المجلس الذي لم نلمس منه ومن معظم أعضائه ذرة إنجاز، اتجه مؤخراً نحو الاقتراحات والإنجازات الحلمنتيشية، مقتفياً آثار بعض أعضاء المجالس المبطلة السابقة، والذين لم يحو تاريخهم النيابي، إلا الإنجازات الصراخية التأزيمية، أو المزايدات الدينية المدغدغة..
أحد الأعضاء قدم اقتراحاً بمنع النساء من ارتياد المسابح العامة بالمايوه.. وهو اقتراح فيه مساس صارخ بالحرية الشخصية للأفراد من مواطنين ومقيمين.. فنحن لا نحجر على الأخ النائب الاحتشام ومن لف لفه فيما يختار من ملابس لأهله.. فله أن يحجبهن أو ينقبهن، ويفرض عليهن عدم الخروج إلا بمحرم ويحرم عليهن قيادة السيارة، والسفر إلا بمحرم.. إلى آخر الزواجر والنواهي، التي لم تقلل الجرائم الجنسية في بلدان اضطرت بفعل زيادتها، الى تشديد عقوبات التحرش الجنسي بدفع غرامة تبلغ حوالي ما يوازي 40 ألف دينار كويتي، والسجن لمدة قد تصل إلى 5 سنوات!
الآن أحد الأعضاء أتى لنا بمشروع قانون زجري آخر أشبع بحثاً وقدمه العشرات من قبله في المجالس السابقة ولكنه لم يمر.. ونحن نخشى أن يمرره مجلس اللا إنجاز، على اعتبار أنه إنجاز كبير له، فما لم ينجح به من سبقه من مجالس نجح هذا المجلس به. والاقتراح هو إقفال كل المحلات قبل صلاة الجمعة وخلالها.. وهو اقتراح معمول به في الجمعيات التعاونية وأجزاء كبيرة من محطات الوقود، ويعمل به من دون تدخل ذلك النائب آلاف المحلات التجارية في الكويت.. فقد قصدت يوم الجمعة قبل الماضي منطقة الشويخ الصناعية (خلف شارع الصحافة) وكان مروري هناك وقت صلاة الجمعة، فلم أر محلاً واحداً مفتوحاً.. فما الداعي لأن يكسب الأخ الأجر ويتمايل لنا تيهاً باقتراحه لذلك القانون غير المستحق؟! والذي إن مرر فإنه سيفتح شهية أمثاله لقوانين شكلية مشابهة مثل قانون إغلاق كل المحلات التجارية وغيرها في كل أوقات الصلاة.. الأمر المعمول به في بعض الدول.
فالله سبحانه وتعالى لم يجبر ابن آدم حتى على الإيمان، فقد قال جل وعلا: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» «قد تبين الرشد من الغي».. فكيف يأتي ابن آدم ليجبرني على أمر لم يجبرني عليه الخالق؟!
لذلك نلتمس من إخواننا أعضاء هذا المجلس احترام شعورنا ومشاعرنا بإيقاف مسلسلاتهم المكررة والمملة في مجلس اللا إنجاز!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.