عروبة الإخباري – قال المرشح المصري الرئاسي حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، إن مصر في عهده ستسعي لتعديل اتفاقية السلام الموقعة مع اسرائيل، وسترفض المعونة الاقتصادية الأمريكية.
وأضاف صباحي، في مقابلة تليفزيونية أجراها مساء الثلاثاء مع إحدى القنوات المصرية الخاصة، وامتدت حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، إنه في حال فوزه سيسعى لإنشاء كيان بديل لجامعة الدول العربية.
ولم يوضح صباحي طبيعة هذا الكيان وطريقة تشكيله لكنه قال “نسعي لصياغة اتحاد عربي جديد يتجاوز جامعة الدول العربية ويحقق اتحاد عربي يحافظ علي استقلال الدول ويربطها بالدفاع المشتركة والتنمية والتعليم والثقافة وإيجاد عملية عربية موحدة”.
وفي طرحه لرؤيته للسياسة الخارجية المصرية في برنامجه الانتخابي، قال صباحي إن “مصر هي كبيرة العرب، وتتعامل بقدرِها وقدرَها وتسعي لدور خارجي يحقق مصالحها”.
وأضاف “ندعم علاقة مستقرة مع دول الخليج ومنهم قطر إن تابت وأنابت وعادت لعروبتها، بدلا من دعمها لجماعة علي حساب الشعب المصري”.
وحول مستقبل العلاقات المصرية مع إثيوبيا وما يتعلق بأزمة سد النهضة الإثيوبي، التي أثارت جدالا، وصل لحد التوتر بين البلدين الأفريقيين، والمخاوف المصرية من تأثير بناء السد على حصتها من مياه النيل، قال صباحي “لن أسمح بقطرة مياه لمصر تنتقص فالرئيس مسئول عن الأمن والمياه”.
وأضاف المرشح الرئاسي المصري حمدين صباحي “سأدعو لقمة لدول حوض النيل لإقامة منظمة لتقاسم التنمية والتقدم دون أن نحرم من نقطة مياه أو تمس مصالح مصر وسنستهدف من هذه القمة أن تؤمن اعادة النظر في سد النهضة”.
ورغم نفي وزارة الخارجية المصرية ما نسب لوزير الخارجية المصري نبيل فهمي بشأن تشبيه علاقة مصر من أمريكا بالزواج، جدد صباحي انتقاده لمثل هذه التصريحات قائلا “سنحافظ علي العلاقات مع أمريكا لكنا لسنا متزوجين بأحد وعصمتنا في أيدينا ولن نكون تابعين لأحد.”
وأعلن صباحي رفضه المعونة الاقتصادية الأمريكية، مع الإبقاء فقط علي شقها في المساعدات العسكرية موضحا أن أمريكا أكبر مستفيد من هذا الشق، مشيرا أنه، في حال فوزه بمنصب الرئيس، سيقيم علاقات مع الجميع امريكا، روسيا، الصين، جنوب أفريقيا، وغيرها، بما لا يضع مصر تحت تبعية أحد.
وحول الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل قال: “سأحترم كل اتفاقية وقعت عليها علي مصر كدولة وسيتم التعديل لاتفاقية كامب ديفيد وفق القانون الدولي”.
وحول رأيه في الرئيسين المصريين السابقين قال صباحي إن “حسني مبارك هو رمز سنين الركود ومعاداة الإبداع والفساد والاستبداد والفقر والتبعية.
ومحمد مرسي، بحسب صباحي، “نموذج للفرص الضائعة الذي أعطاه الشعب أصواته فتنكر لها وفضل جماعة علي مجتمع وأراد أن يحل الجماعة مكان الدولة وفشل في السلطة وارتكب خطئية في المعارضة.
وخلال القسم الثاني من المقابلة التي امتدت لنحو أربع ساعات قال صباحي إنه يتجه لتعيين 3 نواب حال وصوله للرئاسة، كما سيسعى لإعادة هيكلة جهاز الشرطة، مؤكدا تمسكه باستمرار دعم الدولة للفقراء.
