علي أحمد البغلي/المسلم التعيس.. المسلم السعيد!

أحد الأصدقاء الأعزاء أرسل إلى مجموعتنا التواصلية (غروب) تعليقاً مضحكاً لأحد المواطنين الأميركيين في قسم التعليقات في موقع السي أن أن، وهو تعليق يدعو للتفكير والتأمل والضحك والسخرية لأحوالنا في آن واحد!

صاحبنا الأميركي يقول: المسلمون ليسوا سعداء.. هم ليسوا سعداء في غزة.. هم ليسوا سعداء في مصر.. هم ليسوا سعداء في ليبيا.. هم ليسوا سعداء في المغرب.. هم ليسوا سعداء في إيران.. هم ليسوا سعداء في العراق.. هم ليسوا سعداء في اليمن.. هم ليسوا سعداء في أفغانستان.. هم ليسوا سعداء في سوريا.. هم ليسوا سعداء في لبنان..

لكن أين يكونون سعداء؟

هم سعداء في استراليا.. هم سعداء في كندا.. هم سعداء في انكلترا.. هم سعداء في فرنسا.. هم سعداء في إيطاليا.. هم سعداء في ألمانيا.. هم سعداء في السويد.. هم سعداء في الولايات المتحدة.. هم سعداء في النرويج.. هم سعداء في الدانمرك..

فهم، كقاعدة، تجدهم سعداء في كل بلد غير مسلم.. وهم، كقاعدة، غير سعداء في كل بلد مسلم.. ولكن في الوقت نفسه فعلى من هم يضعون اللوم على تعاستهم أو عدم تعاستهم؟

هم لا يضعون اللوم على الإسلام.. ولا على قياداتهم.. ولا على أنفسهم.. بل إنهم وللعجب يعزون أسباب عدم سعادتهم وتعاستهم إلى البلدان التي يكونون سعداء فيها! وهم يسعون لتغيير هذه البلدان لتصبح مثل البلدان التي قدموا منها بسبب تعاستهم أو عدم سعادتهم! انتهى.

ونحن نقول لشقيقنا الأميركاني في البشرية صح لسانك، فأنت شخّصت داءنا ومعضلاتنا السياسية والنفسية.. وهناك الآلاف من متخلفي العروبة والإسلام الذين هجروا أو هاجروا من ديار العروبة والإسلام، إلى دياركم المتحضرة التي آمنتهم من خوف وأطعمتهم بعد جوع.. ولكنهم سرعان ما قلبوا لها ظهر المجن.. لأن الغدر والخيانة ونكران الجميل أصبحت مع شديد الأسف من الصفات اللصيقة بكثير من المتشدقين بالإسلام والعروبة، وعلى الأخص المتشددون منهم.

نستذكر في هذا المقام ما قاله المدعو أبو قتادة عندما كان يعيش في انكلترا وقبل تسليمه للولايات المتحدة. أبو قتادة كان يقول إن الغرب (أعزكم الله) نعتبره كالمرحاض نعيش فيه فقط لنقضي به حاجتنا.. فهل رأيتم ناكر جميل أكثر من ذلك التكفيري القبيح؟!

ونحن بدورنا ندعو ونعلم أن الله سيستجيب لدعائنا بألا يجعل لمثل هؤلاء القدرة لتغيير ديار الغرب ليجعلوها مثل ديارهم ديار فساد وظلم وقهر واستبداد وعدم مساواة وسحق لحقوق الإنسان.. فالغرب ورجالاته هم من عمروا هذه الأرض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وجعلوها أمثولة للمساواة والعدل والصلاح والشفافية في الحكم.. وهذا أسمى وأرفع أسباب خلق الله سبحانه وتعالى لبني آدم ليعمر الأرض، لا ليجعلها بوراً يباباً مقصوفة الزرع والضرع مثل الديار التي يمر عليها من يدعي الإسلام الصحيح هذه الأيام!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

علي أحمد البغلي

Ali-albaghli@hotmail.com

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات