عروبة الإخباري – قصفت طائرات مجهولة الهوية قبل فجر الاثنين مواقع ميليشيات متناحرة بالأسلحة الثقيلة من أجل السيطرة على المطار الدولي قرب طرابلس، وفق ما أعلنت الحكومة الليبية، إلا أن جماعة اللواء المتقاعد خليفة حفتر أعلنت المسؤولية عن ذلك.
وأعلنت الحكومة الانتقالية التي لا تتمتع بسلطة حقيقية في البلاد في بيان “قامت طائرتان مجهولتا الهوية بالإغارة على أهداف مسلحة تابعة للأطراف المتناحرة في ضواحي مدينة طرابلس”.
وأضافت “لا تملك الحكومة في الوقت الحاضر أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء ذلك، وطلبت الحكومة من رئاسة الأركان وإدارة الاستخبارات العسكرية فتح تحقيق وتقديم ما لديها من معلومات”.
إلا أن العميد صقر الجروشي أحد المقريين من اللواء المتقاعد خليفة حفتر أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطائرت التي شنت الغارات تابعة للواء المنشق.
وقال “شنت طائراتنا الغارات”، موضحا أن الهدف كان ميليشيات مصراتة.
وتتقاتل كتائب الزنتان (غرب) المتحالفة مع “الوطنيين” وتلقى تأييد حفتر، مع كتائب مصراته (شرق) المتحالفة مع الإسلاميين من أجل السيطرة على جسر يعتبر مفتاح محور الطريق المؤدية إلى المطار جنوب طرابلس الذي تسيطر عليها حاليا كتائب الزنتان.
ومع ذلك، أوضحت رئاسة أركان القوات الجوية غير المؤيدة للواء حفتر في بيان أن “الضربة الجوية وتحديداً عند منطقة وادي الربيع جنوب طرابلس، نفذتها مقاتلات أجنبية وليست محلية، كون عملية القصف تمت بواسطة قنابل موجهة وذكية.. وهذا نوع غير متاح لدى سلاح الجو الليبي”.
وأشارت إلى أنها تستبعد “انطلاق هذه الطائرات من قواعد عسكرية محلية، نظراً لعدم وجود مطارات قادرة على الاستخدام ليلاً، أو إمكانية تزويد الطائرات بالوقود، كما نستبعد انطلاقها من المنطقة الشرقية بسبب طول المسافة دون التزود بالوقود جواً أو الهبوط في مطارات أخرى ليلاً “.
ولا تخضع قواعد جوية مهمة في شرق البلاد خصوصا في طبرق (1600 كلم شرق)، وفي بنغازي (1000 كلم شرق) لسيطرة رئاسة الأركان العامة للجيش، إذ أعلنت انشقاقها منذ 16 أيار (مايو) الماضي وانضمت لقوات اللواء حفتر الذي يقود عملية الكرامة العسكرية لتطهير بلاده مما وصفه بالإرهاب.
وأضافت الحكومة الليبية أنها “قامت بالاتصال بعدد من الدول الصديقة لذات الغرض. وتحمّل الحكومة الليبية المؤقتة في بيانها الأطراف المتناحرة والمتقاتلة التي ترفض الانصياع لأوامر الشرعية المسؤولية الكاملة عن تعرض أرواح وأموال وحياة الليبيين للتدمير”.
كما “طالبت الحكومة من الأطراف المتناحرة، وقف الاقتتال والقبول بالحلول والحوار والانسحاب من العاصمة ومن المدن الليبية الأخرى”.
ونفت فرنسا أمس “شائعات” تحدثت عن غارات إيطالية وفرنسية في ليبيا وأعلنت وزارة الخارجية أن “شائعات تحدثت عن غارات جوية في ليبيا قيل إن فرنسا شاركت فيها، لا أساس لها من الصحة، وإن اولوية فرنسا هي التوصل إلى اتفاق سياسي من أجل وقف المعارك في طرابلس وبنغازي وفي كل الأماكن الأخرى من ليبيا”.
وبدورها، نفت واشنطن أي دور لها في الأمر وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إن الولايات المتحدة لا “علاقة لها بهذه الأحداث بأي شكل كان”، داعية الأطراف المتحاربة إلى “وقف فوري للنار وبدء حوار سياسي”.
ويشن اللواء حفتر عملية ضد المجموعات المسلحة التي تفرض سلطتها في بنغازي (شرق) منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
وكان مجلس النواب الليبي (البرلمان)، أعلى سلطة في البلاد، أقر بالاغلبية الأربعاء الماضي قرارين يقضيان بحل كافة المليشيات المسلحة ويطلب من المجتمع الدولي التدخل الفوري لحماية المدنيين والمؤسسات الليبية، حسب ما أعلن النائب أبو بكر بعيرة. وأوضح أنه أقدم على هذه الخطوة “مضطرا” بهدف بسط الأمن في البلاد ومنع “تقسيمها” وليس استقواء بالخارج