عروبة الإخباري – قالت مصادر في السفارة الأمريكية في الرياض إن ملف الأزمتين العراقية والسورية واحتمالات حدوث اضطراب في إمدادات النفط العالمية بسبب الأزمة العراقية إضافة إلى البرنامج النووي الإيراني كانت محور محادثات العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر اليوم الجمعة.
وجاء لقاء جدة في أعقاب اجتماع عقده كيري أمس الخميس في مقر السفارة الأمريكية في باريس مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى جانب وزيري الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد والأردني، ناصر جودة في باريس .
وأعرب وزراء خارجية الدول العربية الثلاث عن المخاوف من القيادة الحالية في العراق التي يسيطر عليها الشيعة.
وتتسم علاقات رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي مع دول الخليج السنية بالفتور منذ وقت طويل وتراه هذه الدول قريبا من إيران الشيعية أكثر مما ينبغي.
كما يجئ لقاء جدة عشية أوامر أصدرها العاهل السعودي إلى الأجهزة الأمنية في المملكة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتصدي لأي أعمال إرهابية محتملة على خلفية تفاقم الأوضاع الأمنية في عدد من دول المنطقة وبالذات في العراق.
وسبق لقاء الملك مع الوزير كيري اجتماع عقده الأخير مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في قصر المؤتمرات في جدة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن لقاء الملك مع الوزير الأمريكي تم في حضور الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير المالية إبراهيم العساف وسفير الرياض لدى الولايات المتحدة الأمريكية عادل الجبير والسفير الأمريكي لدى المملكة جوزيف ويستفول .
وقالت المصادر أن كيري اطلع الملك عبد الله على نتائج محادثاته الأخيرة في العراق ورؤية الإدارة الأمريكية لوقف تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” داعش” لأمن واستقرار المنطقة وسعي التنظيم لتقسيم دول المنطقة بدءا من العراق.
وقالت المصادر إن الجانب الأمريكي ناقش مع نظيره السعودي إمكانية تنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي”داعش” والجهود المبذولة لتشكيل حكومة عراقية “لا تقصي أحدا وتتجاوز الانقسامات الطائفية التي استغلها المتشددون الاسلاميون” إلا أن المصادر رفضت الإفصاح عن موعد بدء الضربات الجوية.
وأوضحت المصادر أن العاهل السعودي شدد خلال اللقاء على” ضرورة الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار العراق وتشكيل حكومة عراقية تمثل كل أطياف المجتمع وإيقاف المد الإرهابي في ذلك البلد بأي شكل من الأشكال ومحاسبة المسؤولين عن تنامي حركات التطرف وبث روح الطائفية بين أبناء الأمة الواحدة”.
وكشفت المصادر أن كيري اطلع المسؤولين السعوديين على معلومات تفيد بوجود دعم من الحكومة السورية لتنظيم” داعش” بهدف “صرف الأنظار عما يرتكبه النظام من أعمال إرهابية تجاه المواطنين السوريين بحجة التصدي لقوات المعارضة السورية”.
يشار إلى أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف قالت أمس الخميس إن واشنطن ترفض تدخل سورية في العراق في حين رحبت بدور إيراني بناء لحل الأزمة العراقية التي تفجرت بسيطرة مليشيات “داعش” على عدد من مدن وبلدات عراقية.
وأضافت هارف أن تدخل دمشق في الوضع العراقي :”لا يمكن ولا بأي حال أن يساعد في تحسن الوضع في مجال الأمن على الأراضي العراقية”.
وطلب الرئيس باراك أوباما مؤخرا من الكونجرس 500 مليون دولار لتدريب ما ما اسماه بالمعارضة السورية “المعتدلة” وإمدادها بالمعدات ، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إنها تعد خططا أكثر تفصيلا لهذا التدريب. وقالت المصادر إن كيري جدد تأكيد التزام بلاده بأمن السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي ضد أية مخاطر أو تهديدات إيرانية ، موضحا أن الإدارة الأمريكية لن تسمح على الإطلاق لطهران بامتلاك سلاح نووي من شانه تهديد أمن المنطقة.
وفيما يخص إمدادات النفط قالت المصادر إن الجانب السعودي أبدى استعداده لتعويض أي نقص في سوق النفط العالمي بنفط إضافي لتلبية أي ارتفاع في الطلب أو إذا تعثرت إمدادات الخام لضمان توازن سوق النفط العالمية.
وتنتج المملكة حاليا نحو 7ر9 مليون برميل يوميا ولديها القدرة على ضخ النفط بكامل طاقتها البالغة 5ر12 مليون برميل يوميا. وتشكل أزمة العراق خطرا على إمدادات الخام في وقت تسببت فيه أعمال العنف في ليبيا وسورية والعقوبات المفروضة على إيران في تقليص الإنتاج بواقع ثلاثة ملايين برميل يوميا تقريبا أو أكثر من ثلاثة في المائة من حجم الطلب العالمي اليومي.
وقال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك”مطلع الأسبوع إن أسعار النفط الحالية التي تقارب 114 دولارا للبرميل لا ترجع إلى أي نقص في الإمدادات وإنما إلى القلق في السوق الناجم عن الصراع في العراق.