عروبة الإخباري – هنأ جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الأربعاء، عمال الاردن بمناسبة يوم العمال العالمي، وذلك خلال زيارة جلالته الى المعهد الأردني الكوري للتكنولوجيا في منطقة الهاشمية بمحافظة الزرقاء، حيث التقى العاملين والمتدربين في المعهد وأقام مأدبة غداء تكريما لهم.
وعبر جلالته في صبيحة هذا اليوم ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بهذه المناسبة عن اعتزازه بالعمال وجهودهم في بناء الوطن ليصبح الأردن أقوى.
وقال جلالته: “أعتز وأفتخر بكل نشمي ونشمية شمّر عن ذراعه.. اشتغل وتعب من أجل وطننا، بهمتكم الأردن أقوى، كل عام وأنتم بخير”.
وخلال الاحتفال، الذي أقيم بهذه المناسبة، اعتبر وزير العمل وزير السياحة والاثار الدكتور نضال القطامين في كلمته، أن هذا اليوم يعد من أيام العمل والعطاء والانجاز، لجميع العمال في مختلف مواقعهم.
وأكد أن دعم جلالة الملك اللامحدود للعمال، في شتى الميادين، هو بمثابة المحفز الرئيسي لعطائهم، مثمناً التوجيهات الملكية المستمرة لتأمين فرص العمل والعمل اللائق والعيش الكريم لكل فرد من أبناء وبنات الوطن.
وقال إن الاستراتيجية الوطنية للتشغيل التي جاءت بمبادرة ملكية في منتصف عام 2012، هدفت الى معالجة قضايا وسياسيات التشغيل على المستوى الوطني، وتضمنت ثلاثة محاور أساسية، هي البدء باستيعاب العاطلين عن العمل وتحسين التوافق في المهارات والنمو في الشركات الميكروية والصغيرة والمتوسطة وزيادة الانتاجية واعادة هيكلة راس المال البشري الاقتصادي، لتنفذ على ثلاث مراحل، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
وأضاف أن وزارة العمل سعت الى تنفيذ رؤية الاستراتيجية، عبر تحسين مستوى المعيشة للأردنيين، من خلال زيادة التشغيل والأجور والمنافع والإنتاجية، لافتا الى أن الحملة الوطنية للتشغيل جاءت تتويجا لسلسلة من الإجراءات الهادفة التي تنظم سوق العمل، حيث تمكنت البرامج والمشاريع التي استهدفتها الحملة منذ بداية عام 2013 من تشغيل 30157 مشتغلا في القطاع الخاص، وتوفير فرص عمل لـ 14700 عامل من خلال مشاريع التمويل الذاتي، إضافة إلى تدريب 1404 اشخاص.
وفي إطار التوجيهات الملكية السامية بمتابعة اوضاع المشتغلين ضمن الحملة الوطنية للتشغيل، كلفت وزارة العمل شركة متخصصة لعمل دراسة تقييمية محايدة، حيث بينت نتائج هذه الدراسة وبكل شفافية وحياد أن نسبة المشتغلين الذين ما زالوا على راس عملهم 64 بالمئة، حوالي 20 الف عامل، من اجمالي عدد المشتغلين 30157 مشتغلا، وأن 36 بالمئة توقفوا عن العمل لأسباب متعددة منها طول ساعات العمل وعدم ملاءمة الاجور.
ووجه جلالة الملك في هذا الشأن، الحكومة، لدراسة الاسباب التي دفعت هؤلاء الشباب لترك العمل وسبل معالجتها من خلال تطوير برامج التدريب والتأهيل والحماية الاجتماعية للعاملين.
وعملت الوزارة بحسب القطامين الى تطوير خدمات التشغيل والارشاد المهني، لتشمل جميع محافظات المملكة، بالتزامن مع تطوير التشريعات الناظمة لسوق العمل، وبما يضمن زيادة المشاركة الاقتصادية، وإدماج المرأة، وتحديد نسب العمالة الوافدة في القطاعات المستهدفة وتنظيمها ومنح مهل لتصويب أوضاعها.
وأوضح القطامين، أن حسابات معدلات البطالة على المستوى الوطني، تتفاوت بين المحافظات وداخل المحافظة الواحدة، وبين البوادي والقرى والأطراف، مما يشكل تحديا واضحا في توزيع مكتسبات التنمية، مشيرا الى أن أهم الحلول التي وضعتها الحكومة لمواجهة هذا التحدي يتمثل في توجيه الاستثمار نحو المحافظات البعيدة، وتوزيعه داخل المحافظة الواحدة، لضمان الوصول الى رقم واحد للبطالة على المستوى الوطني.
وفي اطار السعي نحو توفير المزيد من فرص العمل خاصة للإناث في المناطق النائية، اكد القطامين ان وزارة العمل استمرت في استحداث الفروع الإنتاجية، ليصل عددها الى 9 فروع عاملة حتى الان تشغل 2200 فتاة، وحاليا يجري العمل على توسعة بعض الفروع القائمة وتشغيل 2255 فتاة خلال الستة أشهر القادمة.
