رحلتي الى عُمان ” 2 “

عروبة خاص – كتب سلطان الحطاب – رتب لي صديقي مدير الاعلام بوزارة الاعلام الشيخ مجيد بن محمد الرواس الذي اعرفه منذ زياراتي الاولى الى عُمان وقد تقلب في مواقع كثيرة في دوائر الاعلام المختلفة في الداخل والخارج حيث سفارات السلطنة .. رتب لي موعداً مع وزير الاعلام الدكتور عبد المنعم الحسني الذي التقيته في مكتبه وقد وجدته مفعماً بروح الشباب وبالنشاط المتعدد الذي اصبح من اهدافه التقاء الشباب العُماني في العاصمة وخارجها وفتح ابواب الحوار معهم والاستماع لهم . ومناقشة قضاياهم التي قال الوزير ان المتابع لها يستفيد منها الكثير فالافكار الشبابية كنز وهي مؤشر على المستقبل ولبنات اساس في مواصلة البناء .. كان الوزير الحسني مسروراً من نتائج حواراته وقد شجعه ذلك على مواصلتها وحتى على التخطيط لجعلها ذات طابع مؤسسي يتكرر ويتعمق ويعبر عن نفسه باكثر من اسلوب . فالشباب عنده ركن اساس من اركان التقدم في بلد فتي كعمان وهو بذلك يترجم توجهات السلطان قابوس بن سعيد الذي كان ومازال يرى في الشباب العماني العدة للمستقبل وظل العمانيون وعبر اربعين سنة من انطلاقة نهضتهم الحديثة التي قادها السلطان قابوس منذ عام 1970 يرون في التقليد الذي ارساه السلطان بتخصيص وقت واسع من ايام كل سنة للالتقاء بالمواطنين في اريافهم ونواجعهم وصحاريهم واماكن عيشهم ومصاحبتهم والعيش مع ظروفهم لادراك ما يحسون وما يشعرون وتلبية مايريدون من مطالب على قاعدة ظل السلطان يؤمن بها تماماً ويكرسها في كل عام وهي توسيع توزيع عوائد التنمية بعدالة واشراك الجميع العماني فيها .. وهذا الاسلوب والنهج الحميد كان قبل الربيع العربي ومازال وشكل نموذجاً مبهراً لكثير من قادة العالم وحتى ممن ياخذون بالديموقراطيات البرلمانية المعاصرة . فالنموذج العماني شبيه باليوناني القديم القائم على الحوار وجها لوجه وكسب الرضا مباشرة ..
في مكتبه سالت الوزير الحسني اسئلة عديدة لم يغادر احدها الا باجابة صريحة ومقنعة .. سواء تلك المتعلقة بالشباب او الحوار او تطوير الاعلام ومشاكله وحتى مضمون الشبكة العنكبوتية والمواقع الالكترونية ومساهمة الشباب العماني وكذلك الاستثمارات ومناخاتاها وقد قدم الوزير صورة متكاملة وعميقة لذلك فعمان اصبحت مركز جذب استثماري للمؤسسات والشركات العربية والعالمية الشهيرة التي بدات الان تتقاطر الى عمان مستفيدة من الحوافز واستقرار القوانين والتشريعات وتقاليد المعاملة الطيبة وحالة الامن والاستقرار التي تتمتع بها السلطنة بشكل ملموس يغاير حال الدول من قريناتها او جوارها وفي اقليمها ..
ولعل نموذج الاستثمار الذي يشكله ميناء الدقم العماني الجديد والضخم ما يدلل على ذلك فقد كان لاقدم الشركات البلجيكية خاصة والغربية وكثير من الشركات والصناديق للاستثمار بعشرات المليارات من الدولارات ما يؤكد سلامة نهج السلطنة في البناء والاستثمار والانفتاح وخاصة في مجال السياحة التي اكد الوزير ان البنية التحتية لها تتواصل وتتسع وانها ستكون في السنوات القادمة من اهم الموارد لرفد الاقتصاد الوطني لما تتمتع به السلطنة من مكونات سياحية هامة ومن مقاصد سياحية يزداد عليها الطلب ويرى السائحون اهميتها سيما وان عمان قادرة على ترويج سياحة بيئة واثار ومؤتمرات وثقافة وحتى سياحة صحراوية وغطس وسباقات بحرية وبرية في الهجن وغيرها ..
