في مقابل برود يماثل برود أعصاب جراح بريطاني، قابلت فيه «حكومتنا الرشيدة» بيان مجلس الأمن الذي ظهرت فيه أسماء لأشخاص ينتمون -للأسف- الى الجنسية الكويتية، متهمين بدعم الإرهاب النحري الدموي المستجد لـ«داعش» و«النصرة» ومن لف لفهما.. أثلج صدورنا بيان مجلس الوزراء السعودي، الصادر يوم الإثنين الماضي، الذي «رحّب بموافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع» (وهي عبارة نوجهها لمجلس وزرائنا ومندوبه لدى الأمم المتحدة!) على قطع التمويل عما يسمى بتنظيم داعش وجبهة النصرة، ووضع عدد من الأشخاص على القائمة السوداء لارتباطهم بالجماعتين المسلحتين، والتهديد بفرض عقوبة على أي شخص يساعد الجماعتين الإرهابيتين.. مجلس الوزراء السعودي الموقر ذَكَر كذلك «بالأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين، المتضمن المعاقبة بالسجن مدة لا تقل عن 20 سنة، لكل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة بأي صورة كانت، والانتماء الى التيارات أو الجماعات، وما في حكمها، الدينية والفكرية المتطرفة، المصنفة منظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت».. انتهى .
***
وهذا البيان الذي كتب بماء الذهب، ووضع النقاط على الحروف من أشقائنا السعوديين، نهديه إلى حكومتنا الرشيدة ذات الأعصاب الهادئة الباردة، التي لا ندري ما خطتها أو «لا» خطتها في مواجهة ذلك الطاعون البشري القادم، والمعشش بعض منه بين ظهرانينا؟! كما نهديه لجماعة الإخوان الكويتية الخفية، التي تعيش بيننا، وتنكر تعاطفها ومساندتها لذلك الإرهاب، مع أنها مصدره ومنبعه بلا فخر!
جماعة الإخوان الكويتية انتقدت بيان مجلس الأمن الدولي المتخَذ بالإجماع، بتسمية قرار مجلس الأمن «داعش» و«النصرة» تنظيمين إرهابيين! (ولا ندري ماذا يريد الإخوان أن يسموا تنظيمي «داعش» و«النصرة»؟ نوادي روتاري، أو نوادي ريال مدريد وبرشلونة؟!).. زعل إخوان الكويت داعمي «داعش» و«النصرة» (أشكره فكره) مرجعه عدم إدانة قرار مجلس الأمن لتنظيمي «حزب الله» و«عصائب الحق»، اللذين يقاتلان بجانب النظام السوري بالتهمة نفسها؟! (جريدة الحياة 19 أغسطس الجاري).. ونحن نحيل عباقرة الإخوان عندنا الى بيان مجلس الوزراء السعودي، الذي ردد مفردات بيان مجلس الأمن نفسها.
***
أحد النواب السابقين المنتمين إلى التيارات الدينية المتشددة، والذي شاهدناه مؤخراً يقف للسلام الأميري، الأمر الذي كان يُحَرّمه في السابق.. فسّر بعضهم تحوله العقائدي من الخوف الذي دخل في قلوب بعضهم من عملية سحب جنسيات المزورين والمزدوجين وغيرهم.. النائب السابق – في تغريدة له بوسائل التواصل الاجتماعي، لم ينفِ صدورها عنه- هدد أميركا بأنه حال قصفها لـ«أهل السنّة» في الموصل، فإنه وجماعته سيهاجمون السفارات الأميركية والمصالح الغربية في المنطقة.. ونقول للمذكور إن أميركا هددت بقصف تجمعات «داعش»، التي استهدفت السنّة والشيعة والمسيحيين والإيزيديين على حد سواء. كما نهدي لنيافته خبر توصّل فصائل سنّية مسلحة إلى الاتفاق مع حكومة إقليم كردستان بشأن القيام بتحرك ضد تنظيم «داعش» من داخل مدينة الموصل.. كما كشف المتحدث باسم جبهة الخلاص الوطني لجريدة الشرق الأوسط (19 أغسطس الجاري) بأن «فصائل النقشبندية» وكتائب ثورة العشرين وجيش الراشدين وجيش المجاهدين والجيش الإسلامي وفصائل أخرى اتحدت في فصيل واحد باسم «المجلس العسكري لثوار العشائر العام»، وهم الآن بصدد تحرير الموصل من «داعش» من الداخل بمساعدة حكومة إقليم كردستان.. انتهى. ومنا إلى النائب السابق، ونقول له: مرحباً بانضمامك إلى رعاع «داعش» الذين سيسحقهم شرفاء أهل السنّة في العراق وخارجه، بمساندة العالم أجمع، ما عدا القلة أمثالكم!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* * *
هامش
ذكرت في مقالي السابق أن أغنية «يا واد يا تقيل» للراحلة سعاد حسني ظهرت في الثمانينات، والصحيح أنها ظهرت في أواسط السبعينات.. لذا اقتضى التنويه.
علي أحمد البغلي
Ali-albaghli@hotmail.com