وأضاف صباحي، أن قانون التظاهر (يفرض قيودا تنظيمية على التظاهر ووجه بانتقادات محلية) جعل تحالف 30 يونيو / حزيران (القوى السياسية التي أيدت إطاحة الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسي) “ينهار”.
وحذر من “سعي البعض لاستغلال 30 يونيو (مظاهرات حاشدة قادت لإنهاء حكم مرسي) لنسف ثورة 25 يناير (كانون الثاني 2011).”
وتابع صباحي أنه “لا يجب أن يكون للجيش دورا سياسيا ولا يجب للشرطة أن تستعيد الدولة البوليسية التي أسقطتها الثورة “.
وأضاف، في المقابلة التي استهدف من خلالها عرض رؤيته وبرنامجه الانتخابي في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية التي تجري يومي 26 و 27 مايو / آيار الجاري، أن التقدم في مصر يتطلب إجراء عدالة انتقالية يتم فيها “تضميد جراح كثيرة عبر قصاص عادل ومحاكمات ناجزة وتعويض عاجل وفتح باب التسامح الطوعي والعفو عند المقدرة.”
وشهدت مصر منذ ثورة 25 يناير مرورا بالاحتجاجات الشعبية التي صاحبت وتلت الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي سقوط آلاف القتلى والمصابين من المتظاهرين ومن رجال الشرطة، اختلفت التقديرات حول أعدادهم، وصاحبها دعوات مستمرة للقصاص.
وقال صباحي خلال المقابلة :”لن نريد إقصاء ولا استثناء ولكن نريد طريق عدالة وانهاء الانقسام والاستقطاب مع وحدة مصر”، ولكنه جدد رفضه لجماعة الاخوان قائلا إنه “لا مستقبل لهم.. الإخوان فشلوا في المعارضة، فكرهم استبعاد وإقصاء واستعلاء وكانت حامي وداعم للإرهاب “.
وأضاف المرشح الرئاسي الذي ينتمي للتيار الناصري، وحل ثالثا في أول انتخابات رئاسية تجرى في مصر بعد ثورة يناير عام 2012 “كل مصري كان في الاخوان لو عارض بسلمية سأحترمه، ولن يلفت أحد من العقاب سواء دعم أو مارس الإرهاب وسنحظر الاخوان كحزب وجماعة “
وأوضح أن “الارهاب” لا يوجد في دول ديمقراطية، مشيرا إلي أن محاربة الفقر ودعم الحريات سيكون أحد أهم سبل مواجهة الإرهاب .
وفي الشق الاقتصادي لبرنامجه الانتخابي قال صباحي إن رؤيته الاقتصادية أن تعتمد مصر علي نفسها وأن يكون رأس مالها هي الطاقة البشرية، لافتا أن الدعم سيستمر للفقراء ولا تراجع عنه.، حسب قوله.
وتعد قضية الدعم الذي يستهلك ما يعادل ثلث ميزانية الدولة المصرية كل عام، (وصل حجم الإنفاق على الدعم قرابة 20 مليار جنيه حسب تقديرات عام 2013)، من القضايا الشائكة، التي تمس حياة غالبية المصريين.
وخلال المقابلة التلفزيونية التي كانت أقرب لحلقة نقاش، وضمت بعض الخبراء من أعضاء الحملة الانتخابية لصباحي، قال رائد سلامة، الخبير الاقتصادي عضو لجنة البرنامج بحملة صباحي، إن مصر تعاني أزمة اقتصادية شديدة، مشيرا إلى أن عجز الموازنة وزيادة الديون هما السبب الأساسي وراء الأزمة المالية التي تعيشها مصر الآن.
