اقتصاديات النقل البحري الاردني في كتاب للدكتور مصطفى مساد

اقتصاديات النقل البحري الاردني في كتاب
مساد .. لا سياسات اردنية واضحة في هذا المجال
ادعو الى استثمار اوسع وتطوير اعمق لهذا القطاع الحيوي

كتب سلطان الحطاب

ويمكن ان تكون غابت .. وعامت من ( التعويم ) مفاهيم وممارسة اقتصاديات النقل في الاردن . ولم استطع أن التقط فيها سوى اقتصاديات النقل البحري وهو ما كتب عنه بوعي وتوسع وتحليل الدكتور مصطفى مساد في كتابه الذي مازال وحيداً تحت عنوان اقتصاديات النقل البحري الاردني .. ورغم ان الكتاب مضى عليه عقد من الزمان تماماً الاّ انه مازال المرجع والمؤشر والمدخل لفهم هذه الاقتصاديات وامكانية تعظيمها .. وان كنت اتمنى على الدكتور مساد الان تجديد الكتاب باضافة ما حدث خلال العشر سنوات الاخيرة لنبيّن مدى تطور وتقدم وتنظيم اقتصاديات النقل بشكل عام في المملكة حيث لم اجد في ذلك كتباً سوى الاوراق المهمة وخاصة الورقة التي حاضر فيها وزير النقل الاسبق المهندس علاء البطاينة في اقتصاديات النقل البحري تظهر بارزة صورة الجسر العربي للملاحة .. الشركة التي عكست ارادة ثلاث دول عربية ( الاردن والعراق ومصر ) حين كان مازال التعاون العربي المشترك قائماً وقد اعطى احدى ثماره المميزة في تلك الشركة التي استطاعت ان تكسر الحواجز وان تضاعف راسمالها من اربعة ملايين الى اكثر من مائة مليون دينار لتشكل نموذجاً ناجحاً من بين مؤسسات العمل العربي المشترك التي تلاشت وتعثرت وصفيت او هجرت ..
وفي سبيل دفع الجهود لاستثمار افضل في النقل البحري تحديداً ومن اجل توفير بنية تحتية مناسبة جاءت مبادرة مجموعة من الرواد لتأسيس الاكاديمية البحرية التي استطاعت ان تحتضن عدة تخصصات لها علاقة مباشرة بالنقل البحري ..
كما استطاعت ان تخرج مجموعة كبيرة من الطلاب والطالبات اخذت طريقها لرفد هذا القطاع بمن يعمل فيه ويساهم في تطويره وكانت هذه الاكاديمية مقصداً اردنياً وعربياً ومازالت تأخذ طريقها لمزيد من الانجاز والتوسع وتراكم التجربة ..
لا نضيف جديداً لما اكد عليه الدكتور مصطفى مساد في كتابه الذي مازال يشخص حالة النقل البحري الاردني ويدعو لفتح الافاق امامها وحتى وان كان الكتاب الذي مضى عليه عقد من الزمان يحتاج الى تطوير واضافة لمتابعة المستجدات الاّ انه مازال يشكل قاعدة انطلاق صلبة لقراءة واقع النقل البحري في الاردن وحتى في المنطقة بشكل عام ..
حين يؤكد المؤلف ان قطاع النقل البحري يتميز بأهمية في عمليات النمو الاقتصادي حيث تشكل صناعة النقل البحري عنصراً مهماً في ميزان المدفوعات لمعظم الدول ويرى الدكتور مساد ان لسياسات النقل البحري تأثيرات كبيرة لا تقتصر على صناعة النقل البحري فقط وانما تمتد الى عناصر الاقتصاد الوطني وربما الاقتصاد العالمي الى حد ما كما يرى انها صناعة معقدة لانها تؤثر وتتأثر بكثير من العناصر ويضيف انها محصلة لسياسة عامة شاملة للعناصر الاجتماعية والاقتصادية وحتى العسكرية ويستنتج بعد دراسته القيمة ان السياسة الاردنية في صناعة النقل البحري لاتزال غير محددة فهي تفتقر الى قوانين منظمة للاستثمار في هذه الصناعة وكذلك شروط التوظيف في هذا المجال وشروط النقل على السفن الاردنية بالاضافة الى محدودية المساعدات الحكومية للاسطول الاردني ويرى مساد مع احتساب فروق الزمن حين نشر كتابه انه حتى يمكن انشاء وتفعيل سياسة ناجحة لصناعة النقل البحري في الاردن فانه من الضروري دراسة واقع صناعة النقل في المملكة من كافة النواحي ولا سيما الاقتصادية خاصة ما يؤثر على الطلب على خدمات النقل البحري لكل من السلع والركاب في الاردن..
وفي الخلاصة فان المؤلف الذي يجسد الجانب النظري بالتطبيق في قيادته للاكاديمية البحرية في خبرته الدراسية والعلمية يرى ضرورة مناقشة صناعة النقل البحري في المملكة وان توضع خطة شاملة لتحديثها وتطويرها على ضوء المتغيرات في الاقليم والعالم ..
ولعل كتاب الدكتور مساد يقف يتيماً على رفوف المكتبة الاردنية المتخصصة في هذا المجال وحتى المكتبة العربية التي تفتقر الى الدراسات المتخصصة في هذا المجال باستثناء مصر التي يرى المؤلف انها تتوفر فيها الدراسات والابحاث ..
لقد جاء الكتاب ليخدم ليس فقط الدارسين والمهتمين بل والمتخصصين والعاملين في النقل البحري ليكشف لهم اهمية القطاع الذي يعملون فيه او يتخصصون للعمل فيه وحتى نلقى المزيد من الضوء على كتاب الدكتور مساد فانه قسمه الى فصول جعل الاول عرضا يماما لتطور نشاط صناعة النقل في الاردن في حين خصص الفصل الثاني ليتحدث عن الملامح الاقتصادية لصناعة النقل البحري وفي الثالث قدم صورة للطلب على خدمات النقل البحري ورابعا قدم عناصر العرض المؤثرة على صناعة النقل البحري وجعل من العوامل المؤثرة على هذه الصناعة فصلا خامسا قبل ان ينتقل الى اداء صناعة النقل البحري وتاثيرها على الاقتصاد الوطني في الفصل السادس اما الفصل الاخير السابع فقد تحدث عن النقل متعدد الوسائط وثورة اللوجستيات ثم اضاف فصلا ثامنا للخلاصة ..
الدكتور المهندس مصطفى مساد …..الخ

المؤلف في سطور :
– ولد الدكتور المهندس مصطفى امين مساد في قرية برقين / جنين في 16/8/1955 م .
– انهى دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدينة الزرقاء حيث تخرج من مدرسة الزرقاء الثانوية عام 1974 م .
– حصل على درجة الدكتوراه في ” تكنولوجيا النقل البحري ” من الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مدينة الاسكندرية عام 2000 م .
– تخصص في الهندسة البحرية وادارة الاساطيل البحرية في كل من مصر والسويد .
– عمل مهندسا بحريا على ظهر السفن التجارية قبل ان يعمل في ادارة الشركات البحرية 1976 – 1984 م .
– عمل في شركة الخطوط البحرية الوطنية الاردنية في عدة وظائف منذ عام 1984 حتى اصبح مساعداً للمدير العام عام 1993 ثم اصبح مديراً وعضو مجلس ادارة للشركة في نهاية عام 2002 م .
– يعمل مديرا عاما وعضو هيئة مديرين للشركة العربية لادارة السفن منذ عام 1996 وحتى تاريخه .
– عميد لمعهد الدراسات البحرية الاردني . 
– عضو مجلس امناء الجامعة البحرية العالمية في السويد والتابعة للمنظمة البحرية العالمية .
– عضو مجلس ادارة السلطة البحرية الاردنية .
– عضو مجلس ادارة الشركة السورية الاردنية للملاحة البحرية .
– رئيس هيئة مديري المركز الاردني للمعاينات البحري .
– عمل مستشارا لعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة .
– نشر عدة ابحاث ودراسات متخصصة في النقل البحري في مجلات ومؤتمرات محلية وعربية ودولية .
– عضو في نقابة المهندسين الاردنيين والعديد من النقابات والمؤسسات والجمعيات المهنية المتخصصة في الهندسة البحرية والادارة والنقل البحري في كل من بريطانيا والولايات المتحدة .

Related posts

عقدٌ من الابتكار.. زين تحتفل بمرور 10 أعوام على تأسيس منصّتها للإبداع (ZINC)

وَقْف ثَريد يطلق الحملة الإغاثية غزة لنا فيها أخوة

بنك القاهرة عمان يفتتح فرعه الجديد في تاج مول