عروبة الإخباري – لا تزال قوات الاحتلال تتبع نفس الأسلوب في جميع مواجهاتها مع المقاومة الفلسطينية بالاعتراف بتلقي ضربات موجعة، لكنه في الوقت ذاته يتكتم على خسائره خصوصا في الأرواح.
الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة وصور الدمار والخسائر المادية التي تعرضها وسائل الإعلام الإسرائيلية لا يمكن أن تعكس إلا شيئا واحدا، ان الاحتلال يكذب في هذا المجال، فلا يعقل ان نرى عشرات السيارات والمباني والأماكن العامة التي طالتها صواريخ المقاومة يمكن أن تكون خالية.
العديد من المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين صرحوا في أكثر من مرة خلال الأيام العشرة الماضية من القصف على مستوطنات الاحتلال ومدن الداخل المحتل، أن حكومة الاحتلال والجيش يكذبان فيما يتعلق بحجم الخسائر البشرية في صفوف الإسرائيليين.
وأوضح هؤلاء المحللين أن ما تسمح بنشره الرقابة العسكرية الإسرائيلية عبر وسائل الإعلام لا يتعدى خمس ما هو على الأرض، وأن كل هذا التعتيم هو بامر من نتنياهو نفسه، الذي توعد بمعاقبة كل من يسرب أي معلومة عن حجم الخسائر.
وفي إشارة إلى سيطرة سلطات الاحتلال على وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال مراسل القناة الثانية العبرية، “إن ما تسمح بنشره الرقابة العسكرية عن الخسائر البشرية في صفوف الإسرائيليين إنما هو إجراء تتبعه للحد من درجة الخوف لدى الجمهور الإسرائيلي الذي بات ينادي بصوت عالي بضرورة وقف غطلاق النار، بعد 11 يوما من العيش في ملاجئ تحت الأرض الواقع الذي فرضته صواريخ غزة على كافة أنحاء الدولة”.
من جهة أخرى، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية عدد من العمليات والقصف المركز على مواقع الاحتلال، ووفقا لشهادات عناصر المقاومة ممن شاركوا في هذه العمليات فإن خسار الاحتلال في صفوف جنوده بالعشرات بين قتيل وجريح، كما حدث في عملية تفجير نفق كرم أيو سالم الأسبوع الماضي والذي اعترف فيه الاحتلال بمقتل أحد جنوده وإصابة آخر بجراح، في حين أكد كتائب القسام التي تبنت الهجوم أن 7 جنود على الأقل قتلوا في العملية، غير أن الاحتلال يتعمد التكتم على قتلاه.
وقبل أيام أكد شهود عيان في القدس المحتلة، أن جنازات عسكرية ليلية تجري لجنود في جيش الاحتلال في المقابرة اليهودية في المدينة، وسط تكتيم إعلامي وحراسة مشددة.
وقال الشهود “إنهم شاهدوا جنازات عسكرية في المقبرة اليهودية، المقامة على أراضي حي راس العامود شرقي المسجد الأقصى، وأن مجموعة من الجنود برتب عسكرية مختلفة يقيمون هذه الجنازات في جنح الظلام، بعد منتصف الليل”.
ويعتقد أن هذه الجنازات تعود لجنود قتلوا خلال االعمليات التي تنفذها فصائل المقاومة في قطاع غزة، والتي كان آخرها عملية “نفق صوفا” على حدود قطاع غزة صباح أمس الخميس، والتي اعترف الاحتلال بإصابة أحد جنوده فيها، في حين بثت كتائب القسام فيدو لعملية تفجير النفق عندما كان مجموعة من جنود الاحتلال يقفون على فوهته، واظهر الفيديو سقوط عدد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
هذا الأسلوب الذي تتبعه قوات الاحتلال يأتي في محاولة منها لسلب نشوة الشعور بالنصر لدى فصائل المقاومة والجمهور الفلسطيني من جهة، والادعاء بالحفاظ على رباطة جأش جبهته الداخلية، المتآكلة، ومنع الانتقادات والضغوط الداخلية على الحكومة لوقف عدوانه على القطاع.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي،مقتل أول جندي إسرائيلي في العملية البرية على قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان بثته القناة الإسرائيلية الثانية “قتل جندي إسرائيلي في العملية البرية على قطاع غزة وأصيب جنديان بجروح مختلفة”.