الاردن قال البخيت ‘التقديرات الاقرب للواقعية تشير الى ان ما بين الفين الى 4 الاف سلفي اردني ينتمون للتيار التكفيري ويقاتل نحو 1300 في العراق قتل منهم ما يزيد عن مئتي عنصر’.