عروبة الإخباري – شهدت العلاقات الوثيقة بين مصر وسلطنة عمان مبادرة جديدة لمواصلة تطوير التعاون الثنائي المشترك خاصة فى المجالات الإعلامية والثقافية والإبداعية التى تكتسب أهمية بالغة لأنها تعد القاطرة التى تقود مسيرة التنمية الحضارية المستدامة.
كما تتضاعف أهميتها حينما يتعلق الأمر بسياسات الإتصال الإعلامى التى تستهدف مخاطبة الرأى العام وبالتالي فإنها تؤدى دورا بالغ الأهمية فى إثراء الحوار المجتمعى ورفع مستويات الوعى والاستنارة .
على خلفية هذه الحقائق وقعت البلدان خلال زيارة قام بها للقاهرة الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام في سلطنة عمان على مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامى بين حكومة السلطنة ، وتمثلها وزارة الاعلام العمانية ،والحكومة المصرية ، وتمثلها الهيئة العامة للاستعلامات ،التى تعد من أبرز المؤسسات السيادية الإعلامية نتيجة نقل تبعيتها الى رئاسة الجمهورية .
جاءت زيارته لمصر في توقيت دقيق حيث تستعد فيه للاستحقاق الثاني فى خريطة الطريق، وهو الانتخابات الرئاسية ،ولذلك فإنها تعد فى أحد أوجهها وكأنها بمثابة رسالة ضمنية يؤكد مضمونها على حرص سلطنة عمان على تقديم دفعات قويــة متجددة ومستمرة لدعم وتطوير وتفعيل العلاقات بين البلدين ، في إطار المواقف الثابتة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والتي تعكس دائما تقديره العميق لمصر ولشعبها وحرصه على دعمها ومساندتها ، وهو ما سبق وان جسدته العديد من المبادرات التاريخية التى أكد من خلالها توجيهه دعوة صادقة تنطق بصوت العقـل والحكمة، وتطالب دائما وفي كل المناسبات والمحافل وعلى كافة الأصعدة بضرورة الاحترام الكامل والمطلق للقرارات المصيرية التي يتخذها الشعب المصري ، وصون استقلال قراره الوطني والاحترام المطلق لسيادته وإرادته وحقه في اختيار ما يراه مناسبا لأوضاعه ومستقبله .
نتيجة لذلك فإن العلاقات الثنائية تعكس دائما قدرا غير مسبوق من التفاهم السياسى المشترك تجاه مختلف القضايا ، كما انها تستمد قوتها من تعدد مجالات التعاون بين البلدين وتشعبها وعدم اقتصارها علي جانب واحد . كما أنها تمثل أحد محاور الارتكاز المهمة علي الساحة العربية .
على ضوء هذه الحقائق جددت البلدان فى العصر الحديث الصلات والروابط المتميزة بينهما والتى بدأت منذ قديم الأزل حيث تعود بداياتها الى حقب بعيدة شهدت تزامن الحضارة العمانية مع عهد قدماء المصريين.
ومنذ عقود تجاوزتا كل المراحل التقليدية في اتصالاتهما الثنائية التي بدأت منذ قرون، ثم تعمقت عقب الفتح الإسلامي لمصر حيث وفد إليها ،مع رجال عمرو بن العاص ، الكثيرون من الأشقاء العمانيين من أبناء الأزد ، ومنذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى تم تجديد أواصر العلاقات القوية بين البلدين .
على مدار الساعات التي أمضاها فى القاهرة التقى الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام خلال فعاليات متعددة مع نخبة بارزة من قيادات منظومة المؤسسات الإعلامية المصرية وعلى أعلى المستويات، حيث التقى مع الدكتورة درية شرف الديــن وزيرة الإعلام ،والسفير صلاح الدين عبد الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ، ولفيف من رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف والمجلات والقيادات الصحفية والإعلامية وقيادات الإذاعة والتليفزيون .
كما كان لزيارته أبعـاد عربية مهمة حيث ترأس وفد السلطنة في اجتماع مجلــــس وزراء الإعلام العرب.
عقب اختتامه غادر مبنى الجامعة العربية متوجها إلي المقر الجديد لسفارة سلطنة عُمان حيث كان فى استقباله السفير الشيخ خليفة بن على الحارثى سفير السلطنة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية .ويعد المبنى تحفة معمارية رائعة تعبر عن أرقى فنون العمارة العمانية التي تجمــــع ما بين الأصالة والمعاصرة ، وهناك تفقد الملحقية الاعلامية ووجه بمواصلة تفعيل أنشطتها انطلاقا من المقر الجديد الذي يقع على بعد أمتار من نهر النيل الخالد والذى تعكس صفحته ذات المياه العذبة الصافية الرقراقة ، نفس عذوبة وخلود العلاقات العمانية المصرية.كما يبدو المبنى من على البعد وكأنه قلعة عمانية فى قلب القاهرة الا أنها إحدى قلاع الدبلوماسية العمانية الحكيمة والهادئة .
اثر ذلك عقد الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسنى اجتماعا مطولا مع السفير صلاح الدين عبد الصادق رئيس هيئة الاستعلامات شارك فيه وفد ضم كبار المسئولين بوزارة الاعلام العمانية، ونخبة من قيادات الهيئة لمناقشة مشروع مذكرة التفاهم.
أعقب ذلك إقامة حفل لتوقيعها وشهده السفير الشيخ خليفة بن على الحارثى سفير السلطنة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية ، والمستشار هود بن سيف العلوي المستشار الإعلامي بسفارة السلطنة بالقاهرة.
ثم شهدت القاهرة أمسية حافلة بالمشاعر الفياضة التى عبرت عن قوة العلاقات الوثيقة بين البلدين ، فقد حرصت نخبة كبيرة من القيادات الإعلامية على تلبية الدعوة إلى الحفل الذي أقامته الملحقية الإعلامية بسفارة السلطنة على شرف وزير الإعلام. كان فى مقدمة ضيوف الاحتفالية الدكتورة درية شرف الديــن وزيرة الإعلام ،والسفير صلاح الدين عبد الصادق رئيس الهيئـــــــــة العامة للاستعلامات ، ولفيف من رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف والمجلات والقيادات الصحفية وقيادات الإذاعة والتليفزيون والكتاب والصحفيين والإذاعيين والمفكرين.