عروبة الإخباري – تشهد العاصمة اليمنية استنفاراً أمنياً لمواجهة أي اعتداءات مُحتملة ينفّذها تنظيم “القاعدة”، غداة استهداف حراسة دار الرئاسة، ومحاولة اغتيال وزير الدفاع، فيما يشهد الجنوب هدوءاً حذراً في اليوم الثاني عشر على بدء الجيش الحملة البرية ضد المتطرفين.
وأكد بيان لوزارة الداخلية أن قوات الأمن “اتخذت عدداً من الإجراءات والتدابير الاحترازية في مناطق الحزام الأمني المحيطة بأمانة العاصمة صنعاء وداخلها تحسبّاً لأي أعمال إرهابية”.
وذكر البيان أن القوى الأمنية “قامت بتكثيف تواجد الخدمات الميدانية وحواجز التفتيش والنقاط الأمنية، ومضاعفة أعداد الجنود المكلفين بحماية المرافق الحكومية والمنشآت الحيوية، مع إيلاء اهتمام خاص لحماية المصالح الأجنبية ومقرات السفارات وأماكن سكن الديبلوماسيين”.
وشدّدت الوزارة على أنها “تعمل ليل نهار وعلى مدار الساعة لضبط أي تحركات مشبوهة حفاظاً على أمن العاصمة”.
وكان متشددون يشتبه أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة هاجموا، الجمعة، القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء، وحاولوا، في حادثة منفصلة، اغتيال وزير الدفاع في سيارته.
واختار المتشددون هدفا كبيرا لهجماتهم في رد انتقامي على ما يبدو على أكبر حملة يشنها الجيش ضد المتشددين خلال ما يقرب من عامين.
وقال مصدر أمني إن أربعة جنود يمنيين قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع متشددين امتد لساعة تقريبا عندما هاجم متشددون البوابة الرئيسية لقصر الرئاسة في العاصمة صنعاء.
وأصيبت المدينة بشلل بعد المعركة وأقيمت نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للعاصمة.
ونشرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” بيانا مقتضبا جاء فيه أن ثلاثة من رجال الأمن قتلوا حين هاجمت “جماعة إرهابية” سيارة الدورية التي كانت تقلهم.
وفي الجنوب نجا وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد من محاولة اغتيال نفذها مسلحون يشتبه أنهم من تنظيم القاعدة هاجموا موكبه الذي كان يرافقه فيه عدد من كبار مسؤولي الأمن في محافظة شبوة.
وقال موقع وزارة الدفاع في وقت لاحق إن الطلقات التي سمعت قرب موكب احمد أطلقت للاحتفال.
وجاءت أعمال العنف بعد عدد من الأيام الحافلة بالأحداث بالنسبة لليمن وحلفائه الغربيين.
وتعتبر واشنطن اليمن واحدا من ساحات القتال الرئيسية في حملتها الدولية على المتشددين الإسلاميين .
وقتل موظف أمن فرنسي يعمل لصالح الاتحاد الأوروبي بالرصاص في العاصمة الاثنين. وصعدت قوات الأمن هجماتها على متشددين مشتبه بهم في أنحاء العاصمة يوم الأربعاء وقتلت رجلا قالت إنه المسؤول عن قتل الفرنسي وعن عدد من الهجمات الأخرى ضد الغربيين.
وأغلقت السفارة الأمريكية في صنعاء أبوابها أمام الجمهور مشيرة إلى الهجمات التي استهدفت المصالح الغربية في اليمن مؤخرا.
إلى ذلك، شددت البعثات الدبلوماسية الغربية إجراءاتها الأمنية بعد هجمات جريئة شنها تنظيم القاعدة على الأجانب رغم تكبد مقاتليه خسائر في حملة للجيش في جنوب البلاد.
وبعدما أعلنت الولايات المتحدة تعليق العمل في سفارتها قال الاتحاد الأوروبي وفرنسا إن الاتحاد قلص وجوده في اليمن ليقتصر على الموظفين الأساسيين وإن فرنسا قيدت حركة دبلوماسييها.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن المستوى الأمني في اليمن عند حده الأقصى.
وزارة الخارجية البريطانية، بدورها، اصدرت تحذيرا جديدا من السفر ونصحت بعدم السفر إلى اليمن ودعت مواطنيها إلى مغادرة البلاد.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقليل بعثتها في صنعاء التي وصفت الأوضاع الأمنية فيها بأنها “مقلقة للغاية ولا يمكن التنبؤ بها.”