يقول الإخواني السابق ثروت الخرباوي إن عقيدة الإخوان تنحصر في أن التفكير خطيئة، والاختلاف جريمة، والسمع والطاعة فريضة، والمرشد يعلم أكثر من الجميع، ويفهم ما لا يفهمون، ومخالفة أوامره خيانة. ويقول المثل الجامايكي «أن تأتي متأخراً، خير من ألا تأتي أبداً»، ونورده بمناسبة قرار السعودية الأخير، المنسجم مع القرار المصري، وما تبعه من قرار إماراتي، باعتبار حزب الإخوان المسلمين، وغيره من الحركات الدينية المتطرفة، إرهابياً. لذلك، نرى من الضروري الترحيب بإعلان السعودية ومصر، وستتبعهم ربما بريطانيا قريباً، وهي التي كانت وراء فكرة تأسيسهم أساساً، بعد أن اكتشفت هذه الأطراف أن الإخوان هم نواة كل تنظيم خرب وفاسد في المنطقة، وما أصبحنا نراه من إجرام بشع في سوريا، إن كان من الجهات الإرهابية المتطرفة، ورد فعل النظام الشرس عليها، هو نتاج ذلك الفكر، في الوقت الذي لم يعرف فيه يوماً أن أياً من الأحزاب الليبرالية أو العلمانية، إن وجدت في بلادنا، قد تسببت في خراب مجتمع أي دولة والتسبب في تفجيره ونشر الاغتيالات فيه، هذا علاوة على أن الأنظمة الليبرالية لا تفرق عادة بين مواطني الوطن الواحد على أساس العرق أو الدين أو الطائفة، بعكس الأنظمة الدينية الاستبدادية.
والطريف، وربما المحزن، أن جميع دعاة ورعاة وحلفاء الإخوان في دول مجلس التعاون قد طأطأوا رؤوسهم مع ازدياد موجة الهجوم عليهم. وهذا إن كان أمراً مقبولاً من تيارات سياسية محددة، فإنه غير مقبول بتاتاً من تيارات دينية طالما ادعى أصحابها أنهم لا يبتغون من عملهم غير الأجر والثواب، فكيف قبلوا بهذا الخنوع، وأزالوا أردية الدين عن أكتافهم واختاروا الانزواء؟ ألا يدل ذلك على وصوليتهم؟ وكيف يمكن أن نقبل منهم، إن كانوا بالفعل دعاة صادقين، أن يرضوا بالمذلة ويسكتوا؟ وأين ذهب صراخهم وتباكيهم على مرسي وغيره، وإشاراتهم الرمزية، أم أن مناقصات الحكومة خير وأبقى من العمل الصالح والجهاد في سبيل الدين؟
في منهج وزارة التربية ورد سؤال عن أفضل الطرق لتقديم المساعدة للمحتاجين: التطوع في الهلال الأحمر، التبرع لبنك الدم، السفر للخارج بحثاً عن المحتاجين، أو تقديم المال للجمعيات الخيرية! وكانت الإجابة في دفع المال للجمعيات الخيرية! فهل هناك شك في الجهة التي وضعت مناهج مدارسنا؟.