راجح الخوري/زوبعة أميركية في فنجان إيراني!

الضجة التي أثارتها واشنطن حول تعيين السفير الايراني الجديد في الامم المتحدة لا تتناسب اطلاقاً مع سياسة التهافت التي تعتمدها حيال طهران سعياً الى علاقات اكثر انفتاحاً ودفئاً بين البلدين بعد ٣٥ عاماً من العداء!

واشنطن تحظر منح تأشيرة حامد ابوطالبي الذي عيّنته طهران سفيراً في الامم المتحدة، بحجة انه لعب دوراً في ازمة الرهائن الاميركية في ايران في الفترة الممتدة بين عامي ١٩٧٩ و١٩٨١ عندما تمّ احتجاز موظفي السفارة الاميركية لمدة ٤٤٤ يوماً، وقد تقدّم السناتور تيد كروز بمشروع القانون الى الكونغرس وفيه: “ليس هناك من سبب يدعو واشنطن الى منح تأشيرة لهذا الشخص الذي يجب ألاّ تطأ قدماه الاراضي الاميركية”، لكن الأمر بدا غريباً عند اوساط ديبلوماسية ترى ان ابوطالبي ديبلوماسي قديم سبق له ان عمل سفيراً في ايطاليا وبلجيكا واوستراليا وكلها دول حليفة لاميركا، ثم ان طهران انتدبته ممثلاً لها في المنظمة الدولية وليس لدى اميركا!
السناتور تشاك شومر قال يجب ألا تعمل القيادة الايرانية على تصعيد التوتر مع اميركا من خلال تعيين سفير لها كان قد ساعد العناصر الارهابية في احتجاز مواطنين اميركيين، فردت طهران بأن ابوطالبي لم يشارك في الهجوم على السفارة وانه عمل مترجماً خلال التفاوض لحل الازمة، في حين اشارت تحليلات صحافية غربية الى انه من الاصلاحيين المقربين من حسن روحاني، الذي ترامى باراك اوباما عليه عندما شارك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل اشهر.
السناتور ليندسي غراهام انتقد القرار الايراني معتبراً ان تعيين ابو طالبي يمثل صفعة لأميركا، لكن الايرانيين يرون ان رفض واشنطن اعطاءه التأشيرة هو صفعة مرفوضة على وجه طهران، ثم ان التدقيق في اسماء السفراء الاميركيين يمكن ان يظهر ان كثيرين منهم من العسكريين الذين قاتلوا في بلدان كثيرة ارتدوا الياقة الديبلوماسية بعد ثياب الميدان!
كل هذا الجدال يبدو من خارج السياق، او انه مناقض للسياسة الانفتاحية المتهافتة التي تحرص ادارة اوباما على اتباعها مع ايران، وخصوصاً بعدما تبين ان مفاوضات اميركية – ايرانية جرت وراء ابواب مغلقة في عمان قبل ثلاثة اعوام بهدف التوصل الى اتفاق على الملف النووي، وهو ما بدا طعنة اميركية دنيئة في ظهر حلفائها الخليجيين!
على هذا الاساس ثمة من يرى ان اثارة واشنطن مسألة تعيين ابوطالبي بهذا الشكل المفتعل، انما ترمي الى امتصاص الشعور الخليجي بأن اوباما ليس متهافتاً على طهران وان واشنطن لم تغيّر قواعد نظرتها الحذرة والمتشككة حيال ايران… لكنها زوبعة في فنجان لا يمكن ان تموّه لهاث اوباما وراء روحاني!

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري