المجالي : اخشى ان تأتينا النار..

عروبة الإخباري – دعا رئيس الوزراء الأسبق عبد السلام المجالي إلى قلب أي مخاوف تواجهنا إلى قوة، مؤكداً أن الدولة التي لا يوجد فيها تناغم بين القيادة والشعب تنهار.

وعبر المجالي في حوار موسع اجرته «الدستور» عن خشيته من « أن تأتينا النار اذا نمنا الليل الطويل وقلنا بأن الجيش والامن يمسك الحدود»، مؤكداً ضرورة الوقوف الى جانب الجيش ايجابيا وورائه وحينما تنتهي الازمات سنتحاسب على كل شيء».

وشدد المجالي «النار مولعة من حولنا شرقا وغربا وشمالا ويجب ان نعي ان قواتنا المسلحة قوية جداً ونثق فيها لكن اذا لم نقف وراءها هناك خطورة بأن النار ستأتي علينا»، موضحاً أنه « لا ينفع ان نتحدث في الخلافات فقط ونضيع الجهد بالكلام، قواتنا هائلة وممتازة، ويجب ان نكون داعمين لها ليل نهار في الاعلام ونقف الى جانبها حتى تحميك لأنه اذا شعرت بأنك متراخ وبقينا نشتم بعضنا ونكتب عن السلبيات ونثير البلبلة فإن الجندي الذي يقرأ ما يُكتب يصيبه اليأس».

وحول الأحداث في المنطقة ينطلق حديث المجالي من قاعدة «من استعجل بالشيء عوقب بحرمانه»، وهذه العبارة يمكن قياسها على استعجال حركة الاخوان المسلمين في تسلم السلطة ببعض الدول العربية، ويصل إلى القضية الفلسطينية حيث يرى أن «السلام آت سواء أكان غدا أو بعده «.

ونفى المجالي أن تكون المادة (8) من معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية شطبت حق العودة، وقال « بل أكدت على حق اللاجىء في العودة أو التعويض بموجب القانون الدولي»، وعن فك الارتباط الذي حصل بين الاردن وفلسطين العام 1988 م أكد المجالي أنه جاء «نتيجة الضغط الهائل من قبل القوى الفلسطينية المختلفة والعرب اجمعين»، مُذكّراً بما وصفها «التهمة الكبيرة والشرسة» التي وجهت للأردن عبر مر السنوات بانه ذوّب الهوية الفلسطينية باعطاء الجنسية لفلسطينيين.

واعتبر المجالي أن قضية السلام في الشرق الاوسط لا تتعلق بشخص الرئيس الامريكي وادارته ووصف هذه التوقيعات بذات «السقف الخاطىء».ويوضح رئيس الوزراء الأسبق أن « العراق كان ابان الحكم الملكي الهاشمي موحدا، ولم يكن مصبوغاً بصبغة سنية ولا شيعية ولا تركمانية»، ويبين « أن «كل التنظيمات على الأراضي العراقية او السورية او في أي بلد آخر لن تنجح اذا لم تكن البيئة الشعبية تحميها»، ويشدد المجالي على أن «ما يجري في العراق ليس بايدي العراقيين وحدهم بل يشترك فيه الاقليم وايران والغرب وروسيا».

ويرفض المجالي إعطاء تقديرات حول بقاء الرئيس السوري بشار الاسد خلال المرحلة المقبلة، ويقول « التقدير لا يعود لأحد بل الشعب السوري يختار من يقوده واذا عادت الكينونة السورية هو يختار بشار او غيره فنحن لا نقرر له ولا يجب ان نقرر له».

وعما جرى في مصر يؤكد أنه اذا لم يجلس الناس والمسؤولون والاطياف المختلفة وتسامحوا واجلوا الخلافات واتفقوا على أن المصلحة الكبرى هي الاساس سيعود الاضطراب، ويشدد المجالي على أن «الحل لا يكون بالسلاح والقتل والعنف «.

وفي الشق الثاني من الحوار مع المجالي حول التعليم العالي في الاردن، يؤكد أن الجامعات اصبحت دوائر حكومية عادية، عازياً الأمر إلى هبوط في التعليم العالي جراء التدخل السياسي الذي مهد لوجوده وزارة مختصة به والغاء ضريبة الجامعات.

وينتقد المجالي الذي رأس الجامعة الاردنية لفترتين لمدة 14 سنة مشروع قانون الجامعات الاردنية المقترح ووصفه بأنه «يسيء الى التعليم العالي والحرية الأكاديمية»، معتبراً «أن الجامعة يجب أن تكون مستقلة في تفكيرها وادارتها وحتى رواتبها وتعييناتها».

وابدى عدم ارتياحه من طريقة اختيار رؤساء الجامعات الذي لا يتم بشكل سليم، وقال أن «دعم الجامعات من قبل الحكومة بالطريقة الحالية يجعلها تحت سيطرتها»، مشدداً في ذات السياق على ضرورة أن تتكفل الدولة بتعليم الطلبة غير المقتدرين مالياً مع ترك حرية للجامعات في سقف رسومها.

ووضع المجالي اللوم على من اصبح يعبد «الشهادة والعلامة»، وبات ينظر اليها على أنها «سلطة» بيده، وارجع سبب العنف الجامعي الى الواسطة في القبولات، مؤكداً على أهمية ضبط العملية التعليمية، رافضاً فكرة العمل الحزبي داخل الجامعات واصفا اياه بـ» أخطر شيء في الدنيا «.

Related posts

مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشائر الغويري والمعايطة والعليمات

افتتاح مبنى الفصيل النسائي في قيادة لواء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان/التدخل السريع

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين