عصام سلفيتي .. ليس بحاجة للاضواء ليفهم !!!

عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – شخصية مريحة الحضور .. لها كارزما ملموسة ، هادئة اشبه بالبحر الساكن الذي لا يعرف مدى عمقه الا اذا عصفت به الامواج او حركته الانواء .. وهدوءه خصب ومثمر ومتفاعل وقيل ان البعض رآه على غير ذلك وانها كانت لحظات صعبة خاصة عندما يكون فيها قرارات ..
راكم خبرة سنوات طويلة في مجال المال والاعمال . ويكفي ان ترى ظاهريا لون شعر راسه لتدرك حجم التجربة وامتدادها وعمقها ..
يحب الفن حبا جما وقد اختار منه الموسيقى رفيقة سفره وعنوان اجازاته فهو يطاردها ليشهد ابرز حفلاتها خاصة حين تكون موسيقي البيانو ..
عصام يعطي الاشياء حقها . ففي الاجازة يكون مجازا ومع العائلة تغمره الابوة او البيتوتية وفي العمل تجده ماكنة لا تتوقف .. يستمع بعمق ويسرح لدرجة تعتقد انه لم يسمعك ولكن سماعه يختلط بالتامل وانصاته مكثف فليس بحاجة ان تشرح له التفاصيل ليفهم..
تحركه القضايا الانسانية وتعلق في وجدانه ولذا فانه يتابع العديد من هذه القضايا بنفسه ، وقد شكلت فيه سلوكا من التواضع الذي لون حياته ..
لا تاخذه العزة بالاثم ولا الغنى بالتكبر ولا المعرفة بالتعالي وهو يعطي الاشياء حجومها كما هي لا يكبرها ولا يصغرها ..
لا يجزم ان لديه الحقيقة ودائما ما يترك مساحة للشك ظلت تساعده على الحركة قبل اطلاق الحكم ..
لا تاخذه المظاهر وانما تعجبه الاشياء الاصيلة ويرى فيها الثقة والديمومة ..
لا تهزه الاحداث بنفس السوية التي تهز غيره فهو جلد وصلب وشكواه تاخذ شكل العزوف بدل الجدل وهو يجد للاخرين في معظم الاحيان عذرا ..
يميل الى الفنون ولو ان البزنس احتواه وسيطر عليه وملأ وقته وفكره لوجدته يقود جوقة فنية او يدير معهدا للفن او يشارك في التحكيم . ولكنه لم يطلق هواياته بل جعلها في صندوق يسهل فتحه واستعماله ..
صلته بابنائه قوية وفيها حنان وعطف ومع زوجته احترام عال وتقدير ومودة فهي لا تفارق لسانه ان كان الامر عائليا او اجتماعيا .. بها يضرب المثل ويستشهد بما تعمل او تحب او تحرص ..
يؤمن بالحوار ويعظم الحقيقة ويقبل الاخر ويجد للمجتهد عذرا .. لا يعرف القسوة وان كان يتخذ القرار ويرى ان خط الرجعة لابد ان يبقى سالكا . لديه ضمير حي يحاسبه ويحتكم اليه ولا يضيره ان يعترف بخطاه او يتراجع عنه ..
لم تكن طريقة صعوده سهلة حتى وان قيل انه جاء للدنيا وفي فمه معلقة من ذهب وفرها له الوالد الذي لم يكن سهلا في المحاسبة على الخطا والذي لم يكن يقبل الخروج عن تقاليد العائلة
عصام سلفيتي كسر الكثير من الحواجز التي استفاد من كسرها بعض اشقائه وابنائه ..
وحين كان النقد في المنعطفات المالية العامة يصيب الكثير من المؤسسات المالية والبنوك كان عصام سلفيتي يتقي ذلك بالتزام الصواب والدقة وعدم التجاوز .. تغريه الشفافية في العمل وتكسبه الرضى ويحاول دائما تكريسها والامساك بها في العمل البنكي رغم اهتزاز البعض بها ..
يحبه موظفوه ويقبل نصيحتهم لانه يترك لهم المجال ليفعلوا ذلك ويحرص ان يعطي كل ذي حق حقه لكن في الوقت المناسب اذ ان المزاج الخاص احيانا يخرجه عن الصفاء الذي تعود ان يكون عليه .. فهو حين لا يكون صافيا لا يتخذ قرارات ويفضل ان لا يتفاعل ..
عصام ” قدري” يؤمن بالقدر ويسلم به ولا يعانده وداخله متدين وساخر .. يلتقي فيه التدين مع السخرية لتخلق علاقة تعجب وسؤال لا يدركها الا من تجاوز الاشياء المالوفة ..
يعرف كيف يجمع الثروة وكيف ينميها وكيف يحرص على اللحظات المهمة والصعبة حين يختار مشروعه .. ليس مستعجلا ولا متسرعا ولكنه لا يضيع الفرص وتجده يقلب الامور ويلجا الى اقرب الناس اليه فياخذ رايا او اكثر ليعرف اين يقف قبل ان يحسم ..
لا تستطيع ان تقرأه بسهولة وان بدت عليه طفولة الفرح او الاعجاب فسرعان ما يتقدم العقل عنده ليحسم او يمنع الانسياب العالي من الاحساس بالطفولة او المواقف النبيلة التي يجب ان يمارسها دون ان يدعيها ..
لا يحشر نفسه في الزحام ولا يهوى الاضواء قسرا ولا يحب ان يراهن على نجاحه بمغامرات غير محسوبة يتقدم حين يرى ان طريقه سالكة وحين يدرك انه هو من يفتحها وليس غيره ..
لديه حجة واقناع ولروايته اسناد وشواهد ياخذ بيد من يساعده ويعظم عمله ولا يبخسه جهده وان بدا قاسيا وقت الاختبار وفي المحك ..
لدرجة ان الذين يعملون معه يحسبون له حساب الغيبة لحساب الحضور لمعرفتهم بمعرفته وان لديه اسئلة كاشفة لا تترك زوايا للعتمة او الشك ..
عصام صديق لمن صادقه بمحبة وبعيدا عن المصلحة وهو مقل في اصدقائه ويجد لصديقه عذرا وهو يدرك واجباته الاجتماعية ومسؤولياته ويعتذر عن اي تقصير فيها ولذا فان من عرفوه احبوه ومن صادقوه بعد تجربة اوفوا له وذكروه على ما هو عليه وكثيرا ما سمعت اسمه يتردد فان انصفه المتحدث قلت انه يعرفه وان لم ينصفه قلت انه يجهله ..
يحب الهدوء والاستقرار وقد لا تهمه الفخامة بمقدار ما تهمه البساطة المرتبطة بالسمو النفسي والمكاني ..
ينتسب حيثما يرى لانتسابه انسانية اعمق واكثر ويخشى على ابنائه ان يغادروا مربع التواضع الذي جعله علامة فارقة لحياته وهو ينصحهم به وينصحهم ان عملهم هو الاهم من ان ينتسبوا لشيء اخر وان ما يقدمونه هو الذي يبقى وان محبة الناس لا تقوم بالمجاملة وانما بالعمل الحقيقي ..
قد اكون تجاوزت في الكتابة عنه سلبا او ايجابا ولكن تبقى شخصية عصام الذي عرفته من اكثر من جلسة شخصية مميزة في بساطتها وايضا في انسانية تناولها للاشياء ..

 

Related posts

مقتل عسكري جراء عدوان إسرائيلي على موقعين في سوريا

د. اشتية: يطالب البرلمان الأوروبي بدعوة إسرائيل لوقف عدوانها

آلاف المتظاهرين في نيويورك دعما لفلسطين