وقال إن الحكومة، استطاعت تخفيض مؤشرات البطالة، خلال الربع الأول من عام 2014 بمقدار نقطة واحدة لتبلغ 11.8بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2013، سبقه انخفاض بمقدار نقطتين في الربع الأخير من عام 2013 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2012 وفق تقارير دائرة الاحصاءات العامة.
وبعد أن استمع جلالته الى الإيجاز المتعلق بالاستراتيجية الوطنية للتشغيل، ثمن جهود الحكومة في هذا المجال، مطالبا جلالته ببذل المزيد من الجهود لتشغيل الشباب الأردني الذي يستحق الأفضل.
وثمرة لجهود جلالته وزياراته المختلفة الى دول العالم، والتي تهدف إلى زيادة حجم الدعم المالي والفني ونقل الخبرة في الدول المتقدمة الى الاردن، خصوصا في تطوير التعليم التقني وزيادة كفاءة العمالة المحلية وتدريبهم وتأهليهم بما يلبي احتياجات سوق العمل، زار جلالة الملك المعهد الأردني الكوري للتكنولوجيا، الذي جاء كنموذج للشراكة والتعاون بين الحكومتين الاردنية والكورية.
والتقى جلالة الملك خلال جولته في مختبر صيانة المركبات الحديثة، ومختبر كهرباء المركبات الحديثة، ومختبر التكييف والتبريد، الطلاب المتدربين واستمع الى تجربتهم في التوجه نحو التدريب المهني والتقني ورغبتهم في اكتساب مهن فنية متطورة تؤهلهم للمنافسة في سوق العمل، والحصول على فرص عمل مميزة في المستقبل.
كما استمع جلالته خلال الجولة الى شرح من القائمين على المعهد، حول أهمية التدريب الذي يوفره المعهد، والذي يحتوي على أحدث الأجهزة والأنظمة المتطورة، لتنمية مهارات الطلاب العملية والتقنية والفنية، وتأهيلهم للدخول الى سوق العمل بكل كفاءة واقتدار.
ويشتمل المعهد الذي تأسس عام 2007 ويتبع لمؤسسة التدريب المهني، على سبعة تخصصات مهنية في مجال تكنولوجيا البرمجيات، والتحكم الآلي والاتصالات، والأجهزة الطبية، وصيانة المركبات، وتكييف الهواء والتبريد، واللحام والحدادة، ويمنح درجة الدبلوم التقني بالتعاون مع جامعة البلقاء التطبيقية للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة، ودورات التدريب المهني للطلاب غير الحاصلين على شهادة الثانوية العامة.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) قال مدير عام مؤسسة التدريب المهني ماجد الحباشنة، إن زيارة جلالة الملك الى المعهد، تؤكد اهتمام جلالته في قضايا التعليم التقني، وتشجع لاستقطاب المزيد من العمالة الحالية، لتدريبهم وتأهيلهم بما يلبي احتياجات سوق العمل من المهن، التي يقدمها المعهد.
وأشار الى أن المعهد وغيره من المؤسسات التدريبية، هي نتاج جهد ملكي موصول، من خلال جولات جلالته للاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، مبينا أن المعهد يمثل شراكة بين الأردن وكوريا، لجهة تطوير التخصصات التقنية والمهنية.
وقال الحباشنة إن مؤسسة التدريب المهني، تسعى دوما لبناء شراكات من شأنها تطوير العمل المهني، توجت في إنشاء معهدي الطاقة المتجددة في معان، والصناعات الدوائية في السلط، وسيتم افتتاحهما في المستقبل القريب.
من جانبه بين مدير المعهد المهندس محمود أبو الزيت، أن المعهد الذي خرج نحو 420 طالبا من خريجي الدبلوم والمتدربين، مشيرا الى أنه يجلس على مقاعد الدراسة والتدريب فيه نحو 290 تلميذا، أي بنسبة 90 بالمئة من طاقته الاستيعابية.
وعبر الطالب ربيع خميس، الذي يدرس دبلوم تخصص صيانة المركبات، عن مدى استفادته من التدريب النظري والعملي الذي يتلقاه من المعهد، ويؤهله للانخراط في سوق العمل بحرفية عالية.
وقدر العامل محمد علي، اللفتة الملكية السامية في تكريم عمال الوطن، والذي يشكل دافعا لهم نحو المزيد من العمل والاتقان لبناء الأردن، وقال “إننا نعاهد الوطن وقائد الوطن، أن نبقى الأيادي الممتدة لاستكمال مسيرة العطاء والإنجاز”.
يشار الى ان الاردن يشارك العالم سنويا الاحتفال بيوم العمال العالمي الذي يصادف في الأول من ايار، ويحرص جلالة الملك على مشاركة عمال الاردن سنويا احتفالهم دعماً لهم وللدفع باتجاه تأمين حقوقهم، في التأمين الصحي والضمان الاجتماعي والعمل في بيئة امنه ونظيفة، بما يساهم في تحسين اوضاعهم المعيشية.
وتعتبر الحركة العمالية في الأردن من أوائل الحركات في العالم العربي، حيث تأسس اتحاد عمال الأردن في عام 1954.
وحضر الاحتفال رئيس الديوان الملكي الهاشمي ومدير مكتب جلالة الملك وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي ومحافظ الزرقاء وعدد من المسؤولين.