وأضاف “سلامة”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو الكحكي، مقدم برنامج “موعد مع الرئيس″ على فضائية “النهار”، الخاصة إن الاحتياطي الحقيقي من النقد الأجنبي 7 مليارات دولار من أصل 17 مليار بالبنك المركزي، لافتا إلى أن حجم الديون يصل إلى 300 مليار دولار.
وأوضح سلامة أن مصر تحتاج إلى معالجة عجز الموازنة عن طريق تقليل دعم الطاقة الذي يصل إلى 100 مليار جنيه.
وبشأن أفكاره الاقتصادية، كشف صباحي اتجاهه لتطبيق ضريبة تصاعدية علي الدخل مع ترشيد الإنفاق الحكومي، وإنشاء بنك للصعيد (جنوب مصر) كصندوق إنمائي ودعم مشروعات صغيرة والدعوة للاكتتاب الشعبي لدعم المشروعات القومية.
وقال صباحي إن “الدعم سيستمر للفقراء وسيراجع مع الاغنياء وسط حوار معهم حول ذلك” ، موضحا أهمية أن ترتبط العدالة الاجتماعية بزيادة الانتاج والعدالة في التوزيع فضلا عن أهمية استرداد عافية القطاع العام عافيته وتشكيل هيئة مستقلة للمعاشات(التي تحتوي علي ملايين من المصريين.
وحول رؤيته للأمن أشار المرشح الرئاسي حمدين صباحي إلي أن وزارة الداخلية تحتاج خطوات عدة منها أن تحقق أمن المواطن، وهيكلة الشرطة بإعطاء أولوية للأمن الجنائي وعدم المساس بكرامة المواطن والاحترافية لرجال الشرطة.
وتعجب من إقحام وزارات ومؤسسات تعليمية لوزارة الداخلية في حل مشاكلها سواء مع العمال أو الطلاب.
وتشهد مصر منذ نحو 5 سنوات أي قبل الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك عقب ثورة 25 يناير 2011 بعامين، موجات من الاحتجاجات العمالية، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والأجور، فيما شهدت الجامعات المصرية خلال العام الدراسي الحالي، تظاهرات طلابية، داعمة للرئيس المعزول محمد مرسي، تخللها سقوط ضحايا مع تدخل الشرطة لفض تلك التظاهرات.
وخلال الجزء الأول من المقابلة التلفزيونية مع المرشح الرئاسي حمدين صباحي قال إنه يتجه لتعيين 3 نواب حال وصوله رئيسا مختصين بالتنمية وحقوق الانسان والامن، مشيرا إلي أن معيار الكفاءة والنزاهة هو ما سيحرص عليه في اختياراته لمن يدير أي جهاز في مصر
وأشار الي أن “حلف الثروة والسلطة في مصر يجب أن ينتهيا بإيجاد تشريعات ولوائح”، لافتا إلي أنه يتجه لإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد والتمييز .
وقال صباحي إنه يرفض تواجد الإخوان المسلمين مستقبلا، في حال فوزه بالرئاسة.
وأضاف صباحي، “لا وجود للإخوان كجماعة ولا كحزب (يقصد حزب الحرية والعدالة) إذا نجحت لأن الدستور يمنع إنشاء الأحزاب علي أساس ديني.”
واتفق صباحي في موقفه من جماعة الإخوان المسلمين، مع منافسه الوحيد وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، الذي قال في مقابلة تلفزيونية أذاعتها قنوات مصرية خاصة، في وقت سابق الثلاثاء، إنه لن يكون هناك تواجد لفكر جماعة الإخوان في عهده.
واتهم صباحي الإخوان أنها تحدت إرادة الشعب في 30 يونيو (حزيران) وهيأت لمناخ العنف في مصر.
واستدرك أن “الجماعة كتنظيم مرفوضة، أما كمواطنين من حقهم أن يعبروا عن اراءهم بشكل سلمي ولا يمكن أن يطاردوا من الدولة.”