الوزير اكد ان السياسة العمانية المعتدلة لم تغفل او تتراجع عن الدفاع عن مصالح عُمان وتاكيدها ومع ازدياد القضايا الاقليمية سخونة وتعقيدا ظلت عُمان تعالج شراكتها في هذه القضايا ودورها فيها باسلوب اعلامي متزن بعيدا عن الصخب او الحملات الاعلامية او الشتم او التجني وظلت ترفع شعار الجدل باللتي هي احسن وتتخلق باخلاق الرسول “ص ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك . فاعفو عنهم واستغفر لهم ” كما اكد الوزير نهج “ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ” ..ورغم محاولات وان بدت قليلة في زج عُمان في نهج جديد مختلف في اعلامها الا ان السلطنة ظلت تتمسك بنهج قائدها في الاعتدال والصفح ومراعاة المصالح العامة والحفاظ على حسن الجوار والعلاقات الطيبة مع الجميع والابقاء على درجة “تصفير” المشاكل مهما زادت والبحث عن حلول موضوعية تحفظ للفكرة الصائبة حق الاستمرار وللافكار المتسرعة حق الانسحاب والتلاشي دون غضب زائد ..
ولان الوزير الحسني متخصص في التصوير وله فيه مؤلفات كما انه درسه ويدرسه وهو قادم من حقل الاكاديمية فان منظوره للاشياء يتسم بالتحديد والوضوح والتقديم الجميل فكل شيء حتى وان كان سياسيا او اجتماعيا لابد ان يقدم وكانه الصورة التي تنسجم مكوناتها وتتكامل ليظهر وضوحها وجمالها..
رغبت ان اقدم تصوري في اعجابي بتجربة السلطنة ومحاولة فهمي لنهجها على اكثر من مستوى ولهذا اكثرت من الاسئلة وجمع الاجابات وقد كرمني الوزير باهدائي مجموعة كبيرة من الكتب علها كلها تتمخض عن كتاب واحد اضع فيه ما اعتقد انني استطيع ان اقدمه باعتزاز وها انا افعل وقد وجدت كل الدعم والاسناد من لدن الوزير الذي يؤمن بالكلمة ودورها وبالفكر واهميته في انسنة البناء البشري ..
عُمان التي لها عمق تاريخي بعيد والتي تقدم نفسها لشعبها وللاخر من خلال الانجاز الذي هو اوراق اعتمادها المعاصرة لم تهزها الحملات الاعلامية والاجتهادات المرتجلة والتهويش السريع الذي لا جذر لمفرداته ولا مضامين فيه ولذا اخذ الوزير وهو يحدثني باسلوب اشاحة الوجه عن ذلك وتركه ليذهب كالزبد لان ما ينفع الناس يمكث في الارض .. فالاعتقاد الصحيح ” انه لا يصح غير الصحيح ” وان الزمن كفيل بضحض الخطا حتى يمتلك الاخرون الصواب ويتمسكون به .. وهذا ما تفعله عُمان التي تجد في انجازها وحكمة قيادتها وصواب رؤيتها المختبره افضل وسيلة للدفاع في وجه اشكال القصف الاعلامي العشوائي الذي يصيب اصحابه اكثر مما يصيب خصومه ..
الوزير الحسني الذي حدثني طويلا في جوانب عدة من نهضة عُمان وعن هذه المرحلة التي تتسم بالبناء والتنمية والمشاريع الاستثمارية الكبيرة حسبته يقول “عشر سنوات اخرى وسترى عُمان تحلق اعلى وقد ادركت الكثير من اهدافها “..
اعتقد كما يعتقد الوزير واصدق رؤيته لان القواعد التي يجري البناء عليها ظاهرة ومحسوبة وصلبة فرحلة الالف ميل العُمانية بدات وهي تتواصل بسرعة فقد بان الطريق ووضحت الرؤية ..
ولنا لقاء اخر يتجدد من اجل تعميق قناعاتنا وتاكيد رهاننا على هذا الانجازات الكبيرة..
الحلقة القادمة …لقاء وزير الخارجية يوسف بن علوي ..

 أهالي وابناء ولاي بهلاء يحتفلون بزيارة السلطان قابوس

من زيارات السلطان الميدانية

الشيخ مجيد بن محمد الرواس مدير عام الإعلام

 

رئيس تحرير موقع عروبة الإخباري / سلطان الحطاب

 مراسل موقع عروبة الإخباري  الزميل ابراهيم الحطاب الى جانب معالي يوسف بن علوي

معالي يوسف بن علوي -وزير الخارجية العُماني

الملك عبدالله الثاني أثناء تسليم الشيخ مسلم البرعمي وسام رفيع

Related posts

بنوك مركزية خليجية تحذو حذو الاحتياطي الاتحادي وتخفض الفائدة

الملك عبد الله الثاني يتصدر قائمة أكثر المسلمين تأثيرًا في العالم

استمرار الدعم الإنساني للبنان… هل يُخفّف من المعاناة؟