في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا الى ابشع انواع العدوان ، و في الوقت الذي هو بحاجة الى من يقف بجانبه، هناك من يجد لديه الوقت لكي ينشغل في حملة اعلامية مبرجمة و مقصودة تهدف الى الاساءة و التشكيك ،حيث هناك من يجد نفسه بدون قصد جزء من هذة الحملة الظالمة دون ان يدري.
وصلتني الكثير من الرسائل و شاهدت الكثير من التعليقات تشكك و تتهم الوفد الاماراتي الطبي .
و لكي لا نكون نحن ابناء الشعب الفلسطيني ضحية للخلافات و الصراعات بين الدول و لكي لا نكون وقودها ، و لكي لا نكون جاحدين و ناكرين للجميل ، و لانني مطلع على كل الظروف و التفاصيل التي احاطت بقدوم الوفد و تحركاته و ما قام به في غزة ، فأنني اضع بين ايديكم الحقائق التالية.
اولا: منذ ان بدء العدوان قررت الامارات تقديم دعم سريع و عاجل لقطاع غزة، و هذة ليست المرة الاولى ، حيث لم تتوقف الامارات عن دعم الشعب الفلسطيني لحظة واحدة و بدون ان تطلب اي ثمن سياسي، و بناء على نصائح فلسطينية تقرر اقامة مستشفى ميداني في غزة و تقديم مساعدات عاجلة للمنكوبين و المهجرين و لمن دمرت بيوتهم و عائلات الشهداء و الجرحى.
و علية نسقت الامارات مع مصر الشقيقة لدخول الوفد و معه المستشفى الميداني، و هذا امر ليس بغريب، لانه و في كل الحروب التي عاشتها غزة كانت هناك وفود تصل بالتنسيق مع مصر التي بدورها تنسق مع الطرف الاسرائيلي، و اكبر عدد من الوفود كانت وفود قطرية حيث هم الوحيدون من العرب الذين ليس لهم معاهدة سلام مع اسرائيل ينسقون معها مباشرة، و اكثر الوفود التي وصلت الى غزة كانت في الحرب السابقة ايام الرئيس السابق مرسي حيث في ذروة الحرب ارسل رئيس وزراءة هشام قنديل الى غزة.
وعليه ليس هناك اي جديد او غريب في وصول وفد اماراتي اثناء الحرب على غزة.
ثانيا: قبل وصول الوفد و خلال وجودة في غزة ، الجهات المسؤولة وفرت الحماية له سواء في مكان اقامته او في موقع العمل في دير البلح حيث لم يكن هناك اي تحرك للوفد او اي من اعضاءة، و كانت الخطوات منسقة ، حتى مكان المستشفى تم تحديدة بناء على طلب وزارة الصحه حيث كان من المفترض ان يتم اقامته على ارض جامعة الازهر في الكتيبة او المغراقة و لكن تم تغيير المكان بناء على طلب وزارة الصحة.
ثالثا: الاخوة في قيادة حماس في غزة و على الرغم من ظروف الحصار و كذلك الاخ موسى ابو مرزوق في القاهرة كانوا على علم بكل التفاصيل، ر حبوا و ذللوا كل العقبات و الصعوبات ، و الدكتور غازي حمد كان على تواصل في كل صغيرة و كبيرة.
ثالثا: مهمة الطاقم الطبي منذ البداية كانت اقامة المستشفى و تشغيلة و من ثم تسليمة الى جهة فلسطينية رسمية مختصة ، و الحديث هنا عن الهلال الاحمر الفلسطيني او وزارة الصحة الفلسطينية، ولان الذي اقام المشروع هو الهلال الاماراتي فقد تم تسليم المستشفى للهلال الاحمر الفلسطيني.
نظرا للظروف الامنية الصعبة و اشتداد القصف في كل انحاء القطاع و صعوبة التحرك قرر مسؤولي الهلال الاحمر بعدم ابقاء اي من الطاقم بعد انجاز مهمة اقامة المستشفى، و لم تكن المغادرة مفاجئة كما يبث من اشاعات انا شخصيا اعرف مصدرها و اعرف ان الكثير ممن يرددها ، وهناك من يرددها عن جهل وسقوط في فخ الحسابات الاقليمية، المغادرة منذ يومين كانت محددة بيوم السبت و التنسيق لهم كان في يوم السبت وهو اليوم الذي غادروا فيه القطاع الحبيب.
رابعا: الحديث الذي يتردد على ان الوفد جاء بمهمة استخبارية مصدرة قناة الجزيرة، يعني قطر و قنوات و اشخاص يعيشون في قطر او مرتبطين معها حيث من الواضح انهم انزعجوا من الخطوة الاماراتية. نحن كشعب فلسطيني يجب ان لا نكون جزء من اي خلاف بين الاشقاء، من يقدم لنا مساعدة نقول له شكرا بارك الله فيك ، لا نتهمة بالعمالة و نهدر دمه، يجب ان لا نقبل على انفسنا ان نكون ادوات، هذا لا يليق بشعب كشعب فلسطين بان يكون جاحد و ناكر للجميل.
خامسا : اي مهمة استخبارية يمكن ان يقوم بها وفد طبي او عضو في هذا الوفد في غزة، ؟ تصوير مواقع عسكرية للمقاومة كما قالت التقارير القطرية و المنتفعين منها؟ و ماذا تفعل الزنانات التي تصور كل صغيرة و كبيرة؟ هل اسرائيل بحاجة لفريق طبي اماراتي لمعرفة اين يوجد كل موقع عسكري الذي قصفته عشرات المرات؟ و هل اسرائيل بحاجة لمعرفة بيت كل مسؤول حيث قصفت معظمها ليس قبل ان تتصل على جوالات و تلفونات الجيران و الاقارب مما يشير على حجم المعلومات التي لديهم؟
هل تنتظر اسرائيل من الوفد الامارتي ان يدلهم على اماكن الصواريخ التي تتطاير عليها من كل الاماكن في القطاع؟ و ماذا تفعل عشرات طائرات الاستطلاع التي تصور و تتابع كل تحرك في القطاع و على الرغم من ذلك تقف عاجزة عن منعها او حتى التقليص منها.؟
سادسا واخيرا: ما ينشر من تقارير و يبث من اشاعات ضد الامارات و ضد الوفد الاماراتي و المساعدات الاماراتية سواء التي وصلت او التي ستصل في القريب ، حسب علمي ووفقا لمعلوماتي لا يمثل موقف قيادة حركة حماس في غزة ، و كل ما ينشر هنا وهناك في بعض الصفحات و المواقع و الفضائيات مصدرة الدوحة و من هو متواجد في الدوحة و تربطه مصالح مع الدوحة.
ومن لديه دليل او اثبات غير التشويه و الاعلام الرخيص و التحليل المريض فلينشره و لا ينتظر.