واستبعد صباحي أن يكون هذا الموقف تناقضا مع توجهه السابق بتحالف الحزب الذي قام هو بتأسيسيه عقب ثورة 25 يناير، حزب الكرامة (يساري)، مع حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للإخوان) في الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في عام 2012 . .
وأردف : “أنا تحالفت معهم عندما كان الشعب يختارهم، ويأتون بهم كأغلبية وينتخب منهم رئيسا لكن عندما أسقطهم الشعب، كنت من قبلها ضدهم”، مشيرا إلي أن ترشح ضد رئيسهم السابق محمد مرسي، وفي عهده رفض منصب نائب الرئيس بعد ذلك وشارك في 30 يونيو / حزيران الماضي مع غضب الشعب.
وأوضح أن هذا الموقف من الاخوان هو موقف واحد يتفق لديه ولدي الحملة الانتخابية له نافيا وجود انقسام أو خلاف داخل الحملة حول ذلك .
وحول قدرته علي الحصول علي أصوات مماثلة لما حازه في الانتخابات الرئاسية السابقة (أجريت عام 2012) التي تقارب 5 ملايين صوت، أعرب صباحي عن ثقته في قدرة المصريين علي فعل ذلك وقدرته علي حكم مصر وبناء الوطن .
وأشار صباحي إلي عدم قلقه من اتجاه بعض أنصاره في اتجاه المرشح المنافس عبد الفتاح السيسي، موضحا أنه لم يغادر مكانه ومازال مع الشعب ومع أهداف الثورة ومحاربة الفقر والفساد والاستبداد.
وحول موقفه من الجيش المصري، أوضح أنه يريد بناء جيش قوي يصون أمن الوطن ولا يتدخل في السياسة ولا يكون طرفا في المنافسة السياسية .
وفي المقابلة التليفزيونية أشار صباحي إلي أن قرار ترشحه مرتبط بأحوال مصر واستعادة حقوق المصريين.
وقال إن السلطة الانتقالية بعد الثورتين علي مبارك ومرسي لم تكن علي مستوي طموحات الشعب، مشيرا إلي إن “النظام القديم الذي ظل 30 عاما سابقة مازال يحكم بسياسات الفساد والاستبداد”
ولفت أنه “يريد أن يحمي الفقراء وبناء ديمقراطية حقيقية”، مشيرا إلي أن الضامن لتطبيق ذلك أن الشعب لن يقبل بعودة للوراء أو عودة سياسيات الفساد والاستبداد والتبعية .
وقال صباحي “أقدم برنامج فيه التزام وعهد مع الله وعقد مع كل الشعب من ينتخبني ومن لم ينتخبني “، مؤكدا أنه سيستعين بالامكانية البشرية الممثلة في شعب مصر، وما لديه من أفكار وخطط قابلة للتطبيق وموادر تم تبديدها ويجب عودتها لمصلحة الشعب.
وأضاف “وصولنا للرئاسة يحتاج إلي استكمال الثورة ببرلمان معبر عن الشعب.. وبمحليات معبرة عن الناس″، متمنيا دخول فئة الشباب في الانتخابات البرلمانية.
وحول أهم الاجراءات التي سيتخذها حال وصوله رئيسا قال صباحي “سأخفض راتبي كرئيس للجمهورية”، معلنا التزامه بتطبيق الحد الأدني والأقصي للأجور.
وأشار إلي أنه حريص علي تطبيق العدالة الاجتماعية، منوها إلي لجوئه إلي الاستعانة بخبرات مصرية شابة في حال تذمر البعض من تطبيق الحد الأقصي للأجور .
وحول رؤيته لتشكيل الحكومة أعلن صباحي احترامه للدستور وسعيه لتشكيل حكومة من الأغلبية أو الأكثرية التي تأتي عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة (لم يحدد لها موعدا) مضيفا “لا يوجد حزب بمفرده مهيئ لأن يحصل علي أغلبية في البرلمان المقبل”.