خالد السلطاني يوقع كتاب «محمد مكية 100 عام من العمارة والحياة»

عروبة الإخباري – يأتي اشهار كتاب «محمد مكية 100 عام من العمارة والحياة»، للباحث العراقي المهندس خالد السلطاني، متزامنا مع هجمة شرسة تشنها القوى الظلامية على الموروث العمراني العراقي في مناطق شتى من العراق المنكوب، ذلك التراث الذي يتجلى بأبهى صوره في بناء المساجد والكنائس والمقامات والبيوت والقصور التاريخية وغيرها مما يعتبر ملكا عاما للإنسانية جمعاء، وارثا حضاريا بشريا حمايته واجب عالمي.
الباحث في التراث خالد السلطاني وقع كتابه مساء يوم الأربعاء الماضي، في جاليري الأورفلي بأم أذينة، وذلك بحضور نخبة من المؤرخين والتشكيليين وعشاق التراث، ولا سيما من أبناء الجالية العراقية في عمان، ويتناول فيه سيرة حياة وإبداع المعماري العراقي محمد مكية، المقيم حاليا في لندن، وقد بلغ من العمر مائة عام، أغنى خلالها المشهد المعماري والفني في العراق والعالم العربي.
ويأتي في تقديم صاحب الكتاب: «إلى جميع المعماريين العراقيين الرواد، الذين نفتخر بعمارتهم الرائدة، ويفتخر بهم الوطن.. قد يجادل البعض، في طبيعة وأهمية عمارة محمد مكيه واتجاهها الأسلوبي. لكن الثابت أن تلك العمارة شكلت بمقاربتها المميزة، أحد أهم تجليات المنجز المعماري العراقي المرموق، واحتلت موقعا مؤثرا في الخطاب المعماري الإقليمي. لقد ارتبطت مقاربة محمد مكية المعمارية بالاهتمام والتأكيد على خصوصية المكان، وثقافته، و»روحه»؛ كمفردة أساسية في عملية الخلق التكويني المؤسسة لعمارة جديدة، كان من ضمن مقوماتها تأويل وإعادة قراءة المنجز المعماري المحلي، ذلك المنجز، الذي تشكل عبر أزمنة طويلة، وإضافات مبدعة، تعاقب معماريون وبناة مبدعون على إثرائه وديمومته. إن فعالية التأويل، التي تبنتها تلك المقاربة الخلاقة، وإعادة القراءة للموروث المعماري التي وسمت نشاط محمد مكيه التصميمي، كانا يجريان ضمن مستلزمات وقيم عمارة الحداثة، وهي التي ما فتئت أن أصبحت عنوان الممارسة المعمارية العالمية السائدة، ومرجعيتها النظرية. ولعل هذا الأمر، هو الذي يجعل من مقاربة محمد مكية المعمارية أن ترتقي، لتكون حدثا مهماً، ومؤثراً، واستثنائياً بأهميته، في الخطاب المعماري الإقليمي والعالمي».
ويستعرض الكتاب منتج المعماري الرائد في العمارة العراقية. ويسعى الكتاب وراء تعقب وتوثيق وتحليل المشاريع والتصاميم التي أعدها مكيه عبر مسار عمره الطويل. يتوقف الكتاب، بشكل أساس، عند الأهمية القصوى التي من خلالها، عبّر محمد مكيه عن حسه المهني للمكان، وتأثير هذا المكان وثقافته على مجمل التصاميم التي أنجزها المعمار، مثل «مسجد الخلفاء» (1963)، وكلية التربية في باب المعظم (1966)، ومكتبة ديوان الأوقاف (1967) ببغداد، ومبنيي مصرف الرافدين في الكوفة (1968)، وفي كربلاء (1968)، ومسجد الشيخ حمد (1974) في البحرين. وبالطبع، يتناول الكتاب مسجد الكويت الكبير (1982)، ومسجد الصديق (1978)، ومسجد الدولة الكبير في بغداد (1982)، وجامعة الرشيد (1981) في ضواحي بغداد، ومشروع الجامعة العربية في تونس (1983) وغيرها من المشاريع ذات اللغة التصميمية الميزة التي أكسبت تلك العمارة أهميتها، ومنحتها فرادتها.

 

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

قعوار افتتحت معرضها الشخصي “العصر الذهبي”