عروبة الإخباري – لكل شهيد فلسطيني من غزة نعش في رام الله وفي ساحة بلديتها،هذا ما قاله أحمد أبو لبن مدير عام البلدية هو يتابع وضع النعوش في الساحة المقابلة لمبنى البلدية في المدينة، والتي تضمنت عدد الشهداء الذين سقطوا في مدينة غزة حتى اللحظة.
وأضاف أبو لبن أن هذه النعوش ستحمل على الأكتاف في مسيرة حاشدة يوم غد، الأربعاء، وستجوب أنحاء المدينة متجهة إلى مقر الأمم المتحدة في رسالة احتجاج على العدوان الإسرائيلي من كافة طبقات وشرائح وفعاليات ومؤسسات المدينة.
وقال إن هذه المبادرة جاءت بالتنسيق بين بلدية رام الله والقوى الوطنية والإسلامية في المدينة وهي بمثابة وقفة تضامنية مع شعبنا في غزة، مؤكدا في الوقت ذاته أن حجم ردة الفعل الفلسطينية في الضفة الغربية لم تكن بحجم التضحيات والمقاومة في غزة.
وأضاف: “على الصعيد الشخصي طبعا أنا لست راضيا عن ردة فعل الضفة الغربية”. وقال إنه كان من المفروض أن تكون أقوى من هذه الفعاليات، وأن ترتقي لمستوى الحدث الفلسطيني بما يتلاءم وحجم التضحيات وقوة المقاومة وأعداد الشهداء.
من جهته قال إبراهيم الحصري وهو إعلامي واحد كوادر الجبهة الشعبية إن الحراك في مدن الضفة الغربية ليس بالمستوى المطلوب. وقال “نعم هناك تحركات، ولكنها ليست بمستوى حجم العدوان على غزة”.
وأعرب الحصري عن عدم مفاجأته من حجم المقاومة وقدراتها، على العكس كانت هناك تقديرات ما قبل الحرب تشير إلى قوتها وتحضيراتها على مدى السنوات الماضية.
وأشار إلى أنه لا يعيد ضعف ردة الفعل في الشارع الفلسطيني إلى التنسيق الأمني بالدرجة الأولى، إنما إلى حالة الخذلان التي يعيشها الشارع الفلسطيني بسبب قيادته، وتخوفه من استمرار هذا الخذلان إلى ما بعد العدوان، وأن يكون الخذلان القادم أكثر مأساوية.
واعتبر الحصري ردة فعل الشارع الضفاوي “الفرحة” بعد كل إنجاز للمقاومة في غزة أنه تعبير عن “فشة الخلق” كونها تمثل، أي المقاومة، بريق أمل لكل الشعب الفلسطيني، وتعبيرا عن النصر، كما أنها نوعا من التفريغ لحالة الاحتقان التي يمر بها المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية.
واعتبر المحلل رامي المهداوي حجم المقاومة في غزة بالمفاجئ، وأنه بصراحة آن الأوان لأن يعبر الشارع الفلسطيني عن رأيه وغضبه، وأنه من الواضح أن أجنحة المقاومة عملت خلال السنوات الماضية على إعداد عدتها لهذه المواجهة، ومن الجهة الثانية المفاجاة أيضا من قدرة أهالي غزة على الصمود في وجه القصف الجوي والبري والبحري، وفي وجه هذه الجرائم التي تذكر بمجزرة قانا وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا.
وانتقد المهداوي ما وصفه بالتخبط داخل حركة فتح من حيث المواقف والتصريحات في المجلس الثوري واللجنة المركزية والناطقين الرسميين باسم الحركة، مؤكدا أنه آن الأوان للمارد الفتحاوي أن يتمرد، وأن يشطب هذه الصورة الضعيفة التي ظهرت عليها حركة فتح.
وقال إن المقاومة وحدت الشارع الفلسطيني وابن فتح هتف لابن حماس، وعلى القيادة الفلسطينية أن تتوج وحدة الدم هذه إلى وحدة شاملة.
واستذكر المهداوي ردة الفعل الشعبية في الانتفاضة الأولى على استشهاد أي فلسطيني، وقال إن ما يحدث الآن في الضفة الغربية من رد على شلال الدم في غزة، وإزاء جسدنا الفلسطيني هناك ليس بالمستوى المطلوب.
وعزا المهداوي ضعف ردة الفعل في الشارع الضفاوي إلى حالة التشتت والتشرذم القيادية ما يؤدي إلى ضياع الشارع الفلسطيني، وزيادة الإحباط فيه خاصة نتيجة التصريحات التي جاءت من قيادات مختلفة والتي تتعارض مع نبض الشارع الذي ما زال ينبض بنبض المقاومة للاحتلال ويسوده الغليان.