عروبة الإخباري – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن مواقف الأردن كانت ولا تزال ثابتة وراسخة في مواجهة الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية، التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، “وأطمئن الجميع أن الأردن قادر دوما ومستعد لمواجهة مختلف التحديات وتجاوزها ووضعنا قوي والحمد لله، وأنا متفائل بمستقبل أفضل”.
واستعرض جلالته، خلال اجتماعه اليوم الثلاثاء برؤساء السلطات الدستورية الثلاث وعدد من المسؤولين والشخصيات والقيادات الوطنية والدينية في قصر الحسينية، موقف الأردن من مختلف التحديات الراهنة في المنطقة، مؤكدا الدور المهم للمملكة في مواجهتها، وفي قدرتها على التعامل مع تحدياتها وفي تعزيز أمنها واستقرارها، وذلك بشهادة أشقاء المملكة وأصدقائها من مختلف دول العالم.
وشدد جلالته على دعم ومساندة الأردن للجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب، والتصدي للتطرف حماية للمصالح الوطنية الأردنية العليا، موضحا جلالته في هذا الصدد ” إننا نعمل لمحاصرة الإرهاب والمتطرفين ومن يناصرهم، وتجفيف مصادر تمويلهم، ونوظف كل طاقاتنا وإمكاناتنا للتصدي لمخاطر تقسيم الدول التي تتعرض لصراعات ونزاعات في منطقتنا، وذلك حماية لها وحفاظا على مكوناتها ووحدة أراضيها”.
وأكد جلالته أن الأردن يسعى لدعم دول الجوار حفاظا على كل مكوناتها، مبينا جلالته في الاطار ذاته أن المملكة تدعم الائتلاف الإقليمي والدولي وتقيم البدائل للمساهمة والمساعدة في محاربة هذه التنظيمات الإرهابية.
وأشار جلالته إلى تواصل الأردن مع جميع الدول وعواصم صنع القرار في الشرق والغرب من أجل تأمين مصالحه العليا والمساهمة في ترسيخ الأمن والاستقرار ومعالجة أزمات المنطقة، وإيجاد حلول جذرية لها توفر لشعوبها مستقبلا واعدا ومزدهرا.
وأعرب جلالته، خلال اللقاء الذي حضره سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، عن ثقته بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، في الحفاظ على أمن الأردن وحمايته، مشددا جلالته في ذات الوقت على ضرورة أن ” نعمل جميعا وعلى المستويات كافة لمكافحة التطرف ومحاصرته، استنادا إلى برامج وخطط واضحة”.
وأضاف جلالته “أن الأردن للجميع ويجب أن نعمل بكل جدية لحماية بلدنا، وأمامنا واجب تجاه الأشقاء، في التصدي للتحديات التي تواجههم، كما أن بلدنا سيبقى دوما ملاذا آمنا وواحة أمن واستقرار لكل من يقصده، ويعمل دائما لحماية المسيحيين العرب وترسيخ وجودهم في المنطقة، وسيبقى النموذج في العيش المشترك بكل مكوناته”. ودعا جلالته الجميع للعمل والتكاتف لمواجهة تهديد الإرهاب والتطرف الذي يشوه صورة الإسلام وجوهره القائم على الوسطية والاعتدال، ويستهدف المسلمين والمسيحيين العرب وغير العرب على حد سواء.
وأكد جلالة الملك أن المسيحيين جزء رئيس من النسيج الاجتماعي في منطقتنا وحضارتنا، وسيبقون كذلك، “لافتا إلى مسؤولية ودور علماء الأمة والمثقفين والإعلام في الوقوف بقوة في وجه المتطرفين لمنعهم من تشويه صورة الإسلام الحنيف واختطاف مستقبل الأجيال القادمة”.
وقال جلالته “واجبنا إظهار تعاليم الإسلام السمحة التي تحترم الأديان والإنسانية. ونحن نفخر بأن الأردن نموذج، والحمد لله، في العيش المشترك والتراحم والتكافل”.
ولفت جلالته إلى أن محاربة التطرف والتعصب والغلو انتصار لديننا الحنيف له أبعاد أمنية وفكرية، “ولنا باع طويل في التصدي لهذه الظواهر المرفوضة، وقد أطلق الأردن خلال الفترات الماضية عدة مبادرات تصب في هذا الاتجاه”، كان من أبرزها رسالة عمان وكلمة سواء، وغيرها من المؤتمرات التي استضافتها المملكة تعزيزا للتسامح بين الأديان وبناء جسور الحوار والتعايش المشترك فيما بينها.
وحول الوضع على الساحة السورية، أشار جلالة الملك إلى موقف الأردن الداعي منذ اندلاع الأزمة السورية إلى أن المخرج لهذه الأزمة يتمثل في إيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها وبما يحول دون انزلاقها إلى سيناريو الدولة الفاشلة. مبينا جلالته أن الأردن يدعم إيصال المساعدات الإنسانية إلى داخل سوريا للتخفيف من معاناة السوريين وتثبيتهم في بلدهم وعلى أرضهم.
وأشار جلالته في هذا السياق إلى الأعباء التي يتحملها الأردن، جراء استضافته للاجئين السوريين، لافتا جلالته إلى أن الأردن يتعامل مع هذا الموضوع بما يحفظ مصالحة الوطنية العليا.
وتطرق جلالته إلى تطورات الأوضاع في العراق، مجددا التأكيد على أن الأردن يقف إلى جانب العراق وتحقيق أمنه واستقراره، وهو يشجع جميع القوى السياسية العراقية على الانخراط في عملية سياسية شاملة تشركهم في عملية صنع القرار وتعزز وحدة الشعب العراقي ووفاقه الوطني.
واعتبر جلالة الملك أن الأردن كان وما يزال مستمرا في دعم وحدة العراق بمكوناته كافة، وله علاقات تاريخية مميزة معها والقدرة على التأثير عليها بهدف حماية هذا البلد الشقيق ومساعدته في التصدي للتهديدات التي يتعرض لها.
كما شدد جلالته في معرض ما يربط الأردن من علاقات مع أشقائه في دول الخليج العربي،” أننا خط دفاع لهذه الدول، وخط دفاع عن أمته العربية وقضاياها، وهذا ليس صدفة، فأبناء جيشنا البواسل يرفعون على هاماتهم شعار الجيش العربي المدافع دوما عن شرف أمته ووجودها وأمنها”.
بدورهم، أكد المشاركون في الاجتماع مساندتهم وتأييدهم لجهود جلالته في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة، معربين عن تقديرهم لحكمة جلالته ومصارحتهم واطلاعهم على مستجدات الأمور بكل شفافية وثقتهم بأن الأردن بقيادة جلالته يسير في الاتجاه الصحيح لما فيه تحقيق مصالحه وخير ورفاه الأردنيين والأردنيات.
وأكدوا أن الأردنيين يقفون جميعا إلى جانب جلالته في مواقفة تجاه ما يجري من تطورات وأحداث في المنطقة، لافتين إلى أهمية وجود خطة شعبية وحكومية لمواجهة التطرف والإرهاب، وإلى الدور التثقيفي لجميع المؤسسات في هذا المجال.
كما أكدوا أهمية تعزيز الجبهة الداخلية وتقويتها، والدور الذي يقع على الإعلام والمساجد والكنائس والمؤسسات التربوية في هذا المجال، وبخاصة فيما يتصل بتعظيم وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتأخي بين أبناء المجتمع الواحد، حفاظا على النموذج الأردني المميز في المنطقة.