د.محمد المسفر/حوارات سياسية في لا هاي عن الأحواز والدور الخليجي المطلوب

قدر لي حضور المؤتمر التأسيسي «لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز «الذي عقد في لاهاي بهولندا في الأسبوع الماضي وقد تناولت في مقالة سابقة يوم الثلاثاء الماضي عن وقائع ذلك المؤتمر وأعماله، واليوم أتناول الحوارات الجانبية بين بعض المشاركين في ذلك المؤتمر عن الخليج العربي والدور المطلوب تجاه «إقليم الأحواز» السليب منذ عام 1925 م.

يثير إخواننا الأحوازيون عتبا شديدا على النخب السياسية والفكرية في الخليج العربي لتجاهلهم وتجاهل قضيتهم العادلة من أجل نيل استقلالهم من الاستعمار الإيراني كما قال بذلك الكثير من الإخوة الأحوازيين، يقول أهل الأحواز إنهم محرومون من تعلم اللغة العربية وفقههم الحنفي، وإنه ليس بالأمر السهل قبولهم في الجامعات الإيرانية لأسباب متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر أنهم عرب لا يثق فيهم القادة الإيرانيون، وأن التعليم باللغة الفارسية وأن امتحانات القبول بالنسبة لشعب الأحواز لدخول الجامعات متشددة إلى الحد الذي لا يمكن الطالب من دخول الجامعات في إيران.في حوار جانبي مع النخب الأحوازية التي شاركت في المؤتمر آنف الذكر قالوا الأحوازيون إن المدارس العربية منتشرة في أوروبا وأمريكا وبتمويل عربي إلا نحن في القطر الأحوازي السليب محرومون من كرم إخواننا العرب، وحتى الجامعات العربية لا تقبل طلابنا بينما تعطي الجامعات العربية والخليجية على وجه التحديد منحا دراسية لأبناء الدول الأخرى مثل بعض الدول الإفريقية والآسيوية إلا نحن وكأننا لسنا من العرب وإليهم ننتسب. قلت بسذاجة مطلقة: إيران ستحتج على إعطاء أبناء الأحواز منحا دراسية في التعليم العام والجامعي في هذه الدول. قالوا وبالإجماع ليس من حق إيران أن تحتج على من يعطينا منحا دراسية لنتعلم، لأنها في ذات الوقت تعطي منحا دراسية لطلاب من معظم دول الخليج العربي للالتحاق بالحوزات الشيعية في إيران وكذلك من سورية ولبنان والجزائر والمغرب واليمن وجزر القمر وغير ذلك من الدول.

قال أحد المشاركين في هذا الحوار نحن نعول على أهلنا وإخواننا في دولة قطر أصحاب الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية الحكومية أن تمد يد العون والمساعدة لطلابنا الباحثين عن التعلم باللغة العربية. سمو الشيخة موزا تدير مؤسسة تعليمية عالمية وكذلك تدير مؤسسة صلاتك لكن ليس لنا نصيب في جهودها المشكورة عليها، ونتمنى أن تلتفت إلينا فنحن من العرب وإليهم ننتمي رغم عاديات الزمان.
يقول آخر: نحن الشعب الأحوازي تعدادنا يصل إلى 7 ملايين نسمة نتعرض لسياسة التهجير القسري من الأحواز وإحلال آخرين من الفرس ليأخذوا مزارعنا وممتلكاتنا بمعنى آخر، إنهم يعملون بكل جهودهم لتفريس المنطقة الأحوازية، وإجبارهم على التشيع، إنهم يمنعوننا من تسمية ذريتنا بأسماء عربية فلا يوجد اسم عمر ولا عثمان ولا خالد ولا عائشة أو خديجة وحتى اللبس العربي محرومون منه. الأحواز تملك 70 % من حقول النفط الإيراني إنتاجا وتصديرا وتعتمد إيران على الإنتاج الزراعي «القمح والفواكه والخضروات» وغير ذلك من الإنتاج الزراعي والقوة العاملة وفي المناصب العليا في الإدارة كلهم من فارس أي من الهضبة الفارسية وليست من السواحل العربية أهل الحق والأولوية في التوظيف. نحن لسنا فقراء في إقليم الأحواز ولكن خير أرضنا مستولى عليه من قبل الحكومة الفارسية في طهران.

في اليوم الثاني من أيام المؤتمر واستمرارا للحوارات الجانبية تحدثت عن الهجمة الإعلامية الظالمة على دولة قطر وانبرى الإخوة الأحوازيون ــــ رغم أن هناك إخوة عرب شاركونا في هذه الحوارات الجانبية بعد جلسات المؤتمرــــ يدافعون عن قطر دفاعا مشفوعا بالحجة والدليل على صحة ما يقولون. إعلاميا اتفقوا على تميز الإعلام القطري الذي ناصر قضايا الأمة العربية عن غيره من إعلام الوطن العربي، سياسيا أشادوا بدور قطر السياسي في حل الخلافات السياسية والتنموية في أكثر من دولة عربية، أسهموا في حل الخلافات السودانية ــ السودانية وساعدوا في وضع خطط التنمية لتلك الجهات البعيدة عن المركز مثل دارفور وغيرها من المناطق، أسهموا أي قطر في حل الأزمات في اليمن والصومال ولبنان ولكن مع الأسف لم يتناولوا قضية عرب استان أي الأحواز وشرح تلك القضية للأجيال العربية الحاضرة والقادمة، نحن نتفهم وضع قطر الجغرافي والسكاني ولكن لا يمنع وسائل الإعلام القطرية والخليجية من تناول قضية إقليم عربي سلب من الجغرافيا السياسية العربية مثلها مثل الجزر الإماراتية الثلاث طمب الكبرى والصغرى وجزيرة أبو موسى. إنهم يؤكدون عتبهم على أهلهم في الخليج العربي لأنهم تجاهلوهم ولم يساعدوا طالب علم أحوازيا في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم كما أكدوا ذلك في مداخلاتهم. إننا نتمنى على الله عز وجل أن يجعل قلوب أهل الخليج تحن علينا في إقليم الأحواز ولا ينسونا قبل فوات الأوان.
◄ آخر القول:
قلت رغم كل الضغوط السياسية والإعلامية الظالمة على دولة قطر إلا أنها ثابتة على مواقفها الوطنية ونصرة كل من طلب نصرتها وهو على حق. والله ينصر من ينصر الحق ويدفع الباطل عنه.

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات