عروبة الإخباري – أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور / سامي بن عبدالله بن عثمان الصالح، أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الأخيرة للسعودية، في وقت تشهد فيه المنطقة أحداثا جساما، نظرا لتمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، و”انهيار” المنظومة الأمنية في العراق، فضلا عن الخلل الكبير الذي أصاب الائتلاف الوطني في سورية، ما تطلب لقاء وتشاور الزعيمين.
جاء ذلك في لقاء أجرته صحيفة الغد الأردنية مع السفير في مكتبه بمبنى السفارة الجديد في عبدون حيث اعتبر الصالح في الحوار الصحفي أن “الأردن والسعودية في قارب واحد، وإن ما يصيب الأردن يصيبنا في السعودية، والعكس صحيح”.
وفيما رأى السفير أن المنطقة “ابتليت بكثير من المشاكل ومن ضمنها داعش”، اعتبر أن السبب في ذلك يعود للتردد الدولي وعدم معالجة الوضع في سورية، التي وصل عدد ضحايا أحداثها إلى الآن نحو 200 ألف بين قتيل وجريح.
وحول “تدريب المعارضة السورية المعتدلة في السعودية”، أكد الصالح أن بلاده “لا تتوانى عن كل ما يؤدي الى محاربة الإرهاب والقضاء عليه”، مشددا على ضرورة توزيع أدوار الدول في التحالف الدولي ضد “داعش”.
كما أكد أن الأهم هو تعزيز قوة التحالف ضد “داعش”، لأنه جهد جماعي يثمر عن عمل منظم ومحكم وسريع، وأن المسارعة في ذلك هو “مطلب رئيسي”.
وفي ما يتعلق بتجاوز الخلافات الآنية بين بعض دول الإقليم في مواجهة “داعش”، اعتبر السفير ان “الموضوع المهم يطغى على المواضيع الفرعية، في سبيل مواجهة خطر قائم يهدد الجميع”.
وفي السياق، عبر الصالح عن اعتقاده أن إيران، “ليس لها دور في التحالف، لوجود أصابع لها سواء في العراق أو سورية” بحسب تعبيره.
ووصف الصالح ممارسات “داعش بقوله: “أصبنا في ديننا وقد شوّه الإسلام، خرجنا من 11 سبتمبر وابتلينا الآن بقطع الرؤوس”، داعيا لضرورة المعالجة الجذرية للمشكلة، عبر “العمل العسكري كونه الأهم الآن”.
واستنكر الاتهامات الموجهة للسعودية بأن لها دورا في إنشاء “داعش”، متسائلا: “ما مصلحة السعودية في إيجاد هذه المجاميع المسلحة، في الوقت الذي لا تملك فيه السعودية وجودا على الأرض ولا سفارات في سورية والعراق؟”.
وحول الدعم السعودي المقدم للأردن، قال الصالح إن السعودية “تقف مع الأردن بدون تحديد قطاعات، وإن دعمها للأردن ليس دعما مصلحيا، بل هو دعم ثابت لإيمانها التام بأن العلاقة أزلية ومهمة”.
ووصف رؤية جلالة الملك بالتركيز على الاستثمار، بأنها رؤية حكيمة وصائبة، للخروج من الأزمة الاقتصادية، على اعتبار أن المستثمر هو رجل أعمال يأتي بأمواله ليستفيد، وأن الأردن يعتبر بيئة جاذبة ومناسبة للاستثمار، لأن الضمانات متوفرة من جانب النظام، والأمن متوفر.