عروبة الإخباري – فشل البرلمان العراقي في جلسته الثانية امس في انتخاب رئيس له، وأعلن عن تاجيل جلسته الى يوم غد لمنح القوى السياسية مزيدا من الوقت للتفاوض، تزامناً مع اعلان «تحالف القوى العراقية» تسمية سليم الجبوري لرئاسة البرلمان، بينما جمّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مدير مكتبه طارق نجم بعد طرح اسمه كبديل عنه لرئاسة الحكومة، كذلك انفضّ اجتماع بين المالكي ورئيس التحالف الوطني الجعفري دون التوصــل إلى اتفاق على موقع رئاسة الحكومة.
وعقد مجلس النواب العراقي جلسته أمس، برئاسة اكبر الاعضاء سنا مهدي الحافظ، بحضور 225 نائبا من اغلب الكتل السياسية لكن تعذّر توفير النصاب ما أدى إلى تاجيل الجلسة الى غد الثلاثاء لاعطاء فرصة اكبر للقوى السياسية للتفاوض لحسم موضوع المرشح.
وذكرت مصادر إعلامية في البرلمان العراقي أن معظم أعضاء كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني حضروا إلى مبنى البرلمان، مشيرة إلى إن عاصفة رملية حالت دون حضور بعض أعضاء التحالف الكردستاني إلى الجلسة لاعتمادهم على السفر بالطائرة.
وقال النائب عرفات كرم في تصريح لوكالة فرانس برس ان «25 نائبا كرديا عالقون في اربيل بانتظار تحسن الاحوال الجوية».
وكان مصدر نيابي أعلن أن جدول أعمال جلسة مجلس النواب يتضمن انتخاب رئيس المجلس ونائبيه، وأداء اليمين الدستورية للنواب ممن لم يتسن لهم ذلك.
ورغم اعلان «تحالف القوى العراقية» الذي يضم قوى سنية رئيسية، عن تسمية سليم الجبوري لرئاسة البرلمان، الا ان نوابا مقربين من رئيس الوزراء نوري المالكي اكدوا ان التصويت على رئاسة المجلس لن يجري بدون التوافق على رئاسة الوزراء. وذكر بيان لائتلاف متحدون للإصلاح بزعامة رئيس البرلمان العراقي السابق اسامة النجيفي:
«قبل اجراء عملية الانتخاب التي جرت بتعهد المرشحين بعدم قبول ولاية ثالــــثة لرئيس الحكومة نوري المالكي والالتزام المطلق بمصالح وطموحات ناخبيهم بعدها جرت عملية الانتخاب، حيث فاز سليم الجبوري بثقة الـــنواب الحاضرين وتم اعتماده كمرشح عن المكون السني لرئاسة مجلس النواب مع التعهد بدعمه من قبل الحاضرين جميعا».
على الضفة المقابلة، قال النائب حسين المالكي، المنتمي الى كتلة دولة القانون، في تصريحات لوكالة فرانس برس: «نحن نؤيد انتخاب رئيس مجلس نواب مؤقت من اجل تسيير امور البلد واهمها الموازنة بسبب عدم التوصل الى تسوية سياسية حول مرشح لرئاسة مجلس النواب».
وبعد ترشيحه بســـاعات قليلة أبدى الجـــــبوري استعداده للانسحاب من الترشيح للمنصب في حال كان ترشيحه لرئاسة البرلمان يشكل نقطة خلاف بين الكتل.
في الأثناء، أفادت مصادر إعلامية في البرلمان العراقي بأنّ الاجتماع الذي عقد في مبنى البرلمان بين رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري انتهى دون توصل الطرفين إلى اتفاق على تسمية رئيس وزراء الحكومة المقبلة.
من جهة اخرى، كشف مصدر مطلع أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته جمد مدير مكتبه طارق نجم بعد طرح اسمه كبديل عنه لرئاسة الحكومة.
وقال عضو كتلة المواطن، التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي، علي شبر إن «ابداء مرونة من قبل دولة القانون بتغيير مرشحها خطوة ايجابية للإسراع في تشكيل الحكومة».
واوضح شبر أن «مرشح رئاسة مجلس الوزراء يبحث داخل التحالف الوطني وجميع الكتل السياسية يجب أن تؤيده»، مؤكدا أن «مرشح التحالف الوطني لابد أن يكون مقبولا داخل التحالف ولدى الكتل السياسية الأخرى، وحتى إقليميا». وأشار إلى أن «ترشيح طارق نجم يجب أن يعرض على آليات التحالف الوطني وعرض المرشحين الآخرين، واليات التحالف هي الحاسمة».
الى ذلك، اتفق نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على أهمية تشكيل حكومة عراقية جديدة في أسرع وقت ممكن.
وأوضح مكتب بايدن في بيان الليلة قبل الماضية ان «بايدن وبارزاني اتفقا خلال مكالمة هاتفية يوم اول من امس على اهمية تشكيل حكومة عراقية جديدة في أسرع وقت ممكن وبما يتفق مع الجداول الزمنية المنصوص عليها في الدستور العراقي». وأكد الجانبان أهــمية معالجة النزاعات الممتدة بين الحكومتين المركزية والإقليمية والتي ستكون من المهـــام الرئيسية للحكومة الجديدة بمقتضى بنود الدستور العراقي. واتفقا على ضرورة تسوية اي نزاع على ملكية الأراضي بالتشاور مع كافة الجهات المعنية.