عروبة الإخباري – أقام البيت الأدبي للثقافة والفنون ملتقاه الرابع بالتعاون مع غرفة تجارة الزرقاء على مسرحها مساء يوم أمس الإثنين، والمهدى إلى فلسطين صموداً ومقاومة وجرحاً وحلماً وعودة، وكذلك إلى روح الشاعر الفلسطيني الكبير فقيد الأرض والقضية سميح القاسم، وقد استهل الملتقى بالسلام الملكي، تلا ذلك الوقوف دقيقة صمت لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والأمتين العربية والإسلامية.
هذا وقام سعادة نائب الرئيس في غرفة تجارة الزرقاء السيد عماد أبوالبندورة بافتتاح فقرة المعرض، الذي احتوى على مجموعة من اللوحات الفنية التشكيلية لكل من الفنانين أسامة النجار وخالد المعازي ورياض الجولاني وعمر قاسم وفضل عوكل، وكذلك مجموعة من الأعمال النحتية للفنان مجدي دوغان، بالإضافة إلى قسم خُصص للمطرزات التراثية.
الفقرة التالية لذلك كانت كلمة غرفة تجارة الزرقاء التي قدّمها سعادة السيد عماد أبو البندورة، أشادت بدور الثقافة في المجتمع، وأعرب من خلالها عن سرور الغرفة بهذا التعاون ما بينها وبين البيت الأدبي من خلال استضافة ملتقاه الرابع في رحابها، كما قدّم من بعده الأديب أحمد أبوحليوة مؤسس ومدير البيت الأدبي للثقافة والفنون كلمة لخّصت لتجربة هذا البيت خلال عقد من الزمان والعطاء عبر التوقف عند أبرز محطاته وإنجازاته الساطعة العيان والواضحة الأثر في الساحة الثقافية الأردنية، والتي انطلقت من عمان عام 2004 وانتقلت إلى الزرقاء عام 2008 واستمرت حتى الآن.
هذا واستمر الحديث عن تجربة البيت الأدبي للثقافة والفنون من خلال شهادتين قدّم الأولى الدكتور جاسر العناني المحاضر في كلية الحقوق بالجامعة الأردنية والمختص بالقانون الدولي، والباحث في القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص، تلاه الناقد الدكتور محمد السماعنة الذي قدّم شهادته على شكل ورقة أدبية تاريخية صادقة البوح ومنمقة اللفظ، وهي ترصد لدور البيت الأدبي للثقافة والفنون في دعم المبدعين الجدد وخلق حالة من التلاقي والتلاقح ما بين القديم والجديد والأساليب الأدبية المتنوعة، وكذلك الإسهام في الرقي بمجالات الإبداع المختلفة من أدب وفن ومسرح وغناء وموسيقى تحت سقف دافئ واحد.
كما جاءت بعد ذلك فقرة القراءات الإبداعية التي بُدئت قصصية مع أحد أعلامها في مجال القصة القصيرة جداً، وهو القاص سمير الشريف الذي أمتع الحضور بمجموعة من إبداعاته في هذا المجال، لتليه القاصة الشابة غفران حمادة التي رغم صغر سنها إلا أنها أثبتت حضورها في هذا الجانب في البيت الأدبي مما أهلها للمشاركة في هذا الملتقى الذي قرأت فيه بعض قصصها، ومن بعدها حلّ الشعر شفيفاً لطيفاً واثق البوح ساطع التحدي على لسان الشاعرة ديمة أبوزيد وهي تعبر عن خلجات الأنثى حين تتفاعل مع الحدث، وتنفعل إبداعياً مخاطبة آدم من خلال مجموعة من صور فنية مبتكرة، لتُختم بعد ذلك هذه الفقرة بشاعر عتيد في قصيدته المتماسكة العتاد، وهو الشاعر إبراهيم السرطاوي المتمكن من القصيدة العمودية الحديثة الأسلوب وإن كانت تقليدية الشكل، وهي تستقي من الحاضر مواضيعها ولغتها الأخاذة المجددة، في ظل إلقاء متمكن ومفعم بإحساس الشاعر بكلماته وعمق تجربته.
هذا وكما للكبار نصيب في البيت الأدبي للثقافة والفنون فللصغار ذلك أيضاً، وذلك من خلال فن الحفظ والإلقاء والأداء، الذي تمثّل في إلقاء الطفل محمد ناصر لقصيدة سميح القاسم الشهيرة “تقدموا”، تبعته أخته الطفلة زهر ناصر التي شاركت بدورها في الملتقى من خلال إلقاء قصيدة بعنوان “إيمان حجو”.
وأما الفقرة الختامية فكانت غنائية وقد أحيتها فرقة شمس الوطن، وقد بدأ الغناء الفنان الملتزم وعازف العود ناصر ناصر الذي غنى أغنية “سلملي على إمي” وأغنية “قيدوا شمعة” والأخيرة من كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم وألحان وغناء الشيخ إمام، تلاه الفنان الملتزم عماد علي الذي غنّى أغنية الفرقة الجديدة “يا غزة علِّ الصوت”، وهي من كلمات الشاعر ضرغام الجلماوي وألحان الموسيقار يوسف أبوغيث، وغنّى أيضاً أغنية “الشهيد” وهي من كلمات وألحان الثنائي المبدع الفنانَين عماد علي ويوسف أبوغيث، عماد علي الذي ختم الغناء بأغنية “هزّي الغربال” وهي من كلمات الشاعر يوسف أبوشعيب وألحان الموسيقار يوسف أبوغيث عازف الكمان في الفرقة، التي عزف فيها على الأورغ الفنان سمير الغزاوي، وعلى الناي الفنان مفيد عبيدات، في حين كان عازف الإيقاع الفنان سمير أبوغيث، وفي الكورال الفنان محمد عبيد.
هذا وانتهى الملتقى الرابع للبيت الأدبي للثقافة والفنون بتسليم مؤسسه ومديره أبوحليوة مجموعة من شهادات الشكر والتقدير للمشاركين في فعالياته المتنوعة، والتي راقت للحضور ونالت استحسانهم، الحضور الذي ردّد نشيد “موطني” مع المشاركين الذين اعتلوا خشبة المسرح في مشهد جماعي ختامي مهيب، سيحفر في ذاكرة من حضر الملتقى الكثير الكثير.
اختر ملصق أو رمز مشاعر