علي أحمد البغلي/نتمنى أن يلقمكم التقرير حجراً!

التقرير الذي نشرته القبس وبعض الصحف الأخرى، بأن الإدارة الأميركية اعتبرت الكويت الدولة الصديقة، من أكبر الدول الممولة للخلايا الإرهابية الناشطة في سوريا والعراق.. وما يقصد بالكويت ليس بحكومتها – وإن كانت تتحمّل بعض الوزر من ذلك الذنب الذي لا يُغتفر دولياً ولا إنسانياً – فالكويت بقيادتها، ممثلة بصاحب السمو الأمير، هي صاحبة المبادرات في عقد المؤتمرات الإغاثية للسوريين جراء الحرب الأهلية الناشبة في ديارهم.. والكويت، ممثلة بجمعية الهلال الأحمر التي تمثل جوهر الخلق الكويتي في إغاثة الملهوف من دون نظر إلى أصل أو فصل أو عنصر أو اتجاه، هذه هي الكويت الحقيقية وأهلها على طبيعتهم السمحة.

ولكن -وآه من لكن- فقد ابتليت الكويت ببعض أحزاب وحركات وعلى رأسها حزب الإخوان المسلمين -فرع الكويت- الذي أشار إليه التقرير بالاسم، بصفته من أكبر داعمي وممولي الحركات الإرهابية والانقلاب على الشرعية، فيما يسمى بدول الربيع العربي.. والإخوان المسلمون وُصموا بالإرهاب في أكثر من دولة عربية، تحديداً مصر والسعودية والإمارات، ما عدا الكويت، التي كانت برداً وسلاماً عليهم.

الآن، التقرير الأميركي الدولي وضع النقاط على الحروف في ضلوع هذه الجماعة وجماعات أخرى من المستجدين على الساحة السياسية، وعلى الخلق والعادات الكويتية، ذلك راجع لحداثة عهدهم بالجنسية الكويتية، وهم يفتخرون جهاراً نهاراً بجمع التبرعات لتجهيز المقاتلين، ويحددون مبلغ التبرع لشراء أسلحة هجومية لا تمتلكها إلا الجيوش مثل المدافع المتطورة، التي لا نستبعد وجودها وتخزينها من قبل هؤلاء خلف ظهرانينا، والحكومة تتفرج!

التقرير السابق اتهم وزيراً في الحكومة بمساندة الحركات الإرهابية، والذي أقر بتقديم استقالته -لأسباب صحية- بصحة ذلك، ثم سرعان ما تعافى من الأسباب الصحية وعاد إلى منصبه.

ما نوده الآن بعد نشر فحوى التقرير وأقرت بصحته الحكومة الكويتية بإنشائها وحدة لتتبع أموال تلك الجماعات ومصادرها وجهات صرفها، أن يلقم هذا التقرير حجراً لـ«أبواق الإخوان»، خصوصاً أصحاب المشاريع الوهمية التي اغترفوا بها من أموال أهل الكويت ليزدادوا ثراء فوق ثرائهم الفاحش، والذي جمعوه ربما من ابتزازهم لبعض الجهات الحكومية المرتعدة منهم، والتي أغدقت عليهم المناقصات والعطايا من دون وجه حق.

وليس لدينا ما نقوله لأمثال هؤلاء «فوق شينكم قواة عينكم» ويا ريت تكرمونا بسكوتكم!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

علي أحمد البغلي

Ali-albaghli@hotmail.com

Related posts

اللي استحوا ماتوا* فارعة السقاف

تجربة النضال الفلسطيني: خصوصية مقاومة تقاوم التعميم* هاني ابو عمرة

كلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي* جواد العناني