علي البغلي/لم يبقَ معهم إلا عاصب الرأس؟!

تنظيم داعش الذي أعلنت مؤخراً 50 دولة اقامتها تحالفاً لنقل أبطاله إلى الجحيم المقيم، ونقل سيرة دولتهم «اللا» إسلامية إلى قعر مزابل التاريخ ينفضح يوماً بعد آخر، بعد أن تزول الغمامة عمن غرر بهم ممن لا يخافون الله ورسوله، بدعوتهم الشباب للانضمام للجهاد في بلاد الشام، لنصرة إخوانهم وأخواتهم بالدين و«المذهب»، مع النظام البعثي السوري الصامد للان، ومن يسانده من أهل سوريا ينتمون للمذهب نفسه الذي جاء الجهاديون الانتحاريون بدعوى نصرة أهله؟!

في المملكة العربية السعودية الشقيقة، أعلن خالد المطيري، وهو فار سابق من ربقة جهاد «النصرة» و«داعش»، أن شقيقه أحمد ثامر الشاطري المطيري قد فرّ من «داعش» ورجع سالماً للمملكة، معلناً توبته النصوح من فجور «داعش» على كل الأصعدة، الأمر الذي اكتشفه ورآه أحمد المطيري رأي العين.

أحمد المطيري يقول انه اكتشف تعاطي قيادات «داعش» المخدرات، وإقامتهم الملاهي الليلية، التي كانت تحييها لهم – مرغمات – سباياهم من المسلمين والمسيحيين والأيزيديين، كما شاهد مجرمي «داعش» يذبحون ويقتلون وبدم بارد وبتلذذ المسلمين الذين كانوا يتلون الشهادتين قبل إزهاق أرواحهم على يد الدواعش الفجّار!

خالد المطيري قال ان شقيقه أحمد، الذي فرّ من «داعش» سوريا عن طريق تركيا، وسلم نفسه للسلطات السعودية، لم يكن هو المنشد للمقطع الشهير والمنتشر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والمعروف بـ«يا عاصب الراس»، وإنما هو- أي المقطع – لاخيهم الثالث سعد، الذي لا يزال مع تنظيم داعش ويتمنون له التوبة والعودة للوطن.

ونحن نتمنى التوبة النصوح لدواعش الكويت قبل أن تصلهم نيران المقاتلات الأميركية والعربية، فلا يفوزون لا بدنياهم، ولا بآخرتهم.. كما نتمنى التشدد مع من غرر بهؤلاء وهم شخصيات متشددة معروفة، ورد اسم بعضهم في قائمة مجلس الأمن للأشخاص الممولين للإرهاب، وستضاف اليهم أسماء أشخاص آخرين- كما أوردت صحيفة القبس 24 سبتمبر الجاري- لشخص سيكون مطلوبا على المستوي العالمي لدعمه ومشاركته بأعمال إرهابية.

كما نتمنى على حكومة العطلات المطولة الرشيدة أن تصحو قليلاً من سباتها العميق، متمثلة ببنكها المركزي ووزارة شؤونها، ووزارة داخليتها، بعد أن تم إعلان الكويت من قبل إدارة مكافحة الإرهاب بوزارة الخزانة الأميركية، كأكبر مصدر لتمويل الإرهاب المعاصر!.. الأمر الذي لم تنفِه الحكومة الرشيدة ولو ببنت شفة من باب رفع العتب على الأقل!

كما نتمنى من غلاة الدعاة لدينا، وعلى الأخص المنتمي منهم للإخوان المسلمين «رأس كل الشرور»- إدانة منكرات «داعش» و«النصرة» ومن لف لفهما ولو من باب رفع العتب أيضاً على الأقل!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري