فرحة غامرة بعودة السفير الشجاع فواز العيطان .. يترجل من الطائرة مرفوع الهامة بشموخ وعزيمة وبخطوات واثقة ككل الأردنيين النشامى ليجد الأهل ورجالات الحكومة والأصدقاء عند سلم الطائرة يتقدمهم سمو الأمير فيصل ابن الحسين حفظه الله .
بالأحضان وبالسعادة الغامرة كان اللقاء الذي جمع كل الأردنيين .. هذه الغبطة ومشاعر البهجة لا تنسينا الجهد الكبير وحسن التعامل بإدارة مثل هذا الحدث مع لحظات الترقب وقساوة الأيام الماضية الذي عاشه الأردن وعشناه مع الأهل والمحبين .. وبدون شك كنا على يقين تام وثقة بالغة بأن فريق التفاوض الذي شكله سيدي جلالة الملك المفدى للتعامل مع هذا الملف بكافة تداعياته وحيثياته إنما نابع من عزم واصرار وحنكة القائد الملك عبدالله الثاني حفظه الله بوضع نهاية سعيدة تُكلّل بعودة ميمونة للسفير سالماً آمناً إلى وربوع الوطن المبارك .
تلقت الأجهزة المختلفة بكافة إختصاصتها في الأردن الأشم والغالي التوجيهات السامية للقائد ، وهي تحث الخطى وتبذل جهوداً ومساعي حثيثة بدبلوماسية هادئة ومُحكمة .. بعيداً عن أية إثارة سياسية أو إعلامية قد تعرقل إطلاق سراح السفير بسلام .
وبمتابعة غرفة العمليات في وزارة الخارجية وباقي أجهزة الدولة على مدار الساعة والتي يديرها المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز جرت عملية التفاوض والتشاور ووضع الخطط بكل حكمة وتروي .
كنا نتابع كأشقائنا الأردنيين وكلنا شوق ولهفة لسماع الأخبار الطيبة ونحن على ثقة عالية بقدرة وكفاءة الرجال بإدارة هذا الملف الهام ، لم نعرف إن كان معالي ناصر جودة هو معالي حسين المجالي أو العكس !! في الاردن تتشابه الوجوه وتتآلف القلوب حيث يشكل الجميع الرجل الواحد . وهذا ما يتصف به كافة الاردنيين النشامى بعنوان الولاء والإنتماء للوطن والقائد .
كانت بشائر الطمأنينة ومشاعر التفاؤل التي حملتها طيات وملامح تصريحات رئيس الوزراء وزير الدفاع أبو زهير الأكرم منذ أيام هيأت الرأي العام والمقربين من الأهل والعشيرة بأن عملية الإفراج عن السفير باتت وشيكة وفي مراحلها النهائية وهذا ما تحقق بالفعل .
وبالرغم من الضغوطات الشعبية خلال الأيام الماضية إلا أن الخارجية الأردنية تمكنت بكل إحتراف بتسريع عملية عودة السفير وفق بنود إتفاقية الرياض وإستطاع الفريق المفاوض برئاسة وزير الخارجية معالي أبوطارق وأخوته في غرفة العمليات بإدارة التفاوض بمهنية ودبلوماسية عالية ورفيعة على الرغم من المطالب المتعددة للخاطفين تمهيداً للإفراج عن السفير سالماً معافى ، وهذا يؤشر على المهنية والخبرة العالية والدبلوماسية الحصيفة والهادئة لأجهزة الدولة الأردنية المختلفة وخاصة التي تعاملت مع هذا الملف بالغ الحساسية هو ما عودنا عليه الأردن بقيادته الملهمة والحكيمة في التعامل مع القضايا الهامة والحساسة .
أهل الاختصاص أدرى بوضع النهايات السعيدة .. وحكمة قائد مسيرة هذا الوطن كانت مفاتيح النجاح ، فهنيئاً للأردن والقائد والحكومة والشعب بهذا الإنجاز وأهلا بسفيرنا العيطان والعود أحمدُ.
الدكتور عبدالله ناصر سلطان العامري
سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة الاردنية الهاشمية