استشهاد فتى فلسطيني بعد خطفه وتعذيبه في القدس

عروبة الإخباري – “الانتقام بالدم” شعار جديد خطّه المستوطنون على جدران البيوت الفلسطينية، معلنين مرحلة دموية جديدة ضد الفلسطينيين، بدأت أمس بخطف فتى مقدسي وتعذيبه حتى الموت، تزامناً مع مواجهات عنيفة في مناطق متفرقة من الضفة أصيب خلالها العشرات بالرصاص وحالات اختناق، رافقتها حملات دهم واعتقال العشرات، وإخطارات هدم منازل.

وأبرز اعتداءات المستوطنين الوحشية أمس، حادثة استشهاد الفتى محمد حسين أبو خضير (16 عاماً)، الذي اختطف من أمام منزله في شعفاط، وعثر على جثمانه محروقاً في أحراش قرب قرية دير ياسين.

وذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن الفتى شوهد وهو يرغم على الدخول إلى سيارة في حي شعفاط، وتم العثور على جثته بعد ساعات عدة في حي آخر في المدينة، واصفة الحادث بأنه »يشتبه بأنه هجوم انتقامي«.

ونفت عائلة أبو خضر بعض الروايات الإسرائيلية التي تحدثت عن وجود خلاف عائلي، مؤكدة أن كاميرات المراقبة رصدت سيارة المستوطنين الذين اختطفوا الشهيد قبل تعذيبه وقتله بدم بارد.

الرئاسة تدين

ودانت الرئاسة الفلسطينية هذا الاعتداء الوحشي، محملة إسرائيل المسؤولية. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن قتل الفتى، وطالبها بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم.

فيما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإدانة قتل أبو خضير، ووقف اعتداءات المستوطنين، بينما وصف نتانياهو الجريمة بأنها بشعة، واكتفى بالدعوة إلى ضبط النفس.

إصابات ومواجهات

في غضون ذلك، أصيب العشرات بالرصاص وحالات الاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، تركزت في مدينتي القدس وجنين. واندلعت المواجهات في حي شعفاط بعد أن اعتدت قوات الاحتلال على الشبان الذين تجمعوا بعد الإعلان عن خبر استشهاد أبو خضير، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والقنابل الصوتية والعيارات المطاطية بكثافة لتفريق المتظاهرين الغاضبين.

وأعلن مصدر في الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 55 فلسطينيا في شعفاط، بينهم ثلاثة اصيبوا بالرصاص الحي، وأربعة منهم اصيبوا مباشرة بالوجه.

وفي جنين، أصيب أربعة شبان فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال، خلال مواجهات شهدتها المدينة صباح أمس وأسفرت عن اعتقال ثلاثة شبان آخرين.

وأفاد شهود بأن قوات الاحتلال اقتحمت قبيل السحور الحي الشرقي في جنين، وحاصرت المنازل الواقعة في دوار أم البلبل والمقبرة الشرقية وشرعت في حملات دهم وتفتيش واعتقالات.

واستمراراً للهجمة الإسرائيلية على الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس 44 فلسطينياً. واستنكر مركز أحرار لحقوق الإنسان حملات الاعتقال الكبيرة التي شنها الاحتلال الاسرائيلي بحق عشرات الفلسطينيين فجر أمس من مختلف مدن الضفة الغربية، والتي طالت قيادات كبيرة في حركة »حماس«.

وقال مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان إن الاحتلال نفذ اعتقالات في كل من الخيل ونابلس وسلفيت ورام الله وبيت لحم.

كما سلم جيش الاحتلال قرارات هدم لعدد من منازل قيادات بارزة في حركة »حماس«. وطالبت مصادر فلسطينية المجتمع الدولي بضرورة توفير حماية للفلسطينيين الذين يتم اختطافهم واعتقالهم وتدمير منازلهم في المدن الفلسطينية.

وفي خضم هذا التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، دان مجلس الأمن الدولي بشدة مقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة، وتقدم إلى ذوي القتلى بالتعزية. وشدد المجلس على أهمية محاكمة من قاموا بخطف وقتل هؤلاء الشبان، مشدداً على سلامة المدنيين.

فيما جددت الخارجية المصرية مطالبتها للجانب الإسرائيلي بضبط النفس، والتوقف عن سياسة الانتقام والعقاب الجماعي حيال الشعب الفلسطيني، وإتاحة الفرصة كاملة للسلطات الفلسطينية للاضطلاع بمسؤولياتها في تعقب الجناة وتقديمهم للمساءلة القانونية.

وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل 629 فلسطينياً منذ بدء عملياته العسكرية في الضفة الغربية في 12 يونيو الماضي. وذكر البيان أن نحو ثلث المعتقلين هم من الخليل، بواقع 230 معتقلًا، فيما كان نصيب نابلس 102 معتقل. د.ب.أ

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية

ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 43,391 منذ بدء العدوان الإسرائيلي